المؤلف: محمد علي السَّراج

في الماضي والمضارع والأمر

الماضي: الماضي ما وقع في زمان قبل الزمن الذي أنت فيه، وعلامته أن يقبل تاء الفاعل كقرأت، وتاء التأنيث الساكنة كقرأتْ، ويكون مبنياً على الفتح معلوماً كان أو مجهولاً كفهم وفهم.
المضارع: المضارع ما يكون في الزمن الذي أنا فيه أو بعده. فقولك: يضرب يصح أن يكودن للحال أو الاستقبال. فإذا أردت تخصيصه بالمستقبل فأدخل عليه السين أو سوفَ نحو: سيكتب أو سوف يكتب. ولائذ أن يكون أوَّلُهُ حرفاً من حروف (أنيتُ) .

ويكونا المضارع مرفوعاً إذاً تجرد من الناصب والجازم. وقد سمي مضارعاً لمضارعته – أي مشابهته – لاسم الفاعل بحركاته وحدوثه، فيقعد مثل قاعدِ حركات وحدوثاً.
الأمر: الأمر ما تطلب به شيء بعد زمن التكلم نحو: اقرأ وافهم. وعلامته أن يقبل نون التوكيد مع دلالته على الطلب كاقرأنَّ وافهمن.

وقد يرد في الكلام ألفاظ تفيد معنى الفعل يقال لها: أسماء الأفعال، وهذه أحكامها:
أسماء الأفعال

اسم الفعل: هو ما ناب عن الفعل معنى واستعمالاً، لكنه لا يقبل علامة الفعل ولا يتقدم معمولة عليه.

وهو على ثلاثة أضرب:

الأول: ينقسم من حيث الزمن إنما ثلاثة أقسام: اسم فعل ماضي كهيهات. واسم فعل مضارع كاف. واسم فعل أمر كصة. لكن وروده بمعنى الأمر كثير، وبمعنى الماضي والمضارع قليل.

الثاني: ينقسم من حيث الوضع إلى قسمين: مرتجلّ ومنقولٌ:

فالمرتجلُ ما وضع من أول أمره أسم فعل كشتان وافَّ.

والمنقول ما نقل عن الظرف والجار والمجرور والمصدر كدونك الكتاب وعليك نفسك ورويد أخاك.
الثالث: يصاغ على وزن فعال من كل فعل ثلاثي متصرف كنزال وسماع وحذار.
فوائد
1 – أسماء الأفعال سماعية إلا ما كان منها على وزن فعال فقياسي.

2 – تستعمل أسماء الأفعال بلفظ واحد للمفرد وغيره مؤنثا ومذكراً نحو: مهْ يارجُل، ومَهُ
يانساْء.
تفسير
معنى شتان: افترق. وهيهات: بعد. وويْ: أتعجب. وافَّ: أتضجرٌ. وأوه: أتؤجعٌ. وحي عَلى: أقبل. وآمين: آستجب. ودونك: خذْ. ورويدَ: أمهلْ. ومكانك: أثبتْ.

أمثلة

شتان بين الجدَ والكسل
هيهات النجاح بلا عملِ
شرعان ما ذهب الوجلٌ
ؤي لعالم يبخل بعلمه
أف لعامل يتوانى بعمله
أوهُ ممن يسيء إلى وطنه
حي على شرف الجهاد
مهُ عما يؤذي العباد
هلم إلى سبيل الرشاد
دونك الكتاب جلدهُ
إليك التائة أرشده
رويْد أخاك أمهلة

مناع الصبي = قتال العدو
سماع الكلام = حذار الإهمال

شواهد

وعليك نفسك فارعَها
واكسب لها فِعلا جميلا
جاورت أعدائي وجاور ربه
شتانَ بين جوارهِ وجواري
فأوٌهْ لذكراها إذا ما ذكرتها
ومن بْعدَ أرض دونها وسماء
فحذار أن ترضى مودةَ منُ
يقْلي الُمقلَّ ويعشق المثري

القلِى: البغض من قلاه =يقليه. وقي القرآن الكريم:

﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

إعراب
وَيْ لِعاملٍ لا يُتْقِنُ عَمَلَهُ

(وي): اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا.

(لعامل): جار ومجرور متعلق بويْ.

(لا): حرف نفي.

(يتقنُ عمله): فعل وفاعل ومفعول به ومضاف إليه. والجملة صفة لعامل، والتقدير: غير
متقنِ.

المصدر: اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل