الفعل الثلاثي: المجرد، والمزيد في باب الجيم من “مختار الصحاح” للرازي

اللغة: أداة للتواصل؛ ولهذا فهي تعتبر ظاهرة اجتماعيَّة، ولقد قامت اللغة العربية بدورها المنوط بها خير قيام، وكانت تسيل على لسان العربيِّ كما يسيل العسل من النَّحل، وكما يفوح العِطر من الزهر؛ فقد نشأت في أحضان الجزيرة العربية خالصة لأبنائها منذ وُلِدت نقية سليمة مما يشينها من أدران اللُّغات الأخرى، وبقيت كذلك متماسكة البنيان، غير مشوبة بلُوثَةِ الإعجام

في رسم تنوين النصب

لدينا أزمةً في لُغتنا عندما نجد اللغة تتعثَّر بها أقلام الكتابة، وألْسِنة المتعلمين والمعَلِّمِين جميعًا، وعندما لا نستطيع أن نقرأ تُراثَها قراءةَ تَبَصُّر وفَهْمٍ، ولا نَقدر على تَمَثُّلِهِ واستيعابه والإفادةِ منه، وعندما يَضْعُف خيال الناطِقِينَ بها؛ فلا يُجِيدون في فَنِّها، وتَخْتَنِقُ اللغةُ في أيديهم وعلى شِفاهِهِم

النّظامُ النَّحْوِيّ ولغة الإبداع أو النحو والشعر

العامِّيَّة لا تَنْفِرُ ولا تَفِرُّ ولا تغرب – في حدود بيئتها – لأن مستخدمها يَهْمِسُ بها، يضحك، يبكي، يأكل ويشرب ويسامر، تدخل معه طعامَهُ، في إدامِهِ، يُسِرُّ بها معه تحت دفء الدِّثار والغطاء، أي: إنها في مجال المستور المحدود.

مشكلة الضعف اللغوي

ذهب بعض الباحثين إلى أن اتساع الهُوَّة بين مستوى العاميَّة الذي يتخاطب به الناس في حياتهم، وشؤون معيشتهم، والمستوى الفصيح الذي يُطْلَبُ منهم، ويُرادون عليه في التعلُّم، وبُعد الفَجْوَة في ذلك، وهو ما يُعْرَف بالازدواجِ اللُّغَوِيِّ، هو ما يمكن أن يكون سببَ هذا الداء، لأن هذا الازدواجَ اللغويَّ يُؤدِّي إلى النُّفْرَة في المستوى اللغوي الذي لا يُسْتخدم في أمور الحياة، ويَدْفَع إلى الإحساس عند كثيرينَ بعدم إلحاح الحاجة إليه، مما يؤثِّر بدَوْره على تعلم العربية وإجادتها في مراحل التعليم المختلفة.

التجديد اللغوي الشامل

بيَّن التاريخُ أن الأممَ القوية هي التي تستطيع أن تتجاوز يوميًّا مستواها من الرقي العلمي والثقافي، وتحاول أن تحقق ذلك على الدوام حتى لا تلحق بها أمة أخرى. وبذلك تجسر على غيرها فتتسلط عليها أو تجعلها تندمج فيها. والتجديد الذي يخص اللغة هو -في الحقيقة- تجديدٌ لأسلوب التفكير، وتجديد في الرؤية إلى العالم، وتجديد في الاتصال، ومن ثم في التوسيع للمكتسبات العلمية والتقنية والحضارية عامة، ويقتضي التجديد في الاتصال التجديد في استعمال اللغة

أصل كلمة “إعراب”

الإعراب: مصدر أَعْرَبَ. وذكر النحاة في أصله أربعة أوجه؛ أحدها: أنه من أعرب الرجلُ عن حاجته، إذا أبان عنها؛ كما في الحديث النبوي: ((والأيّم تُعْرِبُ عن نفسها))، وثانيها: أنه من (أعرب) إذا تكلم بالعربية، قال الأندلسي في شرح “المفصل”

لغتنا الجميلة (6 – 8)

إذا اعترضَت طريقَ العبد عَقَبةٌ كَؤودٌ، أو استَعصى عليه أمرٌ من أمور الدُّنيا، فسبيلُه الصَّبرُ والالتجاءُ إلى الله بالدعاء، وقد علَّمَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم دعاءً تُذلَّل به الصِّعابُ، وتيسَّر به المشاقُّ، وهو قوله: ((اللهُمَّ لا سَهْلَ إلا ما جَعَلتَهُ سَهْلاً، وأنت تَجعَلُ الحَزْنَ إذا شئتَ سَهْلاً)) [أخرجه ابن حبان من حديث أنس]، فالله وَحدَه القادرُ على تَفريج الكُروب، وتيسير العَسير.

لغتنا الجميلة (4 – 5)

أجمع العربُ قديمًا وحديثًا على أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أفصحُ من نطق بالضَّاد، وأنه أُوتيَ جوامعَ الكَلِم، وأن كلامَه أبلغُ كلامٍ بعد كلام الله المعجِز؛ القرآن الكريم. ومن هنا كانت سنَّته القَوليَّة مصدرًا رئيسًا من مصادر العربيَّة، وميزانًا دقيقًا للفَصيح من القَول، ومثالاً يُحْتَذى لطالب البيان وناشِد التبيين.

لغتنا الجميلة (1 – 3)

لغتُنا العربية لغةٌ عبقريَّة شريفة، ثريَّةُ الألفاظ، دقيقةُ المعاني، تختلفُ دلالةُ الكلمة الواحدة من كلماتها باختلافِ حركة حرفٍ واحد من حروفها، وخيرُ ما يُمثَّل به في هذا المقام كلمة: ((البر))، فإن معناها يختلفُ باختلاف حركة الباء منها اختلافًا ظاهرًا، فالبُرُّ (بضمِّها): حَبُّ القَمح. والبِرُّ (بكسرها): الطَّاعةُ والصِّدقُ والصَّلاح والإحسان. والبَرُّ (بفتحها): اليابسةُ (ضدُّ البحر)، وصفةٌ للرجُل الصَّادق كثيرِ الطَّاعة، واسمٌ من أسماء الله تعالى الحُسنى.

ما بُني من الأفعال على حرف واحد

حكى السيوطي في (البغية) أن أبا حاتم السجستاني دخل بغداد فسُئل عن قوله تعالى: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ﴾، ما يقال منه للواحد ؟ فقال: قِ، فقال: فالاثنين ؟ فقال: قيا. قال فالجمع ؟ قال: قوا، قال: فاجمع لي الثلاثة، قال: قِ، قيا، قوا.