‌‌ترجمة الأبذي

 نسبه:

هو أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد الشهاب ويُقالُ: شهاب الدين البجائي الأٌبَّذي المغربي المالكي، نزيل الباسطية[1]. ويُعرفُ بالأٌبَّذيٌ[2].

 

وهناك خلافٌ في لقبِه:

فقد ذهبَ الحميريُّ[3]، والحافظُ ابن حجر، والحافظُ الذهبيُّ، والبدرُ الدمامينيُّ[4] في حواشي المغني والسيوطي[5]، وعبد الباقي اليماني[6]، والزركلي[7]، وعمر رضا كحاله[8] إلى أن دالَ مدينة أُبَّذة التي ينتسب إليها المؤلفُ، معجمةٌ، ومن ثَمَّ فإن لقبَه، “الأبذي” بذال معجمة.[9].

 

وذهبَ صاحبُ لب اللباب والتكملة[10] وياقوت الحموي[11] والفيروزآبادي[12] والسخاويُّ[13] وحاجي خليفة[14] إلى أن دالَ مدينةِ “أُبَّدة” مهملة. وعليه فإن لقَبه الأُبَّدي بدالٍ مهملة.

 

وأرجحُ أنه الأبذيّ بذالٍ معجمة، لأن اسمَ المدينةِ “أُبَّذة”، ثم لما تناقل الناسُ اسمَها أهملوا الذالَ، فصارتْ “أُبَّدة”، والدليلُ: أنها صارتْ تُعرف بأُبدة العربِ[15]، فكلا اللقبين صحيحٌ. خاصة أن ياقوت ذكر الحرفين فيها.

 

 


[1] الباسطية: مدرسةٌ بديعةٌ بالقاهرةِ أنشأها عبد الباسط بن خليل الزين الدمشقي ثم القاهري المتوفىَّ سنة ٨٥٤هـ، وهو أولُ مَنْ تسمَّى بعبد الباسط، كان ناظر الخزانة والكتابة بمصر للسلطان المؤيد شيخ، وقد جعلها تجاه بيته، وانتهت في أواخر سنة ٨٢٣هـ انظر الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي ٤: ٢٤ – ٢٥.

[2] انظر: الضوء اللامع ٢: ١٨٠، والأعلام: للزركلي ١: ٢١٨. وهناك نحوي آخر بهذا اللقب وهو علي ابن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخُشني النحوي المعروف بالأبذي. نشأ بأشبيليه ولازم الشلوبيين. وكان إماماً في النحو واللغة والأشعار، وأملى على كتاب سيبويه تقاييد وعلى الإيضاح والجمل، ومشكل الأشعار الستة والجزولية، وأقرأ بإشبيلية ومالقة وغرناطة، كان مقلاً من الدنيا. توفي سنة ثمانين وست مائة.

انظر: (إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين: لعبد الباقي اليماني ص ٢٣٣-٢٣٤) .

[3] انظر صفة جزيرة الأندلس: للحميري، ص ١١.

[4] انظر: تاج العروس من جواهر القاموس: للزبيدي ٢: ٢٨٦ (مادة أبد) .

[5] انظر الأشباه والنظائر في النحو: للسيوطي ٣: ٥٧.

[6] انظر إشارة التعيين: لعبد الباقي اليماني، ص ٢٣٣.

[7] انظر: الأعلام: للزركلي ١: ٢١٨.

[8] انظر معجم المؤلفين: عمر رضا كحاله ٢: ١٥٠.

[9] أبذة: مدينةٌ صغيرةٌ بالأندلس من كورة جيّان، على مقربة من النهر الكبير، لها مزارعُ وغلاتٌ كثيرة جداً، وهي تُعرفُ بأبدة العربِ، اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وتممها ابنه محمد. (انظر: معجم البلدان: ياقوت الحموي ١ / ٦٤، وصفة جزيرة الأندلس: للحميري ص ١١) وفي دائرة معارف البستاني ص ٩٢-٩٣: أبْدة وقد تشدد الباء أُبّدة. ويقال أيضاً: أبْذة وأبّذة مدينة إسلامية تقعُ على نهرِ الوادي الكبير على ٥٦ كيلو من جيان، ويُنسبُ إليها فيُقالُ: الأبّدي والأبذي.

[10] انظر: تاج العروس: للزبيدي ٢: ٢٨٦ (مادة أبد) .

[11] انظر: معجم البلدان: ياقوت الحموي ١: ٦٤.

[12] انظر القاموس المحيط: للفيروز آبادي مادة أبد، حيث قال: (وأُبَّدة كقُبَّرة بالأندلس) .

[13] انظر الضوء اللامع ٢: ١٨٠.

[14] انظر كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لحاجي خليفة ١: ٢٠٧.

[15] انظر: هامش (١) .