حذف الخبر


كما عرفنا في حذف المبتدأ، فإن الخبر قد يحذف جوازا أو وجوبا.

وهو يحذف جوازا إن دل عليه دليل مقالي كأن يكون في جواب عن سؤال، مثل:
مَن مخلص؟ عليٌّ.
علي: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، والخبر محذوف جوازا تقديره: مخلص.
أو أن يقع الخبر بعد إذا الفجائية مثل:
خرجت فإذا صديقي.
صديقي: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها حركة المناسبة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، والخبر محذوف جوازا تقديره “موجود أو منتظر… “.

ويحذف الخبر وجوبا في مواضع أهمها ما يلي:
1- خبر المبتدأ الواقع بعد لولا:
لولا العقلُ لضاع الإنسان.
لولا: حرف امتناع للوجود مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

العقل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، والخبر محذوف وجوبا تقديره “موجود”.

لضاع: اللام واقعة في جواب لولا، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ضاع: فعل ماض مبني على الفتح.
الإنسان: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

ويتحدث النحاة في تفصيل عن مواضع حذف الخبر وجوبا بعد لولا، وأقرب ما يختار من كلامهم أن هذا الخبر إن دل على “كون عام” كان حذفه واجبا كما في المثال السابق، وإن دل على كون خاص كان ذكره واجبا إن لم يدل عليه دليل، مثل:
لولا اللاعبون ماهرون ما فاز الفريق.

فاللاعبون: مبتدأ، وماهرون: خبر، والذي جعل ذكره واجبا أن الخبر هنا يدل على كون خاص أو وجود خاص؛ إذ إن المعنى ليس “لولا اللاعبون موجودون ما فاز الفريق” لأنه لا فريق بلا لاعبين، وإنما المقصود هو وجود خاص للاعبين وهي المهارة.

2- أن يكون خبرا عن اسم صريح في القسم، مثل:
لعمرك لينجحن المجد.
لعمرك: اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

عمر: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. والخبر محذوف وجوبا تقديره قسمي. ومعنى الجملة: “لعمرك قسمي أو يميني… “.

3- تأخير الخبر وتقديمه:
المفروض أن الخبر يتأخر عن المبتدأ؛ لأنه الحكم الذي تحكم به على المبتدأ، ومع ذلك فقد يتقدم أو يتأخر على درجات نوجزها فيما يلي:
أ- جواز التقديم والتأخير، وذلك هو الغالب، مثل:
زيدٌ قادمٌ قادمٌ زيدٌ

نِعْمَ القَائِدُ خالدٌ. خالدٌ نِعْمَ القائدُ.

ب- تأخير الخبر وجوبا:
وذلك في مواضع أهمها:
1- أن يكون المبتدأ اسما مستحقا للصدارة في الجملة كأسماء الاستفهام والشرط وما التعجبية وكم الخبرية مثل:

2- أن تكون لام الابتداء داخلة على المبتدأ، مثل:
لَلْمُجِدُّ ناجحٌ.
وذلك لأن لام الابتداء لها الصدارة، فلا يصح تقديم الخبر عليها.

3- أن يكون الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ، مثل:
زيد يلعب.
لأنك إذا قدمت الخبر صارت جملة فعلية مكونة من فعل وفاعل.

4- أن يكون المبتدأ والخبر متساويين في رتبة التعريف أو التنكير، مثل:
فالاسم الأول مضاف إلى ضمير، والثاني مضاف إلى ضمير، فهما متساويان من حيث التعريف، فإن كنت تقصد أن تحكم على أخيك بأنه صديقك وجب أن يكون الأخ مبتدأ والصديق خبر، أما إن كنت تريد أن تحكم على صديقك بأنه أخوك قلت: صديقي أخي.

5- أن يكون المبتدأ محصورًا في الخبر، مثل:
فأنت لا تستطيع أن تقدم الخبر؛ لأنك حصرت المبتدأ فيه أي قصرته عليه، ومعنى الجملة: أنك أخلصت المبتدأ لحكم الخبر وحده.

6- أن يكون الخبر مقرونًا بالفاء، مثل:
لأنك إذا قدمت الخبر وجب حذف الفاء.

7- أن يكون خبرًا عن ضمير الشأن:

8- الخبر المفصول بضمير فصل:
جـ- تقديم الخبر وجوبًا:
وذلك في مواضع أهمها:
1- أن يكون الخبر مستحقًّا للصدارة كأسماء الاستفهام.

2- أن يكون الخبر محصورًا في المبتدأ: ومعنى الحصر هنا أنك قصرت النجاح على المجد فقط، كما قصرت الوجود في البيت على علي وحده، ولو أنك قدمت المبتدأ وأخرت الخبر في هذين المثالين لفسد معنى القصر الذي تريده.

3- أن يكون المبتدأ نكرة محضة، وفي هذه الحالة لا بد أن يكون الخبر جملة أو شبه جملة:
ذلك أننا لو قدمنا المبتدأ النكرة بلا مسوغ لأمكن أن نعد الجملة أو شبه الجملة بعده صفة لا خبرا.


4- أن يكون في المبتدأ ضمير يرجع إلى الخبر مثل:
تدريب: أعرب الكلمات التي تحتها خط:

1- {لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ}.

2- {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}.

3- {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}.

4- {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}.

5- {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.

6- {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}.

7- {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ}.

8- {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

9- {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}.

10- {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

11- {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ، وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا، وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا، إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.

 

المصدر: التطبيق النحوي للدكتور عبده الراجحي

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق