الغاز وطرائف نحوية (11)

وقد أفاد سيبويه الكثيرين بعلمه، حتى وصل علمه إلى عامة الناس الذين أخذوا

عنه، وتعلموا منه الفصاحة.. يحكي أن رجلاً قال لسماك (يبيع السمك)

بالبصرة: بكم هذه السمكة؟ قال: بدرهمان.. فضحك الرجل مستهزئًا من السماك لأنه رفع المجرور.

فقال السماك: ويلك أنت أحمق، لقد سمعت سيبويه يقول: ثمنها درهمان!!

وقد أصيب سيبويه بمرض قبل وفاته، وفي أثناء مرضه، وجده أخوه -يومًا- متعبًا قد اشتد عليه المرض، فبكى وتساقطت دموعه على وجه سيبويه، فرآه سيبويه فأنشد يقول:

يَسُرُّ الفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقَى

إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الذي هُوَ قَاتِلُهْ

وعند مماته أخذ ينصح أصحابه ومن حوله قائلاً:

يُؤمِّــــل دُنْيَا لِتَبْقَى لَـــــهُ

فَمَات المؤَمِّلُ قَبْلَ الأَمَــلْ

حَثِيثًا يُرَوِّي أُصُولَ النَّخِيلِ

فَعَاشَ الفَسِيلُ وَمَاتَ الرَّجُلْ

ومات سيبويه سنة 180هـ بعد


موضوعات ذات صلة:

موضوع: قصيدة في النحو السبت

وقال أبو غَسَّان ” رَفيع بن سَلَمة ” تلميِذ أبي عُبيدة ” المعروف بدَمَاذ، يخاطب أبا عثمان النحويَّ المازنيّ “:

تَفكَّرْتُ في النَّحو حتى مَلِل 
تُ وأَتعبتُ نفسي له والبَدنْ 
وأتعبْت بَكْراً وأصحابَه 
بكلّ المَسائل في كلّ فَن 
سِوَى أنَّ باباً عليه العَفا 
ءُ لِلْفاء ياليتَهُ لم يَكُن 
فكنتُ بظاهره عالماً
وكنتُ بباطِنه ذا فَطَن 
وللواو بابٌ إلى جَنْبه 
من المَقْت أحسبُهُ قد لُعن 
إذا قلتُ هاتُوا لما يُقا 
ل لستُ بآتيك أو تَأتين 
” أَجِيبُوا لما قِيلَ هذا كذا
على النَّصب قالُوا لإضمارِ أن 
وما إنْ رأيتُ لها مَوْضعاً
فأَعْرفَ ما قِيلَ إلاّ بفن 
فقد خِفْتُ يا بكرُ من طُولِ ما 
أُفكِّر في أَمْر ” أَن ” أو أُجَن 

واو الثمانية:

قال تعالى: ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 22]

وقع الخلاف بين النحويين في إعراب حرف الـ (واو) الواقع بين قوسين في النص الكريم ما بين أن يكون حرف عطف، أو استئناف.

ولما كان للعطف ضوابط، وللاستئناف قواعد، والوا هنا لا يدخل ضمن هذه الضوابط والقواعد صمت النحويون في وجه النص الكريم وسبحان اللـه.

وقد ( تملص ) النحويون من الاستشهاد بهذا النص الكريم في أي موضع من مواضع النحو العربي على إطلاقها، ولم يذكروها في مصنفاتهم، حتى جاء ابن هشام الأنصاري ( 761 هج ) في كتابه: ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) الذي سمى هذا الحرف في إعرابه ( واو ) الثمانية

وقال اليزيد في الكسائي وأصحابه:

كنا نقيس النحو فيم 
ا مضى على لسان العرب الأول 
فجاءنا قوم يقيسونه 
على لغى أشياخ قطربل 
فكلهم يعمل في نقص 
ما به يصاب الحق لا يأتل 
إن الكسائي وأشياعه 
يرقون في النحو إلى أسفل 

اضغط على ايقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق