الفعل الثلاثي: المجرد، والمزيد في باب الجيم
من“مختار الصحاح” للرازي

المقدمة

اللغة: أداة للتواصل؛ ولهذا فهي تعتبر ظاهرة اجتماعيَّة، ولقد قامت اللغة العربية بدورها المنوط بها خير قيام، وكانت تسيل على لسان العربيِّ كما يسيل العسل من النَّحل، وكما يفوح العِطر من الزهر؛ فقد نشأت في أحضان الجزيرة العربية خالصة لأبنائها منذ وُلِدت نقية سليمة مما يشينها من أدران اللُّغات الأخرى، وبقيت كذلك متماسكة البنيان، غير مشوبة بلُوثَةِ الإعجام.

ولقد كان اهتمام العرب بعربيَّتهم كبيرًا، وتتجلَّى مظاهر هذا الاهتمام في صياغة علوم شتَّى للدفاع عنها وإظهار براعتها؛ فجاء علم الصرف وعلم النحو وعلم البلاغة… إلخ.

وقد نال علم المعاجم الحُظوَة لدى اللُّغويين العرب منذ زمن مبكِّر من صدر الإسلام؛ فهذا “ابن عباس” في – القرن الأول الهجري – يتولَّى تفسير بعض المفردات في كتاب الله العزيز، ثم توالت بعده الجهود.

وربَّما كانت القضية التي يعالجها هذا البحث هي قضيةٌ درج الصرفيُّون على تسميتها بـ”معاني الأبنية”، أو “الحقول الدلالية الصرفية للأفعال العربية”.

ربَّما – أيضًا – قامت فكرة هذا البحث عن قراءة لـ”فقه اللغة” للثعالبي، وكتاب “دروس في التصريف” للأستاذ الكبير محمد محيي الدين عبدالحميد.

وأحاول أن أؤكِّد – هنا – أنَّه قد يوجد للفعل الواحد أكثر من دلالة صرفيَّة؛ وذلك بتغير مجالات معانيه المعجمية.

وقد راعيتُ – جهدَ ما أستطيع – في هذا البحث دقَّةَ التبويب والتقسيم من جهة، والدِّقة في تخصيص فصول مستقلة لكل ضرب من ضُرُوب الأفعال الثلاثية: مجردةً كانت أو مزيدة.

وحرصًا على مزيد من الفَهم للحقل الدلالي الصرفيِّ ذَكَرْت – مع ما ضَربْت من أمثلة للأفعال في حقولها العديدة – مضارعاتها مجردةً، ومعانيَها في حقولها؛ وذلك حتَّى لا يُحال القارئُ إلى البحث عن معنى الحقل الدلاليِّ مع كل فعل في “مختار الصحاح”.

ولقد اخترت “مختار الصحاح” للرَّازي؛ لسهولته، ويسره، وصغره، وترتيبه المُحكم على يد الأستاذ الفاضل السيد محمود خاطر، وعندما جِئْت إلى الإحصاء وجَدت دائرة مادة البحث ستتسع عليَّ كثيرًا، في حين يكفيني هنا الإشارة فقط، على أمل أن يكون بحثًا كبيرًا في المستقبل يضيف شيئًا؛ ولهذا فقد حاولت أن أتَّكئ على عنصر الاختيار.

ولقد اقتَضت طبيعة هذا البحث أن يأتي في مقدمةٍ، وتمهيدٍ، وبابين كبيرين:

الباب الأول: يتناول الحقول الدلالية للأفعال الثلاثية المجردة؛ ولهذا جاء في ثلاثة فصول.
الباب الثاني: تناول إحصاءً للحقول الدلالية الصرفيَّة للأفعال الثلاثية المزيدة، مع العلم أنَّه لم يتناول كل أشكال الفعل المزيد، وقد جاء هذا الباب في تسعة فصول.
هذا ما اقتضته طبيعة المادَّة موضوع الدِّراسة، ثم تأتي الخاتمة لتبيِّن أهمَّ النقاط التي تتعلق بالبحث.

اللهمَّ، وهذا عملي أقدمه عسى أن ينال قبولَ مَن يقرؤه، وإن كان من تعديل أو رأيٍ سديدٍ فأنا به سعيدٌ، وله مُمتَنٌّ، وعليه أعيد النظَر؛ فإن كان ما توفيقٌ فمِنَ اللهِ وحده، وهو يَهدي إلى سواء السبيل، وهو حسبي ونعم الوكيل.

التمهيد:

ويتناول هذا التمهيد النِّقاط الآتية:
1- تعريف المعجم: في اللغة، والاصطلاح.
2- أسباب وضع المعجم، وأهميته.
3- مراحل التأليف المعجمي.
4- مدارس الترتيب المعجمي.
5- مختار الصحاح: مؤلِّفه، ومحتواه، ومكانته.
6- دور النُّحاة في الدرس المعجمي العربي.

7- دور الدرس الصرفي في الدرس المعجمي.

تعريف المعجم:

لفظ “المعجم” ورد في مادة “ع ج م”، وهي تعني في اللغة الإبهام والغموض[1]، والأعجَم الذي لا يُفصِح ولا يُبِينُ كلامَه، ورجلٌ أعجميٌّ وأعجَم: إذا كان في لسانه عُجْمَةٌ، وسميت البهيمة عَجْمَاءَ؛ لأنَّها لا تتكلم، وسمَّى العربُ بلاد فارس بلاد الْعَجَمِ؛ لأن لغتها لم تكن مفهومة ولا واضحة عندهم.

وأما أعجم فإنَّ الهمزة – هنا – تفيد “السلب، والنفي، والإزالة”، وعليه يصير معنى “أَعْجَمَ”: أزال العُجمة أو الغموض أو الإبهام[2].

ويَقصِد العلماء بمصطلح “المعجَم” الكتابَ الذي يَجمَع كلماتِ لُغةٍ ما ويشرحها ويوضِّح معنَاها ويرتِّبُها بِشَكْلٍ مُعَيَّنٍ[3].

ويُمكن – أيضًا – أن يقال: إنَّ المعجَم اسم مفعول من “أُعْجِمَ”، أو مصدرًا ميميًّا من نفس الفعل، ويكون معناه الإعجام أو الإزالة أو العجمة أو الغموض[4].

أسباب وضع المعجم، وأهميته:

بعد أن كثرت مفردات اللُّغة، ودخل غير العرب في الحياة العربيَّة بلسانهم الأعجميِّ، وشيئًا فشيئًا وجد بعض أبناء العربية أنفسَهم غير فاهمين معانيَ بعضِ الألفاظ التي تحتاج لديهم إلى توضيح – جاءت الحاجة الضروريَّة إلى وجود كتابٍ لغويٍّ يبين لهم ذلك الغموض؛ حيث يرجعون إليه وقت الحاجة دون عناء.

وربما كان – ولا يزال – القصد من تأليف المعاجم العربيَّة وكتب اللغة هو حراسة القرآن من تسرُّب الخطأ في النُّطق أو الفهم إليه، وحراسة العربيَّة من انتشار الدَّخيل بها، وصيانة هذه الثَّروة من الضياع بموت العلماء، ومن يحتجُّ بلغتهم[5].

ويبدو أن كثيرًا من المحاولات الأولى للدَّرس اللغويِّ التي تَمت في أماكن مُختلفة من العالم كانت مُرتبطة بالدين والعقيدة[6].

والمعجم العربيُّ – مثلاً – يعتبر وسيلة مساعدة تهيِّئ سبل الاتصال بين النَّاس وذلك لأن المعجم العربيَّ يمثِّل عمادًا من أعمدة اللُّغة؛ فهو منوطٌ به صون اللسان العربيِّ من اللحن وتسجيل ما هو من كلام العرب، ورصده، والحفاظ عليه بعيدًا عن النِّسيان، وعليه فقد أصبح المعجم العربيُّ مرجعًا أصيلاً يلجأ إليه العرب بكافة طوائفهم: أدباؤهم، وشعراؤهم، وعالمهم، ومتعلِّمهم… إلخ[7].

وربَّما يُمكن للمعجم العربي أن يقدِّم لنا بعض مراحل تطوُّر المفردات اللُّغوية في اللفظ أو المعنى أو هما معًا، في نفس الوقت الذي نفتقر فيه إلى “المعجم التاريخي” الذي يوضح نشأتها ومراحل تطوُّرها وغير ذلك مما يتعلَّق بها، على أن هناك مَن لا يرحب بفكرة تأليف مثل هذا المعجم بحجة وجود المعجم الكبير[8].

مراحل التأليف المعجمي:

يحتل العرب في مجال المعاجم مكانًا بارزًا، سواء في الزَّمان أو في المكان، قديمًا وحديثًا، بالنِّسبة للشرق والغرب[9].

وقد مرَّ التأليف المعجميُّ – كما يرى الأستاذ أحمد أمين – بعدَّة مراحل يُمكن إيجازها فيما يلي:

المرحلة الأولى: وفيها رَحَل العلماء واللُّغويون إلى البادية؛ حيث يجمعون مفردات اللغة من أفواه العرب، وذلك دون ترتيب إلا ترتيب السَّماع.

المرحلة الثانية: وفيها جمع اللغويُّون الكلمات المتعلقة بموضوعٍ واحدٍ في موضعٍ واحدٍ، والذي دعا إلى هذا – على ما ظهر – أنهم رأوا أنَّ اللغة بها كلمات تتقارب في معناها؛ فأرادوا تحديد هذه المعاني، ومن ذلك – مثلاً – ما وصفه أبو زيد؛ حيثُ وضع كتابًا في “المطر” وكتابًا في “اللبن” وألَّف الأصمعي كتبًا كثيرةً صغيرةً كل كتاب في موضوعٍ[10].

المرحلة الثالثة: وفيها تَم وضع مُعجم يشمل كل كلمات العربيَّة على نَمط خاص؛ ليرجع إليه من أراد البحث عن معنى كلمة وأول من فكَّر في هذا الموضوع في اللُّغة العربية هو عبقريُّها الخليل بن أحمد الفراهيديُّ.

ولا يعني تقسيم تاريخ المعجم إلى مراحل أنَّ هذه المراحل مُنفصلة؛ لا، بل قد تَعاصَر أصحابها زمنًا طويلاً؛ فالخليل عاش من 100هـ إلى 175هـ، والأصمعيُّ من 122هـ إلى 213هـ، وأبو زيد تُوفِّي في 215هـ عن بضعة وتسعين عامًا.

مدارس الترتيب المعجمي:

استخدم اللغويُّون العرب مناهج مُحددة في ترتيب المواد اللُّغوية في المعاجم العربية، وجاءت هذه المناهج على هيئة عدَّة مدارس مشهورة، منها:
1- مدرسة التَّرتيب الصَّوتي، وتعتمد على جمع المواد اللُّغوية وترتيبها على أساس صوتي حَسَبَ مخارج الألفاظ، بادئةً بأصوات الحلق ومنتهية إلى أصوات الشفة، ورائد هذه المدرسة هو الخليل نفسه، ومن أهم معاجمها “العين” للخليل بن أحمد، و”تهذيب اللغة” للأزهريِّ، و”المحكم” لابن سِيده.
2- مدرسة القافية، ويتم الترتيب فيها على حَسَبِ الحرف الأخير فالأول ثم الحرف الثالث، ومن معاجم هذه المدرسة “الصحاح” للجوهريِّ، و”مختار الصحاح” للرَّازي، وهو محور الدِّراسة، و”لسان العرب” لابن منظور، و”القاموس المحيط” للفيروزآبادي.
3- مدرسة الألفبائية الهجائية: وفيها يتم ترتيبُ الكلمات وفقَ الترتيب الأبجدي الهجائي الذي يتعلَّمه الطلاب الآن في المدارس والكتاتيب أ، ب، ت، ث، ج… ومن هذه المعاجم التي تنتمي إلى هذه المدرسة “الجمهرة” لابن دريد، و”الوجيز” و”الوسيط” و”الكبير” الصادرة عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
4- مدرسة المعاني والموضوعات، ومعاجم هذه المدرسة تجعلُ المعاني والموضوعات أساسًا في تأليفها وترتيبها؛ لأنَّها تهدف إلى جمع الألفاظ أو التراكيب التي تستعمل في المعاني أو الموضوعات المؤلَّفة، ومن هذه المعاجم “فقه اللغة وأسرار العربية” للثعالبي أيضًا، و”المخصص” لابن سيده.

5- معاجم المصطلحات، وفيها يتِم جمع مصطلحات علمٍ ما من العلوم، وتُرتب على طريقةٍ معينةٍ من الطرق السابقة، ومن أمثلة هذا النَّوع “مفاتيح العلوم” للخوارزميِّ، و”التعريفات” للجرجانيِّ، و”كشاف اصطلاحات الفنون” للتهانوي.

معجم “مختار الصحاح”:

مؤلِّفه محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرَّازي المولود في مدينة الرَّي عاش في أواسط القرن السَّابع الهجري، وكان – رحمه الله – متبحرًا في علومٍ شتَّى، منها الفقه والتفسير والحديث واللُّغة والأدب والبلاغة والتصوُّف، وقد غلبت شهرته في الفقه الحنفيِّ شهرَتَه في اللغة أحيَانًا، وله عدة مؤلَّفات عديدة، منها: “تحفة الملوك”، و”جامع الأسرار”، و”الذهب الإبريز في تفسير الكتاب العزيز”، و”شرح المقامات الحريرية”، و”روضة الفصاحة في علم البيان”، و”حدائق الحقائق في مواعظ الخلائق”، و”كنز الحكمة”، و”كتاب الأمثال”، و”كتاب معاني القرآن”[11]

وقد توفي – رحمه الله – بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء سنة 666هـ، وذلك على أرجح الآراء، وكان قد فرغ من تأليف “مختار الصحاح”، قبل وفاته بست سنوات[12].

محتوى “مختار الصحاح”، ومكانته في المكتبة العربية:

هو من المعاجم المشهورة إلى يومنا هذا، واختصر فيه الرَّازي “الصحاح” للجوهري، واقتصر فيه على ما لا بدَّ منه في الاستعمال[13]، وضمَّ إليه كثيرًا من “تهذيب اللغة” للأزهريِّ وغيره.

وقد تَم ترتيب المعجم وفْقَ ترتيب مدرسة القافية، وهو نفس ترتيب “الصحاح” للجوهري، ويبدو أن وزارة المعارف المصرية قد عهدت إلى الأستاذ السيد محمود خاطر فرتَّبه على الترتيب الألفبائي العادي تسهيلاً على الناشئة، وخرجت طبعته سنة 1907م وتوالت طبعاته ولا تزال إلى يومنا هذا، وذلك لشِدة اهتمام الباحثين والمتعلمين به والاستفادة بما فيه من مادة لُغوية مفيدة وسهلة في مجالات عدة[14].

دور النحاة في الدرس المعجمي العربي:

لقد لعب النحاة العرب دورًا مهمًّا ومحوريًّا في الارتقاء بالدرس المعجميِّ وتطويره وإمداده بالمادة والأفكار الجديدة، وهذه بعض الصور الموجزة التي توضح هذا الدَّور:
– نصر بن عاصم الليثيُّ (89هـ): وقد ساهم في ترتيب حروف الهجاء.
– أبو عمرو بن العلاء (154هـ): وقد كان له العديد من الآراء والمساهمات اللغوية؛ فهو حجة لغوية لدى أصحاب المعاجم، ويلاحظ القارئ الكريم انتشار آرائه في بُطون أمهات المعاجم والكتب اللُّغوية القديمة، وغير قليل من الكتب الحديثة.
– الخليل بن أحمد الفراهيدي (175هـ): وله أكبر الفضل في تأليف أول معجم عربي “العين”، وقد ساهم في الحديث عن معاني الحروف والنَّقْط والشكل.
– سيبويه (180هـ): غير العربيِّ نَسَبًا، هو “إمام النحاة” بلا منازع، ومؤلف “الكتاب” الذي جمع علومًا ومعارف كثيرة منها ما أفاد منه أصحاب المعاجم.
– يونس بن حبيب (182هـ): هو صاحب الكلام الوَافي عن “معاني القرآن”، و”اللُّغات”، وتشهد صفحات المعاجم العربية بعلوِّ كعبه في اللغة.
– الكسائيُّ (189هـ): من أهم علماء مدرسة الكوفة، وإليه يرجع الفضل في نشأة هذه المدرسة، وقد أفاد المعجميُّون من مؤلَّفاته كثيرًا، والجدير بالذِّكر أنه كان من أوائل من كَتَب في “أبنية المصادر والأسماء”.
– الفراء (207هـ): أحد أعلام المدرسة الكوفيَّة، وهو تلميذ الكسائي، وإليه يرجع الفضل في بيان مبادئ مدرسة الكوفة وظهورها كمذهب في النحو، اشتمل كتابه “معاني القرآن” على ثروة لغوية غزيرة؛ إذ يعد هذا الكتاب مرجعًا أساسيًّا لمعرفة لغات ولهجات العرب، فقد ضم بين دفتيه عددًا كثيرًا جدًّا من لهجات ولغات العرب، وآراؤه في معاني المفردات تكاد لا يخلو منها معجم أو مؤلف جمع المفردات واللهجات وضبط أبنيتها الصرفية، فضلاًَ عن آرائه في النحو واللغة التي انتشرت بين ثنايا الكتب والمؤلفات النحوية.

– الأخفش الأوسط (215هـ) له آراء في النَّحو ذائعة الصيت في أمَّهات المعاجم العربية، وربَّما يلاحظ القارئ الكريم أنَّ اسمه قد ورد كثيرًا في “مختار الصحاح” على الرغم من صِغَر حجم هذا المعجم.

وبعدُ؛ فما ذُكِر كان تمثيلاً لا حصرًا؛ فلم تكن المشاركة مقصورة على هؤلاء، بل تعدتهم إلى آخرين كثيرين من أمثال أبي بكر الأنباريِّ، والجرجانيِّ، وابن جني، فهم على اختلاف مدارسهم قد توحَّدت جهودهم وأهدافهم ونيَّاتهم وعملهم، وربَّما لا يُبالغ الباحث حين يقول: إن صناعة المعاجم العربية رسخت بفضل جهود هؤلاء النَّحويين المخلصين، وعلى رأسهم الخليل بن أحمد.

دور الدرس الصرفي في الدرس المعجمي:

ربَّما كان انعزال الكلمة في الصَّرف يضعُهُ في موقف مُتشابه مع المعجم؛ إذ إنَّ من وظائف المعجم تحديد البِنَى الصرفية للكلمة، كما إذا كانت الكلمة اسمًا أو فعلاً أو صفة أو غير ذلك، فتقديم هذا التحديد الصرفيِّ للكلمة يعتبر خُطوة ضَروريَّة في طريق شرحها؛ لأنَّه لا يُمكن لإنسان أنْ يربط بين كلمة ما وبين معناها المعجميِّ إلاَّ إذا عرف مبناها الصرفيَّ فحدَّدَ معناها الوظيفيَّ أولاً.

ويحدث – أحيانًا – أن تأتي كلمة على صيغة صرفية “محايدة”، مثل:

فاعِل: صفة الفاعل والأمر من “فاعَلَ”، نحو: قاتِل.
فعْل: صفة مشبهة ومصدر، نحو: عدْل.
فعِيل: صفة للمبالغة والمفعول، نحو: رفِيع.

أفعَل: صفة التفضيل والفعل الماضي، نحو: أشرَف.

فانعزال الكلمة في المعجم قد يعطي لبسًا في معناها؛ فعلى المعجم أنْ يعطيها من طرق الشَّرح ما يوضِّح معناها الصرفيَّ مثل “التضامِّ” بأن يقول مثلاً: “الأشرَف: الفاضل في الشرف”، فنعلم من هذا أن المقصود صفة التفضيل بقرينةِ “التضامِّ” مع أداة التعريف، ويضرب لنا الدكتور تمام حسان أمثلةً أخرى من هذه المفردات “المحايدة”[15].

ومعنى هذا أنَّ الكلمة في حالة عزلتها وانفرادها تكون مُحتملة للمعنى؛ فإذا وُضِعت في سياق ما أفادت معنى واحدًا معينًا، وينطبق هذا على الصِّيغة الصرفية وعلى الكلمة المعجمية سواءً بسواء.

الباب الأول
الأفعال الثلاثية “المجردة”
أولاً: الحقول الدلاليَّة الصرفية للوزن الثلاثي المجرد “فَعَل”.
دلالة الجمع: يجمع الفاعل فيها أمورًا.
جبَذ الشيْءَ
يجبِذ
مدَّه إليه
متعدٍّ
جبى الخراجَ
يجبي
أتى به
متعدٍّ
جبا الخراجَ
يجبو
أتى به
متعدٍّ
جذبه
يجذِب
مدَّه إليه
متعدٍّ
جرَّ الحبلَ
يُجرُّ
مدَّه إليه
متعدٍّ
جرم
يجرِم
كسب
لازم
جمع
يجمَع
ضمَّ
متعدٍّ
جاء بك
يجيء
أتى بكَ
لازم

 

دلالة التفريق: يفرِّق فيها الفاعل أشياء أو أمورًا.

جثَّه
يجُثُّ
قلع
متعدٍّ
جدعه
يجدَعُ
قطع أنفَه أو أذنه
متعدٍّ
جذَّه
يجُذُّ
قطعه وكسره
متعدٍّ
جزأه
يجزَأ
قسمه
متعدٍّ
جزَّ البُرَّ
يجُزُّ
حصد
متعدٍّ
جزم الشيءَ
يجزِم
قطع
لازم
جشَّ الشيءَ
يجُشُّ
دقَّ وكسر
متعدٍّ
جفر المَعْزُ
يجفُر
فصَل عن أمه
لازم
جفَّ الثوبُ
يجِفُّ
ذهب ماؤه
لازم
جفَّ الثوبُ
يجَفُّ
ذهب ماؤه
لازم
جفوته
يجفو
خاصمته
متعدٍّ
جمَّ
يجمُّ
ذهب إعياؤه
لازم
جمَّ
يجُمُّ
ذهب إعياؤه
لازم
جاب
يجوب
قطع وخرق
متعدٍّ
جاح
يجوح
أهلك
متعدٍّ
جاع
يجوع
لم يشبع
لازم
جدَّ النخلَ
يجُدُّ
صرم
متعدٍّ
جزع الوادي
يجزِّع
قسَّمه عرضًا
متعدٍّ

 

دلالة الطلب: وفيها يطلب الفاعل أشياء أو أمورًا…

جأر إلى الله
يجأر
تضرَّع إليه
لازم
جداه
يجدي
طلب جدواه
متعدٍّ
جلب المتاع
يجِلب
طلبه
متعدٍّ
جلب المتاع
يجلُب
طلبه
متعدٍّ

 

دلالة المنع: ويمنع فيها الفاعل أشياء أو أمورًا.

جحده حقَّه
يجحَد
لم يعترف به
متعدٍّ
جحده بحقِّه
يجحَد
لم يعترف به
لازم

 

دلالة الإعطاء: ويعطي الفاعل مفعولاً أشياء أو أمورًا…

جزاه
يجزي
كافأ
متعدٍّ

 

دلالة الإيذاء: ويتم فيها إيذاء الفاعل أو المفعول.

جرحه
يجرَح
أصابه بجُرح
متعدٍّ
جلده
يجلِد
ضربه
متعدٍّ

 

دلالة العَيْب: وفيها يتم تعييب الفاعل أو المفعول.

جحظت عينُه
يجحَظ
عظمت مقلتها ونتأت
لازم
جرَّ عليهم
يُجرُّ
جنى عليهم
لازم
جدب الشيءَ
يجدِب
عاب وذمَّ
لازم

 

دلالة الإصلاح: ويتم فيها إصلاح واحد من الفاعل أو المفعول أو هما معًا.

جبر العظمُ
يجبُ
التأم
لازم

 

دلالة التصويت: وفيها يصدر الفاعل صوتًا ما.

جأر الثور
يجأر
صاح
لازم
جلب على فرسه
يجلُب
صاح
لازم
جهر بالقول
يجهَر
رفع صوته
متعدٍّ

 

دلالة الاختيار: ويتم فيها اختيار الفاعل من مُتعدد.

جبر الله فلانًا
يجُبر
سدَّ مفاقرَه
متعدٍّ
جرم
يجرِم
ارتكب إثمًا
لازم
جزأ
يجزأ
اكتفى
لازم
جزى عنه
يجزي
قضى
لازم
جسَّه بيده
يُجسُّ
مسَّه
متعدٍّ
جسَّ
يُحسُّ
تفحَّص
متعدٍّ
جشأ
يجشأ
تنهد بعد الأكل والشبع
لازم
جلَّ البعْرَ
يُجلُّ
التقطه
متعدٍّ
جنى
يجني
التقط
متعدٍّ
جهد فيه
يجهَد
بالغ فيه وجدَّ
لازم
جهش إليه
يجهَش
لجأ إليه وفزع
لازم
جاد
يجود
تكرَّم
لازم

 

دلالة التصيير: ويتم فيها تحوُّل الفاعل لمفعوله من صورة لأخرى.

جبله الله
يجبُل
خلقه
متعدٍّ
جرش الشيءَ
يجرُش
لم يُنعم دقَّه
متعدٍّ
جرش دوابَّه
بجرُش
أخرجها للرعي
متعدٍّ
جعل
يجعَل
صيَّر
متعدٍّ
جعلوا الملائكةَ إناثًا
يجعَل
سمَّوهم
متعدٍّ
جفأ القِدْرَ
يجفأ
فرَّغها
متعدٍّ
جهد دابَّتَه
يجهد
جمَّلها فوق طاقتها
متعدٍّ

 

دلالة الصيرورة: وفيها يتم نحو وتغيُّر الفاعل من صورة إلى أخرى.

جدَّ في الأمر
يجِدُّ
أصابته العظمة
لازم
جدَّ في الأمر
يجِدُّ
أصابه الحظ
لازم
جدَّ الشيءُ
يجِدُّ
صار جديدًا
لازم
جزر الماءُ
يجزُر
نضب
لازم
جزر الماءُ
يجزَر
نضب
لازم
جسر
يجسُر
أقدم على الشيء لا يهابه
لازم
جفر جنباه
يجفُر
اتسعا
لازم
جلس
يجلِس
صار جالسًا
لازم
جلَّ
يجِلُّ
عظُم قدرُه
لازم
جمح الفرسُ
يجمَح
أعثر فارسَه
لازم
جمد
يجمُد
قام
لازم
جمَّ
يجَمُّ
كثُر
لازم
جنبه الشيءُ
يجنُب
انتحى عنه
متعدٍّ
جنح
يجنَح
اغترب ومال
لازم
جاد
يجود
صار جيِّدًا
لازم

دلالة الصفة الاجتماعية الخُلُقيَّة…

جبن الرجلُ
يجُبن
تهيَّب الإقدام على الشيء
لازم

 

دلالة الصفة الجسمية:

جرع[16]
يجَرع
احتسى
متعدٍّ

 

دلالة الاستقرار: للسكون والهدوء والسكينة.

جرى
يجري
أسرع الخطْوَ
لازم
جفل
يجفِل
أسرع الخطُوَ
لازم
جمع الفرسُ
يجمَح
أسرع الخطْوَ
لازم
جمز البعيرُ
يجمِز
أسرع الخطْوَ
لازم
جاز الموضعَ
يجوز
سلكه وصار فيه
متعدٍّ
جاس
يجوس
تخلَّل
متعدٍّ
جال
يجول
طاف
لازم
جاب البلادَ
يجوب
قطعها
متعدٍّ

 

دلالة التجريد:

جزر الجَزُورَ
يجزُر
نحرَها وجلَّدها
متعدٍّ

 

دلالة الكشف والإبانة:

جلا الخبرُ
يجلو
وضح وبان
لازم
جلوا عن الوطن
يجلو
خرجوا منه
لازم
جلا الأمرَ
يجلو
أوضح وأبان
لازم
جلا همَّه
يجلو
أذهبه
لازم
جلا السيفَ
يجلو
صقله
متعدٍّ
جلا العروسَ
يجلو
نظر إليه
متعدٍّ

 

دلالة الحينونة:

جنَّ الليلُ
يجُنُّ
دخل وقتُه
لازم

 

دلالة الغلبة: وفيها يقوم الفاعل ببعض أمور القهر والشدة…

جار
يجور
ظلم
لازم

 

دلالة العمل بآلة:

جرف الطينَ
يجرُف
كسَحه
متعدٍّ

 

ثانيًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثي المجرد “فعِل”.

دلالة الإيذاء:
جني
يجني
ارتكب إثمًا
لازم

 

دلالة الصيرورة:

جددتَ، يا رجلُ
يجِدُّ
عظُم وحُظَّ
لازم
جنف
يجنَف
مال
لازم

 

دلالة على صفة اجتماعية خلقية:

جشع
يجشَع
اشتدَّ حرصُه
متعدٍّ
جشم الأمرَ
يجشَم
تكلَّفه على مشقَّة
متعدٍّ

 

دلالة على صفة جسمية:

جذم الرجلُ
يجذَم
قُطعت يدُه
لازم
جرب
يجرَب
أصابه الجربُ
لازم
جرع
يجرَع
احتسى
متعدٍّ

 

دلالة على صفة عاطفية:

جوي
يجوى
اشتدَّ وَجدُه
لازم
جزع
يجزَع
فزِع ولم يصبْر
لازم

 

دلالة على صفة ذهنية عقلية:

جهل
يجهَل
لم يعلمْ
لازم

 

ثالثًا: الحقول الدلالية الصرفية للون الثلاثيِّ المجرد “فعُل”.

دلالة الصيرورة:
جنُب
يجنُب
اغترب
لازم

 

دلالة على صفة اجتماعية خلقية:

جبن الرجلُ
يجبُن
تهيَّب الإقدام على الشيءِ
لازم
جلد
يجلُد
صلُب
لازم

 

دلالة على صفة جسمية:

جرؤ
يجرؤ
تشجَّع
لازم
جسم الشيءُ
يجسُم
عظُم
لازم
جعد الشعرُ
يجعُد
اجتمع وتقبَّض
لازم
جمل
يجمُل
حسُن خلْقُه
لازم
جهم
يجهُم
صار باسرَ الوجهِ
لازم

 

الباب الثاني

الأفعال الثلاثية “المزيدة”
أولاً: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثي المزيد “أفْعَل”.
دلالة التصيير:
أجبره على الأمرِ
أكرهه
متعدٍّ
أجدَّه
صيَّره جديدًا
متعدٍّ
أجدى عنكَ
أغناكَ
لازم
أجريتُ السفينةَ
صيَّرتها تسير
متعدٍّ
أجزأه
كفاه
متعدٍّ
أجزعه
غيَّره
متعدٍّ
أشَّ البُرَّ
طحنه
متعدٍّ
أجشمه الأمرَ
كلَّفه به على مشقَّة
متعدٍّ
أجلسه
جعله يجلس
متعدٍّ
أجلَّه في المرتبةِ
جعله جليلاً
متعدٍّ
أجلاهم
أخرجهم
متعدٍّ
أجمل الحسابَ
جعله جُملة
متعدٍّ
أجمل الصنعةَ
أحسنها وأتقنها
متعدٍّ
أجمِمْ نفسَكَ[17]
اتركْها تسترحْ
متعدٍّ
أجنَّ اللهُ فلانًا
أذهب عقلَه
متعدٍّ
أجنَّ الشيءَ
أخفاه
متعدٍّ
أجهدها
حمَّلها فوق طاقتها
متعدٍّ
أجاح
أهلك
متعدٍّ
أجازه
خلطه وقطعه
متعدٍّ
أجاز له
سوَّغ له
متعدٍّ
أجاعه
جعله يجوع
متعدٍّ
أوْجَهَهُ
جعله وجيها
متعدٍّ
أجاءه إلى كذا
ألجأه إليه
متعدٍّ
أجمر النارَ
أوقدها
متعدٍّ
أجاد الشيءَ
أتقنه
متعدٍّ

 

دلالة الصيرورة:

أجرس الطائرُ
أسمعَ صوتَ جرْسِه
لازم
أجرس الحليَّ
أسمعَ صوتَ جرْسِه
لازم
أجفل القومُ
هربوا مسرعين
لازم
أجمل القومُ
كثُرت جمالهم
لازم
أجنب القومُ
اغتربوا
لازم

 

دلالة على صفة جسمية:

أجنَّت المرأةُ
حملت جنينًا
لازم

 

دلالة على الحينونة:

أجدَّ النخلُ
حان وقت جدِّه
لازم
أجز البُرَّ
حان له أن يُجَزَّ
متعدٍّ
أجلَو عن الرجلِ
حان لهم أن ينفرجوا عنه
لازم

 

دلالة المصادفة: وفيها يجد الفاعلُ المفعولَ على صفة من الصفات..

أجبنه
وجده جبانًا
متعدٍّ

 

دلالة الستر والتغطية:

أجنَّه
أدخله
متعدٍّ

 

دلالة مماثلة لدلالة الفعل الثلاثي المجرد:

أجحف به
ذهب به
لازم
أجدَّ الرجلُ
عظُم
لازم
أجداه
أعطاه
متعدٍّ
أجرم
ارتكب إثمًا
لازم
أجزل له العطاءَ
أكثره له
متعدٍّ
أجزأْ عنه[18]
قضتْ عنه
لازم
أجلب عليه
صاح يستحثُّه
لازم
أجلَوا عن الوطنِ
خرجوا منه
لازم
أجمع الأمرَ
عزَم عليه
متعدٍّ
أجاءه بالمدِّ
جاء به
متعدٍّ
أجهز عليه
أسرع في قتلِه
لازم

 

دلالة تغني بهذا الوزن عن الثلاثي:

أجبأ الزرعَ
باعه قبل بدُوِّ صلاحه
متعدٍّ
أحجم عن الشيءِ
كفَّ عنه
لازم
أجدب القومُ
أصابهم الجدبُ
لازم
أجمَ الفرسُ
تُرِكَ ركوبه
لازم
أجاب
ردّ عن السؤال
لازم
أجار
أنقذ
متعدٍّ
أجازه بجائزةٍ
أعطاه
متعدٍّ

 

ثانيًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثيِّ المزيد “فعَّل”.

دلالة التصيير:
جدده
صيَّره جديدًا
متعدٍّ
جرأه عليه
صيَّره ذا جَرأة
متعدٍّ
جرى
اتخذ رسولاً
متعدٍّ
جشمه الأمرَ
كلَّفه
متعدٍّ
جصص دارَه
بناها
متعدٍّ
جفف
صيَّره جافًّا
متعدٍّ
جلاهم غيرُهم
أخرجهم
متعدٍّ
جمر شعرَه
جمَّعه وعقده في قفاه
متعدٍّ
جنبه الشيءَ
نحَّاه عنه
متعدٍّ
جند
جعل له جنودًا
متعدٍّ
جهز
هيَّأ جهازه
متعدٍّ
جوعه
صيَّره جائعًا
متعدٍّ
وجه فلانًا
صيَّره وجيهًا
متعدٍّ

 

دلالة الصيرورة:

جود الشيءُ
أُتقِن وصار جيِّدًا
لازم
جيَّف الميتُ
صار جِيفةً
لازم

 

دلالة النسبة:

جبنه
نسبه إلى الجبن
متعدٍّ
جمعوا
صلَّوا صلاة الجمعة
لازم

 

دلالة التكثير، وهي نوعان:

1- التكثير من الفعل:
جدف بنِعَمِ اللهِ
استقلَّها
لازم
جرفته السيولُ
كسحته
متعدٍّ
جزَّأه
قسَّمه
متعدٍّ
جعد الشعرُ
كثر تجعيده
لازم
جمر في الحجِّ
رمى الجمار
لازم
جمع مالاً
كثُر جَمْعُه له
متعدٍّ
جول
طوَّف
لازم
جيش
أعدَّ جيشًا
لازم

 

2- التكثير من المفعول:

جرعه غصصَ الغيظِ
كظمه
متعدٍّ

 

دلالة السلب والإزالة:

جلد جزورَه
سلخها
متعدٍّ
جلى السيفَ
صقله
متعدٍّ
جمر النخلَة
قطع جُمَّارَها
متعدٍّ

 

دلالة التعدية:

جمله
زيَّنه
متعدٍّ

 

ثالثًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثي المزيد “فَاعَل”.

دلالة الصيرورة:
جانبه
انتحى عنه
متعدٍّ

 

دلالة المفاعلة:

جادله
خاصمه
متعدٍّ
جاراه
جرى معه
متعدٍّ
جالسه
جلس معه
متعدٍّ
جامعه على كذا
اجتمع معه
متعدٍّ

 

دلالة مماثلة لدلالة الفعل الثلاثي المجرد:

جازاه
أثابه
متعدٍّ
جاوزه
سلكه
متعدٍّ

 

دلالة تغني بهذا الوزن عن الثلاثي:

جاهده
قاتله
متعدٍّ
جاور
جانبه في المنزل
متعدٍّ

 

رابعًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثيِّ المزيد “انفَعَل”.

دلالة المطاوعة:
انجبر العظمُ
التأم
لازم
انجرد الثوبُ
انسحق ولانَ
لازم
انجرَّ الشيءُ
لان عند الجرِّ
لازم
انجلى عنه الهمُّ
انكشف
لازم

 

خامسًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثيِّ المزيد “افْتَعَل”.

دلالة المطاوعة:
اجتبر العظمُ
التأم
لازم
اجتثَّه
اقتلع
متعدٍّ
اجتزأ به
اكتفى به
لازم
اجتمع الشيءُ
تجمَّع
لازم
اجترأ عليه
تطاول
لازم

 

دلالة المفاعلة:

اجتسَّه
تجمَّع
متعدٍّ
اجتوَر
جانبه في المنزلِ
لازم

 

دلالة الاختيار:

اجتباه
اصطفاه
لازم
اجتنبه
انتحى عنه
متعدٍّ
اجتوى
كرِه
متعدٍّ

 

دلالة الجمع:

اجترح الرجلُ
اكتسب
لازم

 

دلالة مماثلة لدلالة الفعل الثلاثيِّ المجرد:

اجتداه
طلب جدواه
متعدٍّ
اجترَّه
جذبه
متعدٍّ
اجتزرها
نحرَها وجلدها
متعدٍّ
اجتعل
جعل
متعدٍّ
اجتلب الشيءَ
جلبه
متعدٍّ
اجتلاها
جلاها ونظر إليها
متعدٍّ
اجتنى
جنى والتقط
متعدٍّ
اجتاح
أهلكه
متعدٍّ
اجتاز
سلك
متعدٍّ
اجتاس
تخلَّل
متعدٍّ

 

سادسًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثيِّ المزيد “تفَعَّل”.

دلالة الصيرورة:
تجبر الرجلُ
تكبَّر
لازم
تجسد
صار كالجسد
لازم
تجسم
صار كالجسم
لازم

 

دلالة المطاوعة:

اجتاح
أهلكه
متعدٍّ
اجتاز
سلك
متعدٍّ
اجتاس
تخلَّل
متعدٍّ

 

دلالة الطلب:

تجسسها
تفحَّص عنها
متعدٍّ

 

دلالة الجمع:

تجمع القومُ
اجتمعوا
لازم

 

دلالة الإيذاء:

تجرم عليه
ادَّعى عليه
لازم

 

دلالة تكرار حدوث الفعل مع تقطُّعِه:

تجرفته السيولُ
كسحته
متعدٍّ

 

دلالة الاختيار:

تجرد للأمرِ
جدَّ فيه
لازم
تجشأ
تنهَّد بعد الأكل
لازم
تجشع
اشتدَّ حرصُه
لازم
تجشم الأمرَ
تكلَّفه على مشقَّة
متعدٍّ
تجمل
أكل الشحمَ المُذَابَ
لازم
تجنبه
انتحى عنه
متعدٍّ
تجنن
أرى من نفسه الجنانَ
لازم
تجور
جفَّف
متعدٍّ
تجوع
تعمَّد الجوعَ
لازم
تجرأ به
اكتفى
لازم

 

سابعًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثيّ المزيد “تفَاعَل”.

دلالة الاختيار:
تجانن
أرى من نفسِه الجنونَ
لازم
تجاهل
أرى من نفسه الجهلَ
لازم

 

دلالة المفاعلة:

تجارَوا في الحديثِ
جروا معًا
لازم
تجالسوا
جلسوا معًا
لازم
تجاور
تجانب مع غيره في المنزلِ
لازم

 

دلالة مماثل لدلالة الفعل الثلاثي المجرد:

تجازى دينَه
تقاضاه
متعدٍّ
تجاسر
أقدم على غير تهيُّبٍ
لازم
تجاول
طاف
لازم
تجافى جنبُه
طاف
لازم
تجاوز
سلكه
لازم
تجانف
مال
لازم

 

ثامنًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثيِّ المزيد “اسْتَفْعَل”.

دلالة التصيير:
استجرى
اتخذ رسولاً
متعدٍّ

 

دلالة المصادفة:

استجفاه
عدَّه جافيًا
متعدٍّ
استجهله
عدَّه جاهِلاً، واستخفَّ به
متعدٍّ
استجاده
عدَّه جيِّدًا
متعدٍّ

 

دلالة الطلب:

استجداه
طلب جدواه
متعدٍّ
استجنَّ
طلب الستْر
لازم
استجار
استنقذ
متعدٍّ
استجاشه
طلب جيشَه
متعدٍّ

 

المماثلة مع “أَفْعَل”:

استجدَّه
صيَّره جديدًا
متعدٍّ
استجاب
تفاعل مع الاستثارِة
لازم

 

المماثلة مع “تَفَعَّل”:

استجمع السيلُ
تجمَّع من كل مكان
لازم

 

تاسعًا: الحقول الدلالية الصرفية للوزن الثلاثي المزيد “فَنْعَل”.

دلالة التصيير:
جندر الكتابَ
صيَّر دارسَه بائنًا
متعدٍّ
جندر الثوبَ[19]
أعاد وشْيَه
متعدٍّ

 

الخاتمة

وبعد؛ فقد عشت مع هذا البحث وقتًا ممتعًا؛ حيث أفدت منه كثيرًا، فما من كلمة مما أحصيتُه إلا وقد مرَّت على ناظريَّ أكثر من ثلاث مرات.

والحقيقة، إنَّني لم أُحْصِ جميع كلمات المعجم في باب الجيم؛ حيث تم استبعاد ما يلي:

1- ما دون الأفعال صراحةً في هذا الباب.
2- الأفعال غير الثلاثية؛ فقد كانت هذه الفكرة قائمة على الثلاثيِّ فقط، وعسى هذا البحث أن يكبر في يوم من الأيام ويشمل الثلاثيَّ والرباعيَّ وما زاد عليهما.
3- الأفعال المبنية للمجهول، مثل “جُدِّدَ الصبيُّ”.
4- الأفعال التي أمر الرازي نفسُه بعدم قولها، مثل: “أجْفَأ القِدْرَ”.

5- الأفعال التي تعتبر صورةً لفظيةً أخرى من فعل ما، مثل “تَجَانَّ” للفعل “تَجَانَن”.

ومن معلومات الإحصاء:

1- جملة عدد الأفعال الواردة في باب الجيم، والتي تعامل معها البحث الحالي بلغت 286 فعلاً.
2- جملة عدد الأفعال المجردة في باب الجيم، والتي تعامَل معها البحث الحالي بلغت 120 فعلاً.

3- جملة عدد الأفعال المزيدة في باب الجيم، والتي تعامَل معها البحث الحالي 166 فعلاً.

ومن الأشياء التي أوَدُّ الإشارة إليها هنا:

1- أنَّ زيادة حرف في مجرَّدات الأفعال أو تغيير صورة الزيادة يؤدِّي إلى تغيُّر الحقل الدلالي أو تغير الفعل من حيث التعدي واللزومُ.

2- أنَّ تغيُّر عين الثلاثي يؤدِّي إلى تغيُّر الحقل الدلالي أو تغيُّر الفعل من حيث التعدِّي واللزوم.

وأخيرًا، فلا شكَّ في أن العربية في حاجة إلى معجم لغوي عصريٍّ مزوَّد بهذه التصنيفات للحقول الدلالية الصرفية مع ما تقدمه من معانٍ للمواد العربية.

وربما قد تفيد الأبحاث والدراسات المتخصصة في هذ الأمر – في رأيي – في إعداد مناهج تدريس اللغة العربية بالمدارس، وهي المسؤولية التي تقع على كاهل رجال التربية والتعليم مع رجال اللغة العربية في العالم العربيِّ.

والله ولي التوفيق

 

المصادر والمراجع:

1- “الأعلام”، للزركلي، طبع د.ت، الطبعة الثانية.
2- “سر صناعة الإعراب”، لابن جني، تحقيق حسين هنداوي، طبعة دار القلم – دمشق، الطبعة الثانية، 1993م.
3- “صناعة المعجم” للدكتور أحمد مختار عمر، طبعة عالم الكتب – القاهرة، الطبعة الثانية، 1998م.
4- “لسان العرب”، لابن منظور، تحقيق عبدالله علي الكبير وآخرين، طبعة دار المعارف – القاهرة.
5- “مختار الصحاح”، للرازي، ترتيب الأستاذ محمود خاطر، طبعة دار نهضة مصر للطباعة والنشر – القاهرة.
6- “مختار الصحاح” للرازي، تحقيق يحيى خالد توفيق، طبعة مكتبة الآداب – القاهرة.
7- “مصادر البحث اللغويِّ في الأصوات والصرف والنحو والمعجم وفقه اللغة مع نماذج شارحه”، للدكتور محمد حسن عبدالعزيز، طبعة دار الهاني للطباعة والنشر – القاهرة، الطبعة الثالثة، 2006م.
8- “النحو العربي عماد اللغة والدين”، للدكتور عبدالله جاد الكريم، طبعة مكتبة الآداب – القاهرة الطبعة الثانية، 2002م.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] يُنظر: مادة (ع ج م) في “لسان العرب”، لابن منظور، تحقيق عبدالله علي الكبير وآخرين، (4/2825)، و”سر صناعة الإعراب”، لابن جني، تحقيق حسين هنداوي، (1/36-40)، و”مختار الصحاح”، للرازي، ترتيب الأستاذ السيد محمود خاطر، (ص: 415).
[2] ينظر: “صناعة المعجم”، للدكتور أحمد مختار عمر، (ص: 19).
[3] السابق نفس الصفحة.
[4] السابق نفس الصفحة.
[5] ينظر “مختار الصحاح”للرازي، تحقيق يحيى خالد توفيق، (ص: 16).
[6] “النحو العربي عماد اللُّغة والدين”، للدكتور عبدالله جاد الكريم، (ص: 31).
[7] “مصادر البحث اللغويِّ في الأصوات والصرف والنحو والمعجم مع نماذج شارحة”، للدكتور محمد حسن عبدالعزيز، (ص: 8).
[8] لقد عُقِدَ المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة مؤخَّرًا، وكان موضوعه “المعجم التاريخي”.
[9] “مصادر البحث اللغوي”، (ص: 154).
[10] “مصادر البحث اللغوي”، (ص: 152).
[11] ينظر ترجمته ومؤلفاته في “الأعلام”، للزركلي، (6/ 279).
[12] السابق نفس الصفحة.
[13] وربَّما أفاد “المعجم التاريخيُّ” من هذا في بيان المستخدَم وغيره في تلك الفترة الزمنية.
[14] “مختار الصحاح”، تحقيق يحيى خالد، (ص: 17–19).
[15] “اللغة العربية: مبناها، ومعناها”، للدكتور تَمام حسان، (ص: 327-328).
[16] قال صاحب “مختار الصحاح”: إنه “لغة رديئة أنكرها الأصمعيُّ”.
[17] ورد هذا الفعل بصيغة الأمر، فآثرْتُ تركه كما جاء.
[18] قال صاحب “مختار الصحاح”: “إنها خاصة ببني تميم”.
[19] قال الرازي: “أَظنُّهُ مُعَرَّبًا”.