دلالَةُ التغاضي وعَدَم الاكتراث في فعل المُرورحول لفظة (الغَرور) في القرآن الكريمالغُرورُ بضم الغين مصدر، وبفَتْحها: الشَّديدُ التّغريرِ، ولا يَكونُ شديد التغريرِ إلّا الشَّيْطان، لأنه يزيّنُ لهم القَبائحَ ويُقبِّحُ المَحاسنَ، بما يُلائمُ نُفوسَهم
في الربط والإحالة
يَنشأ النّصُّ من سياقه الذي وُضعَ فيه، وينشأ السياقُ من مَقاصد واضعِه، وينشأ النص من نُصوصٍ أخرى تُفسِّرُه
كثيرٌ من الجُمَل لا يُمكنُ أن تُعدَّ نُصوصاً مُطلقاً، لغيابِ ما يُكملُ المعنى ويُوفّيه
لو وقفتَ عند أسرى وزعمْتَ أن المعنى اكتملَ هنا، لكان الجوابُ: أنّ هذه جملة من الناحية اللغوية
النحوية التركيبية، تُفيد معنى، ولكن ذلك المعنى منفصل عن المراد والمقاصد، فليس المرادُ نفيَ أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أسرى،
عواقب الوقف الخاطئ تُلغي نصّيّة النصّ!
لاحظْ علاقةَ “بنية التمييز” بأصلها المُقَدَّر، في قوله تعالى: “وفجَّرْنا الأرضَ عُيوناً” / وفَجَّرْنا عُيونَ الأرضِ
﴿سُبْحانَ الذي أسْرَى بِعَبْدِه لَيْلاً مِنَ المَسجدِ الحَرامِ إلى المَسجِدِ الأقْصَى الذي بارَكْنا حَوْلَه﴾
بورِكَ حَوْلَه، “حَوْلَه” ظرفُ مَكان يدلُّ على مَكان قَريب من المسجد الأقصى. وفي التعبير “بالبركة حولَه” كنايةٌ عن حصول البركة فيه أولاً، لأنها إذا حصلت حوله فقد تجاوزت ما فيه؛ ففيه تلازمٌ بينه وبين ما حَولَه، وفيه فحوَى خطاب، وفيه مُبالغة بالتكثير، ومثلُه حرفُ الجر “في” في قولِ زياد