المؤلف: أبو بشر، اليمان البَندنيجي
المحقق: د. خليل إبراهيم العطية

باب الألف الممدودة (2)

والاعتداء. والاهتداء. والاقتداء. والاجتداء: وهو أن تأتي الرجل تطلب جداه، والاستراء: وهو خلع الثوب والدرع، يقال: سرى ثَوْبَه ودرعه يسريه سرايةً ويسروه سَرْوًا واسْتَرَاهُ يَسْتَرِيهِ استِرَاءً. والاشتراء والاعتراء: وهو إتيانك الرجل؛ يقال: عَرَوْتُهُ، والاعتراءُ، والاعتراء: الركوبُ؛ يقال: عَروتُ الدابةَ واعتريتُها، واعتريتُ فُلَانًا بِسُوءٍ أَدْرَكْتُهُ، قال الله جل وعز: ﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ والاكتساء والارتشاء. والاعتصاء: وهو أن يعتصى بالسيف أو بالعصا، يقال: عصى فلان بالسيف واعتصى به؛ أي: حمله معه.

قال أحمد بن عبد الله: ويقال في العصا عصوت بالعصا فأنا أعصوا إذا أضربت، قال جرير:

تَصِفُ السُّيُوفَ وَغَيرُكُم يَعصى بِها

يا ابنَ القُيونِ وَذاكَ فِعلُ الصَيقَلِ

والاختصاء. والارتضاء. والاقتضاء. والانتصاء. وهو انتضاء السيف من غِمْدِهِ؛ أي: سَلَّهُ، يقال: نَضَوتُ السَّيْفَ وانْتَضَيْتُهُ؛ أي: سللته من غِمْدِهِ، وكذلك: نضوت عني الثوب وانتضيته لذا ألقيته عني، والاختطاء: وهو الخطو، يقال: خطوت، واختطيت، قال ذو الرمة:

وَلا يَختَطيها الدَّهْرَ إِلَّا مُخاطِرُ

والابتغاء والارتغاء، فالابتغاء: الطلب، يقال: بغيت وابتغيت؛ أي: طلبت، والارتغاء: أن تؤخذ الرُّغْوةُ عَنِ اللبن، ومثلٌ يضرب للخائن يقال: ” إِنَّ فُلَانًا يُسِرُّ حَسْوًا في ارتغاء ” وذلك أَنَّ أحدهم كان يقول لصاحبه: أعطني لبنك هذا حتى أَحْتَسِي رغوته فيحتسي اللبن بسبب الرغوة فضربته العرب مَثَلًا لِكُلِّ خائن. والاكتفاء. والاستقاء. والاقتفاء: وهو أن يقتفي الأثر؛ أي: يطلبه.

يقال: قَفَوْتُ أَثَرَهُ وَاقْتَفَيْتُهُ؛ أي: طَلَبْتُهُ. والاقتفاء أيضًا: الإيثار على النفس، يقال: أقفيت فلانًا واقتفيته؛ أي: آثرته على نفس. والاتِّكَاء. والاشْتِكَاءُ. والمُكَاءُ والمُكَّاء: الصَّفِيرُ، قال الله جل وعز: ﴿ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ﴾ والتصدية: التصفيق باليدين، يقال منه: صَدَّى يُصدى تَصْدِيةً، قال عنترة:

وَحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلًا

تَمْكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الْأَعْلَمِ

والأعلم: المَشْقُوقُ الشفة العليا. والمُكَّاء: طائرٌ لا يغرد إلا في الربيع بين الرياض، قال أبو النجم:

حَتَّى إِذَا الْعَوْدُ اشْتَهَى الصَّبُوحَا

وَسَكَتَ الْمُكَّاءُ أَنْ يَصِيحَا

وَهَبَّتِ الْأَفْعَى بِأَنْ تَشِيحَا

يُرْوَى: تَسِيح وتشيح، فَمَنْ رَوَاهُ: تَسِيح، فإنما أَرَادَ أَنَّهَا تَنْسَابُ وَتَدب في الأرض من السِّيَاحَةِ، وَمَنْ رَوَاهُ: تُشِيح أَرَادَ أَنْ تَحْمِلَ عَلَى الإنسان، يقال: أَشَاحَ فلان على فلان يُشِيحُ

إشاحَةً؛ أي: حَمَلَ، وَأَشَاحَ يُشِيحُ إِشَاحَةً إِذَا حَذِرَ أيضًا، قَالَ أوس بن حجر:

أَوْدَى وَلَا تَنْفَعُ الإِشَاحَةُ مِنْ

أَمْرٍ لِمَنْ قَدْ يُحَاذِرُ الْبِدَعَا

البِدَعُ: الحَوَادِثُ. العَوْدُ: الشيخ. والصَّبُوحُ: شرب الغداة، والغَبُوقُ: شُرْب العَشِيِّ، والجَاشِرية: شُرْب السَّحَر، قال الشاعر:

إِذَا مَا شَرِبْتُ الجَاشِرية لَمْ أَخَفْ

أَمِيرًا، وَإِنْ كَانَ الْأَمِيرُ مِنَ الأَزْدِ

والبُّكَاءُ. والذَّكَاءُ: تمام السِّنِّ. والوِكَاءُ: وهو شِدَادُ السِّقَاء، قال طفيل:

وَلَا أَكُونُ وِكَاءَ الزَّادِ أَحْبِسُهُ

إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ الزَّادَ مَاكُولُ

وَالْألاء: ضَربٌ مِنَ الشَّجَرِ مُرٌّ، يُقَالُ: إِنَّهُ الدِّفْلَى،

قال بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِم:

فَإِنَّكُمْ وَمَدْحُكُمُ لِأَوْسٍ

وَوَالِدِهِ كَمَا مَدَحَ الْأَلَاءُ

يَرَاهُ النَّاسُ أَخْضَرَ مِنْ بَعِيدٍ

وَتَمْنَعُهُ الْمَرَارَةُ وَالْإِبَاءُ

وَالأيلاء: الحَلْفُ، يُقَالُ: آلَى يُؤْلى إِيلَاءً. وَالآلاء: النِّعَمُ. والبلاء: يكون في الخير والشر، يُقَالُ: أَبْلَيْتُهُ بَلَاءً حَسَنًا. ابْتُلِيَ بِبَلَاءِ سَوْءٍ، قال الله جل وعز: ﴿ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ﴾ وقال زهير:

جَزَى اللَّهُ بِالْإِحْسَانِ مَا فَعَلَا بِكُمْ

فَأَبْلَاهُمَا خَيْرَ الْبَلَاءِ الَّذِي يَبْلُو

وَأَرَادَ أَنْ يَقُولَ: يُبْلِي فَرَدَّهُ عَلَى يفعل إِذْ لَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يُمْضِيهِ على يفعل.

والبَلَاءُ: بَلاء الثوب، إذا فَتَحَتْ مددت وإذا كسرت قصرت؛ فقلت: بلى. قال العَجَّاجُ:

وَالْمَرْءُ يُبْلِيهِ بَلَاءَ السِّرْبَالْ

مَرُّ اللَّيَالِي وَاخْتِلَافُ الْأَحْوَالْ

والانتحاء: القَصْد. والاستنجاء: التقاطُ الرُّطَب من النخل، والاستنجاء أيضًا: التَّمَسُّحُ بالأحجار من الحَدَثِ. والإِنْجَاءُ: الأحداث من الغائط.

قال أحمد بن عبد الله بن مسلم: قال الشاعر:

فَتَبَازَتْ فَتَبَازَخَتُ لَهَا

قِعْدَةَ الجَازِرِ يَسْتَنْجِي الْوَتَرْ

أي: يَسْتَخْرِجُ الْوَتَر، وإذا استنجي الوَتَر مَالَ بِصَدْرِهِ إلى خلفه، فقوله تَبَازَتْ: أخرجت نَفْسَهَا له، وتبازخَ هو: أَخْرَجَ نفسه إليها، وأَمَالَ نَفْسَهُ بِصَدْرِهِ إِلَى خَلْفِهِ، وكذلك قِعْدَةُ الجَازِرِ.

والأبلاء: الاختيار، يقال: بَلَوْتُ فُلَانًا وَابْتَلَيْتُهُ. والتَّلاء: الحَوَالَةُ، يقال: أَتِلْنِي عَلَى فُلَانٍ؛ أي: أَحِلْنِي عليه، قال زهير:

وَجَارٌ شَاهِدٌ عَدْلٌ عَلَيْكُمْ

وَسِيَّانِ الكَفَالَةُ وَالتَّلَاءُ

والجِلَاءُ: جِلَاءُ العروس والسَّيْفُ والمِرْآةُ. والجِلَاءُ: الهَرَبُ من بلد إلى بلد. والخَلَاءُ: المَكَانُ الْخَالِي، يقال: دَارٌ خَلَاءٌ، قال النابغة:

أَضْحَتْ خَلَاءً وَأَضْحَى أَهْلُهَا احْتَمَلُوا

أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ

والقَوَاء كذلك، يقال: دارٌ قَوَاء، قال البَعِيثُ:

أَلَا حَيَّا الرَّبْع الْقَوَاءَ وَسَلِّمَا

ورسمًا كَجُثْمَانِ الحَمَامَةِ أَدْهَمَا

جُثْمَانُ الْحَمَامَةِ: جِسْمُهَا وكذلك جُثْمَانُ كُلِّ شيء، والأَدْهَمُ: الدَّارِسُ.

قَال أَحْمَدُ بن عبد الله بن مسلم: وإنما قيل للدارس أدهم، لأنه لا أَثَرَ فيه مثل الغاب الأدهم لاشية بِهِ، وقيل للداهية، ودهماء إذ هي لا مخرج منها فقد أَطْبَقَتْ عليهم وليس فيها شيء يهتدي به يتخلص منها.

والخِلَاءُ: الحِرَان، يقال: خَلَأَت النَّاقَةُ تَخْلَأ خِلَاء إِذَا حَرَنَتْ.

والسِّلَاءُ: سِلَاءُ السَّمْنِ، يقال: سَلَأَتُ السَّمْن؛ أي: خَلَّصْتُهُ مِنْ دَرَنَهُ. قال الراجز:

تَسَلَأ كُلُّ امْرَأَةٍ نَحِيينٍ

وَإِنَّمَا سَلَأَتِ عُكَتينِ

ثُمْتَ قُلْتِ اشتر لِي قُرَّطَيْنِ

قَرْطَّكَ اللَّهَ عَلَى الأذْنَيْنِ

عَقَارِبًا سُوَدًا وَأَرْقَمَيْنِ

والصِّلَاءُ: صِلَاءُ النَّارِ، والطِّلَاءُ: الشَّرَابُ، قال مالك بن الريب:

فَطَوْرًا تَرَانِي فِي طِلَاءٍ وَمَجْمَعٍ

وَطَوْرًا تَرَانِي وَالْعِتَاقِ رِكَابِيا

وَالْعَلَاءُ: مِنَ الْمَعَالِي. والْغَلَاءُ: الإِفْرَاطُ وَتَجَاوُزُ الْحَدِّ. وَالسُلَّاءُ: سُلَّاء النَّخْلِ الوَاحِدَةُ سُلَّاءة، والأَشَاءُ: صِغَارُ النَّخْلِ الواحدة: أَشَاءَة، قال زُهير:

تَبَصَّرْ خَليلي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ

كَمَا زَالَ فِي الصُّبْحِ الْأَشَاءُ الْحَوَامِلُ

والدُّبَّاء: القَرَعُ الْوَاحِدَةُ دُبَّاءَة، قال امرؤ القيس:

وَإِنْ أَقْبَلَتْ قُلْتَ: دُبَّاءَةٌ

مِنَ الخُضْرِ مَغْمُوسَةٌ فِي الْغُدُرْ

والإِنْجَاءُ: مَصْدَرُ أَنْجَيْتُ فُلَانًا مِنَ الْبَلَاءِ. والنجاء: مصدر ناجيت فلانًا أُنَاجِيهِ، والإِزْجَاءُ: السَّوْقُ، قَالَ الله جل وعز: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ﴾ والمُلَاءُ: جمع مُلَاءَة. والأَفْلَاءُ: جَمْعُ فَلُوّ. والأَمْلَاءُ: جمع ملآن. والوِلَاءُ مِنَ الْمُوَالَاةِ. وَالْعِدَاءُ: مِنَ الْمُعَادَاةِ، وَهُمَا بمعنى، يقال: عَادَيْتُ بَيْنَهُمَا وَوَالَيْتُ، قال امرؤ القيس:

فَعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ

دِرَاكًا، وَلَمْ يُنْضحْ بِمَاءٍ فَيُغْسِلِ

واكْتِلَاء: اكْتِلَاءُ الْعَيْنِ، وَهُوَ أَنْ تَسْهَرَ وَلَا تَنَام كَأَنَّهَا تَحْدرُ

أَمْرًا. وَالْأَكْلَاء: التَّاخِيرُ، يُقَالُ: أَكْلاتُهُ بِالدَّيْنِ؛ أي: أَخَّرْتُهُ، ” وَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَكْلَأَ الْعُمُرِ “؛ أي: أكثره تأخرًا، وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: نَهَى عَنِ الْكَالِئ بِالْكَالِئِ.

والإنساء: التأخير، ومنه أُخِذَ النَّسِيءُ الذي كان يفعله أهل الجاهلية في الشهر الحُرُمِ. كان أحدهم إِذَا أَرَادَ الغَارَةَ في المُحَرَّمِ أَحَلَّهُ وَحَرَّمَ صَفَرًا، وإن أَرَادَهَا في رجب أَحَلَّهُ وَحَرَّمَ شَعْبَان، وَإِنَّمَا فعل ذلك حذيفة بن عدي الكناني. قال ابن جذل الطعان الكناني:

وَنَحْنُ النَّاسِئُونَ عَلَى مَعَدٍّ

شُهُورَ الْحِلِّ نَجْعَلُهَا حَرَامَا

وَقَالَ الله جل وعز: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ﴾ والبطحاء بطن الوادي. والاحتماء: الامتناع من الشيء.

والنَّمَاءُ: الزِّيَادَةُ. والذماء: بقية النفس، قال أبو ذؤيب:

فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فَطَالِعٌ

بِذِمَائِهِ، أَوْ بَارِكٌ مُتَجَعْجِعُ

أي: قد لزم الجَعْجَاع وهي الأرض.

والدِّمَاء: جمع دم. والسَّمَاء: كل ما ارتفع، والسِّمَاء: جمعه أسمية، قال الطرماح:

وَمَحَاهُ تَهْطَالُ أَسْمِيَةٍ

كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ترِدُه

المصدر: التقفية في اللغة

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق