السؤال:

لماذا جاءت الهاء مضمومة في قوله تعالى: ومَن أوفى بما عاهد الله عليه من سورة الفتح؟

الإجابة:

يسألُ كثيرٌ من طلابِ العلمِ عن سببِ ضمِ هاءِ الغائبِ من (عليهُ) في قولِه تعالى في سورة الفتحِ: ﴿وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

أجبتُ بعدَ الاطلاعِ على آراءِ العلماءِ، وهذا ما اسْتَحْوذْتُ ووصلتُ إليه فأقولُ مختصراً الكلامَ مستعيناً بالله.

بدايةً: لا بدَّ أن نعلمَ أنَّ هذه القراءةَ هي لغةُ أهلِ الحجاز، فهم يَضُمون هاءَ الغائبِ مطلقاً فيقولون: منْهُ- عليْهُ – ذهبتُ إليهُ – عليْهُم، ومن ذلك قراءةُ حمزةَ في سورة الفاتحة: صراطَ الذينَ أنعمتَ (عليْهُم) بضم الهاء، وفي قولِه تعالى في سورة الكهف: ﴿وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أنْ أذكرَه﴾.

مواضيع ذات صلة


ثانياً قال بعضُ العلماءِ منهم الدكتورُ فاضل السامرائي: إنَّ الهاءَ مضمومةٌ هنا لتُفَخَّمَ اللامُ من لفظِ الجلالة ( الله ) والمقامُ هنا مقامُ عهدٍ فيناسبُه التفخيمُ لا الترقيقُ.

ملاحظة: (عليهُ) هي مضمومةٌ عند حفصٍ خلافاً لما قرأ بهِ الجمهورُ، وعليك أن تعلمَ باركك اللهُ أنَّ الضميرَ المجرورَ بـ(على) مبنيٌ أيَّاً كان حالُ النطقِ به سواءً كان الضميرُ مكسوراً أو مضموماً.

قال ابنُ مالكٍ رحمه اللهُ تعالى في الألفية:

وكلُ مضمرٍ لهُ البنا يجب

ولفظُ ما جُرَّ كلفظِ ما نُصِبْ.

واللهُ وليُّ التوفيقِ.

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام