البناء وانواعه (1)


النوع الأول
البناء:
البناء لزوم الكلمة حالة واحدة؛ أي أن آخر الكلمة يلزم علامة واحدة لا تتغير بتغير العوامل، على عكس ما عرفنا في الإعراب.

والكلمات المبنية ثلاثة أنواع، هي:
أ- كل الحروف.
ب- بعض الأفعال.
ج- بعض الأسماء.

النوع الأول:

الحروف كلها مبنية، وهي لا محل لها من الإعراب؛ أي أنها لا تتأثر بالعوامل، ومعنى ذلك أنها لا تحتل موقعا من الجملة، فلا تكون فاعلا أو مفعولا أو تمييزا أو غير ذلك، ولعلك تذكر أن النحاة يعرفون الحرف بأنه ما دل على معنى في غيره، أي أنه ليس له معنى مستقل يقتضي أن يكون له موقع في الجملة تنتج عنه حالة إعرابية، وهذا هو معنى قولنا: إن الحرف لا محل له من الإعراب، وسواء أكان الحرف عاملا في غيره أم غير عامل فهو دائما مبني، فنقول:

هل حضر زيد؟ حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

ما جاء علي: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

اكتب بالقلم: حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.

يا علي: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

إن زيدا قائم: حرف توكيد ونصيب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

وهكذا في الحروف جميعها.

 

النوع الثاني: بعض الأفعال:

ذكرنا أن الفعل المضارع غير المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة هو الفعل المعرب، ومعنى ذلك أن الأفعال المبنية أكثر من الأفعال المعربة، وهي:

أ- الفعل الماضي.

ب- فعل الأمر.

ج- الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة.

 

1- الفعل الماضي:

للماضي ثلاث حالات في البناء،: الفتح، والسكون، والضم.


1- فيبنى على الفتح إذا لم يتصل به شيء، أو إذا اتصلت به ألف الاثنين أو تاء التأنيث، نقول:
فهم الطالب: فعل ماض مبني على الفتح.


فهمَتِ الطالبة: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتألنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.


الطالبان فهما: فعل ماض مبني على الفتح، والألف ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.
سعى محمد إلى الخير: فاعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.


2- ويبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك، وضمائر الرفع المتحركة هي: تاء الفاعل لمتكلم أو مخاطب أو مخاطبة، وضمير المثنىالمخاطب، وجمع المتكلمين، وجمع المخاطبين، وجمع المخاطبات، ونون النسوة، فنقول:

فهمْتُ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


فهمْتَ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


فهمْتِ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


فهمْتُمَا الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


فهمْنَا الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


فهمْتُم الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


فهمْتُن الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


الطالبات فهمْنَ الدرس: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.


3- ويبنى على الضم عند اتصاله بواو الجماعة فتقول:

الطلاب فهموا الدرس: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.


الأولاد مشوا: فعل ماض مبني على الضم على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة “أصل الفعل: مشيوا”.
هم دعوا إلى الخير: فعل ماض مبني على الضم على الواو المحذوفة “أصل الفعل: دعووا”.


ت- فعل الأمر:

يصاغ فعل الأمر من الفعل المضارع بعد حذف المضارعة دون أي تغيير:

يَكْتُب -كْتُب- اكْتُب يَجْلِس -جْلِس- اجْلِس – يَفْتَح -فْتَح- افْتَح

تلاحظ أن حذف حرف المضارعة من الفعل الثلاثي يؤدي إلى أن يكون أولا الفعل ساكنا، وهذا مستحيل في العربية؛ لذلك نلجأ إلى حرف آخر يمكننا من النطق بهذا الساكن، وهذا الحرف هو همزة الوصل، وقد سميت كذلك لأنها “توصلنا” إلى النطق بالساكن، وننطقها مضمومة إذا كانت عين الفعل مضمومة “اكْتُب” ومكسورة في غير ذلك “اجْلِس، افْتَح”، وكذلك نلجأ إلى همزة الوصل في:
يَنْطَلق – نْطَلق – انْطَلق

يسْتَلم – سْتَلم – اسْتَلم

يَسْتَغفر – سْتَغفر – اسْتَغفر


أما الأفعال الأخرى التي تبدأ بحرف معه حركة بعد حذف حرف المضارعة فلا نحتاج إلى شيء:
يُدَرج – دَحْرج

يناقش – نَاقِش

يتذكر – تَذَكَّر

ينام – نَمْ

يَرَى – رَ


لهذا السبب يبنى الأمر على ما يجزم به مضارعه[1]، أي يبنى على السكون إذا لم يتصل به شيء أو اتصلت به نون النسوة، ويبنى على حذف حرف العلة إن كان معتلا، ويبنى على حذف النون إذا اتصل بألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة، ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة، فتقول:

اجتهد تنجح: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
اجتهدْنَ تنجحْن: فعل أمر مبني على السكون، ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل.


اسْعَ في الخير: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
اجتهدوا تنجحوا: فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.


اسعَيَنَّ في الخير: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

 


[1] يرى الكوفيون أن فعل الأمر مجزوم وليس مبنيا؛ لأن أصله عندهم فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، فالأصل في “اكْتُبْ” “لِتَكْتُبْ”.