القَواعدُ النحويَّة هِيَ مُحصِّلة نهائيَّة لمراحلِ الاستِقراءِ، فهِيَ قانونٌ يَسعَى النُّحاةُ إلَى اكتِشافِهِ، وهِيَ تُقنِّنُ الصِّفاتِ المشتَركةَ بَينَ أقسامِ المادَّةِ اللغويَّة، وتُحدِّدُ العلاقاتِ بينَها. وأهمُّ شُروطِ القَواعِدِ النَّحويَّة أنْ تَكُونَ مُختَصَرةً، ويَتطلَّبُ هذا الشَّرطُ أنْ يَعتَمِدَ التقعيدُ علَى تَصنيفٍ شامِلٍ، يُحدِّدُ المادَّة اللُّغويَّة، ويحدِّدُ الوظائِفَ النَّحويَّة، ووَجَدَ المعاصِرُونَ هذِهِ الخاصَّةَ من أهمِّ خصائِصِ القواعدِ.
إن الإرادة القوية هي السبيل لإحياء الفصحى ونشرها، والأخذ بالوسائل الصحيحة، وتنبيه أبنائها لما لها من صفات ومقومات، وهناك تجارب للغات أثبت أبناؤها أنهم على قدر المسؤولية كبعث العربية في مطلع القرن العشرين من رقدتها، وكاللغة الروسية والعبرية أيضًا. فالمشكلة اللغوية تعد نوعًا من التحدي، لذا تسخر الجهود لمواجهة التحديات وتحمل أعبائها حتى النهاية.
إنَّ كلامَ العربِ الفُصحاءِ يُعدُّ مَصدراً مِن مَصادرِ الاحتِجاجِ فقد استَقرأَهُ أهلُ اللغة والنَّحو، وسَعَوا إلَيهِ فِي مَوطنهِ بِالباديةِ عِندَ القبائِلِ العربيَّةِ، أو التقَوا بِأهلِهِ في الحواضِرِ ونقلُوهُ بأمانةٍ وصِدقٍ، وصحَّحُوا الشَّواهِدَ الكثيرةَ مِن هؤلاءِ الأعرابِ.
قال الإمام مالك: (الضَّحِيَّة سُنَّة، وليست بواجبة، ولا أحبُّ لأحدٍ ممَّن قويَ على ثمنها أن يتركَها). [الموطَّأ، رواية يحيى اللَّيثي 2/ 487].
ملاحظة: مرر الماوس على الأسهم في الأسفل لعرض المقال كاملاً كتبه: د. محمد الشال الفاصلة (،): تعني الوقفة اليسيرة، وىي شائعة جدًا، ومن مواضعها: بين الجمل المترابطة: نحو: أن ت طموحٌ، وتمتلك قدرات عالية. بعد المنادى: نحو: يا طالب العلم، ذاكر دروسك جيدا. […]