باب النعت

النعت:

يجاء به للفرق بين المشتركين في الاسم وربما جيء به توكيدا، وربما لمجرد المدح أو الذم في الاسم. وشرطه أن يكون هو للمنعوت أو لما هو من سببه أو ملابسه ومشتقا أو في حكمه ومطابقا للمنعوت في الإعراب وفيما له من التعريف أو التنكير.فإن كان له لا لشيء من سببه يتبعه فيما له من الإعراب، ومن الإفراد أو التثنية أو الجمع أو التأنيث أو التذكير لفظا ومعنى، فإن كان لشيء من سببه لم يلزم متابعته له إلا في الإعراب والتنكير والتعريف لفظا ومعنى.

المشتق: هو ما يبنى من المصدر وما في معناه وهو ما رادف ما يبنى من المصدر وليس به.

وعلامة الاسم النكرة إذا كان مفردا قبوله الألف واللام وأداؤه معنى لا يكون إلا نكرة، فإن كان مضافا فقبوله ما أضيف إليه مباشرا أو ابتداء أو بالواسطة للألف واللام أو جواز جريه على النكرة.

والمعارف من الأسماء خمسة أجناس: المضمرات والمبهمات والأعلام والداخل عليها الألف واللام والمضاف إلى شيء من ذلك إضافة تخصيص لا تخفيف

المضمر بالنسبة إلى التفسير خمسة أقسام: مضمر تفسره المشاهدة وهو ضمير الحاضر من المتكلم والمخاطب، ومضمر يفسره ما قبله بوجه ما، إما لفظا ومعنى أو معنى دون لفظ، أو لفظا دون معنى، ومضمر يفسره ما يفهم من سياق الكلام، ومضمر يأخذ شبها من هذا ومن الذي قبله، ومضمر يفسره ما بعده لفظا ومعنى وهو ضمير الشأن والقصة، والمضمر في نعم وبئس ومع رب في باب عطف الفعل على الفعل عند إعمال الثاني فيما يطلبه الأول فاعلا كان أو مفعولا لم يسم فاعله، ومفسره إما جملة وإما مفرد بإزاء الجملة ويلزمه النصب ويثنى ويجمع أو لا يثنى ولا يجمع وإما مفرد يجري بوجه الإعراب ويثنى ويجمع.

المضمر بالنسبة إلى الإعراب ثلاثة أقسام: مرفوع الموضع ومنصوبه ومجروره.فالمرفوع متصل ومنفصل، وكذلك منصوبه، ومجروره متصل فقط.والمرفوع الموضع المنفصل يكون مبتدأ وخبر مبتدأ واسم ما وكان وخبر إن وفاعلا ومفعولا لم يسم فاعله بشرط الاقتران بإلا أو إسناد الصفة الجارية على غير من هي له إليه، أو إسناد مصدر مضاف إلى المفعول به إليه، ويجيء توكيدا ويقع فاصلة.

والمرفوع الموضع المتصل يتصل بالفعل الماضي وبالمضارع وبالصفة ويرتفع فاعلا ومفعولا لم يسم فاعله واسم كان ولا علامة له في الصفة، وكذلك إذا أجريت على غير من هي له أبرز منها، وله علامة في الفعل الماضي إلا مضمر الواحد الغائب ومضمر الواحدة الغائبة، وله علامة في الفعل المضارع إلا مضمر المتكلم مطلقا، ومضمر المخاطب الواحد ومضمر الواحد الغائب والواحدة الغائبة.

والمنصوب الموضع المتصل: يتصل بالفعل المضارع وبالماضي والصفة إذا كان فيها الألف واللام على خلاف في هذا الأخير أمنصوب هو أم مجرور، ويتصل بإن وكان وأخواتهما وينتصب مفعولا به ومطلقا ومفعلا [مفعولا] فيه توسعا، واسم إن وخبر كان.

والمنفصل المنصوب يشاركه في ذلك كله إلا في اسم إن، ويزيد عليه أنه ينصب مفعولا معه وخبر ما ومستثنى في حال السعة.والمتصل المنصوب الموضع إن كان ياء المتكلم تلزم معه نون الوقاية في الفعل الماضي والمضارع الذي ليس رفعه بالنون وتلحق معه في الفعل المضارع المرفوع بالنون، ويجوز الفك والإدغام ولا تلزم، وتلحق معه في إن وأخواتها ولا تلزم إلا في ليت، فإنها لا تطرح منها معه إلا في ضرورة الشعر.المجرور كله متصل واتصاله بالاسم أو بحرف الجر، ولفظه كلفظ المنصوب المتصل، وتلحق به نون الوقاية مع ياء المتكلم في الأشهر إذا اتصل بمن وعن وقد وقط، وأنت في إلحاقها معه متصلا بلدن مخير.

العلم:

ضربان: ضرب منه للفرق بين الأشخاص وضرب منه للفرق بين الأجناس، فالأول فيما يعني الإنسان التفرقة بين أشخاصه، والثاني فيما لا يعنيه إلا معرفة جنسه.ثم ينقسم الشخصي أيضا إلى مفرد ومركب، والمركب إلى جملة في الأصل وإلى غير جملة وغير الجملة إلى مضاف ومضاف إليه وإلى اسمين جعلا اسما واحدا، والمضاف والمضاف إليه إلى كنية وغير كنية وينقسم أيضا إلى منقول ومرتجل فالمنقول يكون من الجنس العين ومن الجنس غير العين ومن المشتق من الجنس غير العين والمرتجل ما ليس له أصل في النكرات وهو مقيس وغير مقيس فالمقيس منه ما له وزن في النكرات وغير المقيس ما خرج عن حكم نظيره في النكرات وهو إما صحيح فيه ما يجب إعلاله في النكرات كمريم ومدين ومكوزة وحيوة، أو مفكوك فيه ما يجب إدغامه في النكرات كمحبب أو مفتوح فيه ما يجب كسره في النكرات كموكل وموظب وموهب وموءلة وقد يكون العلم بالغلبة فيلزمه أحد الأمرين:

إما الألف واللام كالثريا والدبران وإما الإضافة كابن عمر وقد تدخل الألف واللام على العلم المنقول من الصفة أو المصدر فلا تلزم كالحارث والفضل.

المبهم: نعني به الموصول واسم المشار إليه.

الألف واللام: ضربان جنسيتان وعهديتان: الجنسيتان هما الداخلتان على الاسم لا في معرض الحوالة على معهود،وعلامتهما أن الاسم الذي هما فيه لا يفيد مضمره ما يفيد مظهره والعهديتان هما الداخلتان عليه في معرض الحوالة على معهود ذكرا أو علما، ويفيد مضمر الاسم الذي هما فيه ما يفيد مظهره، ويعرض في الجنسية الحضور وفي العهدية الغلبة ولمح الصفة.

المضمر: لا ينعت؛ لأن ما يفسره يغني عن نعته ولا ينعت به؛ لأنه ليس مشتقا ولا في حكمه.

العلم لا ينعت به كما لا ينعت بالمضمر وينعت بباقي المعارف غير المضمر.

المبهم: ينعت بالألف واللام للجنس فإن اتفق أن يكون ما هما فيه مشتقا فالأجود أن يكون مما يخص الجنس المقصود وينعت به العلم والمضاف إلى المعرفة.

ذو الألف واللام: ينعت بمثله ومما أضيف إلى مثله وينعت به المعارف كلها غير المضمر.

المضاف إلى المعرفة ينعت بالمضاف إلى مثله والمبهم وبما فيه الألف واللام وينعت به العلم وما أضيف إلى المعرفة وما فيه الألف واللام بشرط إضافته إلى ما فيه الألف واللام

.مراتب المشار إليه على ثلاثة أقسام:الدنيا والوسطى والقصوى، تقول في المذكر في الدنيا هذا وفي الوسطى ذاك وفي القصوى ذلك، وتثنية المذكر في الدنيا هذان في الرفع وفي النصب والجر هذين، وفي الوسطى ذانك وذينك وفي القصوى ذانِّك وذينَّك، وجمع المذكر السالم في الدنيا هؤلاء وفي الوسطى أولاك وفي القصوى أولئك وأولالك، وللواحد المؤنث في الدنيا هذهِ وهذهْ وهذي وهاتا وهاتي، ولا يثنى منها إلا هاتا، وفي الوسطى تيك وفي القصوى تلك وتالك، وفي تثنية المؤنث في الدنيا هاتان في الرفع وهاتين في النصب والجر وفي الوسطى تانك وتينك، وفي القصوى تانِّك وتينّك وفي الجمع أولاء وهؤلاء وأولاك وأولئك وأولالك يخالف مفرد المذكر مفرد المؤنث وتثنيته تثنيته ويوافق الجمع الجمع في المراتب الثلاث.

العطف عطفان: عطف بيان وعطف نسق.

عطف البيان هو الاسم الجاري على اسم دونه في الشهرة، بينه كما بينه النعت، إلا أنه لا يكون نعتا لمانع فيه، والمقصود من الاسمين الأول، والفرق بينه وبين البدل في اللفظ يقع في باب النداء، وفي باب إعمال اسم الفاعل المعرف بالألف واللام إذا أجري على المجرور.

وأما عطف النسق فلا يكون إلا بحروف منها: الواو والفاء وثم وحتى وهذه تشرك بين الأول والثاني في الإعراب والمعنى، وتنفرد الواو بأنها لا تعطي رتبة، وثم بالمهلة ولا مهلة في الفاء، وحتى تنفرد بأن ما بعدها لا يكون إلا جزءا مما قبلها وفائدتها أن ما بعدها حقير أو عظيم أو ضعيف أو قوي. ومنها بل ولا بل، وهما للإضراب عند جعل الحكم للأول وإثباته للثاني ولا يعطف بها في الاستفهام ولا مع بل في الإيجاب، والأمر نفي وفي النفي والنهي توكيد، ومنها لا وهي لنفي حكم الأول عن الثاني، ولا يعطف بها إلا في الأمر والإيجاب ومنها لكن وهي نقيضة لا والعاطفة منها ما لم يقم بعدها جملة والأخرى مخففة من الثقيلة وتقع المخففة في سائر أنواع الكلام إلا في الاستفهام ويلزم في المخففة ما يلزم في العاطفة من مخالفة ما بعدها لما قبلها لفظا ومعنى، ومعنى دون لفظ، ومنها أم المتصلة وهي التي ما قبلها مع ما بعدها كلام واحد وما قبلها معتمد على همزة الاستفهام، وجوابها بتعيين أحد الشيئين المعادل بينهما مفردا كان أو جملة في حكم المفرد، فإن اختل فيها أحد هذين الشيئين فهي منفصلة ومعناها معنى بل وهمزة الاستفهام معا وجوابها نعم أو لا، ومنها أو وإما وكلتاهما تكون في غير الطلب للشك والإبهام على السامع وفي الطلب للتخيير والإباحة والفرق بينهما لزوم التكرار في إما وامتناعه في أو، وأن الكلام مع إما لا يكون إلا مبنيا على ما لأجله جيء بها وأو قد لا تكون كذلك.ومن شرط المعطوف جواز العطف عليه ولم يحسن العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الخافض عليه واختير التوكيد وما يسد مسده في المضمر المرفوع المتصل.

ترك تعليق