صرف الممنوع ومنع المصروف


مدخل
صرف الممنوع ومنع المصروف:
لاحظت كثيرًا من الخلط سواء في لغة الإعلام المسموع أو المكتوب بالنسبة لقضية الصرف وعدمه.
ومن المعروف أن الأصل في الكلمات الصرف وهذا يقتضي شيئين:
1- تنوين ما يمكن تنوينه.
2- جر الكلمة بالكسرة.
أما منع الصرف فلا يمكن إلا بوجود واحد من أسباب منع الصرف كمجيء اللفظ على صيغة من صيغ منتهى الجموع، أو انتهائه بألف تأنيث مقصورة أو ممدودة، أو كونه علما أو صفة مع علة ثانية. ويقتضي منع الصرف شيئين:
1- منع التنوين.
2- جر الكلمة بالفتحة.

أ- صرف الممنوع من الصرف:
أكثر ما وقع الخطأ فيه يشمل ما يأتي:
1- كلمات بصيغة منتهى الجموع “مفاعل وشبهها” تنتهي بحرف مشدد كما في الأمثلة الآتية:

2- كلمات تنتهي بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة، كما في الأمثلة الآتية:
3- ألفاظ الجموع المنتهية بألف وهمزة، كما في الأمثلة الآتية:
ولعل من صرف هذه الألفاظ توهم أنها جموع لا تحقق شروط صيغة منتهى الجموع “كل جمع بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن، والموجود هنا حرف واحد بعد الألف”. وغفل هؤلاء عن أن علة منع الصرف هنا هي وجود ألف التأنيث الممدودة، وهي من علل منع الصرف.

4- ألفاظ من أفعل التفضيل، كما في الأمثلة الآتية:
5- كلمة “أشياء” كما في الأمثلة الآتية:
أ- يمكن أن يوجه إلى أشياءٍ أخرى غير أزمة الخليج.
ب- أزاح الستار عن أشياءٍ مروعة.
وقد جاءت الكلمة في القرآن الكريم ممنوعة من الصرف في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} وإن كان العلماء قد اختلفوا في علة منع الصرف هنا.
6- كلمات من صيغة منتهى الجموع، كما حدث من محمود سلطان في إذاعة لندن حين قرأ الجملة: ملايينٌ من الناخبين يتوجهون … “وصحتها: “ملايينُ”. بدون تنوين.
7- ويلحق بالكلمات التي تستحق منع الصرف الكلمات الممنوعة من التنوين مثل:
أ- العلم بالموصوف بابن مثل:
محمدُ بنُ عبد الله.
إلى طارقِ بنِ زياد.

وقد سمعت الأولى تنطق: محمدٌ بن عبد الله.
والثانية تنطق: إلى طارقٍ بن زيد.
ب- وكلمة “أمسِ” المبنية على الكسر دون تنوين، وقد سمعت من يقرؤها:
يوم أمسٍ الأول، وصحتها: يوم أمسِ الأول.؟
ج- كما يلحق بها كلمة “فلانةُ” التي وردت عن العرب ممنوعة من الصرف، وقد سمعت من يصرفها فينطقها منونة.

ب- منع صرف المصروف:
لاحظت اطراد هذا الخطأ في جملة حالات منها:
1- كلمات منتهية بهمزة أصلية، أو مبدلة عن أصل، توهما أنها منتهية بألف تأنيث ممدودة زائدة، كما يظهر من الأمثلة الآتية:
فالمثالان الأولان الهمزة فيهما أصلية، وباقي الأمثلة مبدلة عن أصل، ووزن الجميع أفعال وليس فعلاء حتى تمنع من الصرف.

2- كلمات منتهية بألف أصلية هي لام الكلمة، توهما أنها منتهية بألف التأنيث المقصورة، كما يظهر من الأمثلة الآتية:
فواضح أن هذه الكلمات وأمثالها على وزن “مَفْعَل” وأن الألف فيها أصلية “مبدلة عن ياء” تقابل لام الكلمة. فهي غير كلمات مثل “شكوَى” و “دعوَى” و “كبرَى” و “صغرَى” التي سبق القول باستحقاقها المنع من الصرف.
3- كلمات كانت تستحق منع الصرف ولكنها صرفت لإضافتها أو تعريفها بـ”أل”: والصرف هنا يعني الجر بالكسرة فقط، أما التنوين فغير وارد هنا لأنه ممتنع إما للإضافة أو لوجود “أل”. وقد شاع الخطأ في هذا النوع شيوعًا لافتًا للنظر، كما يبدو من الأمثلة الآتية:
أ- كلمات عرفت “بأل”:

ب- كلمات أضيفت:
4- كلمات يتوهم بعضهم أنها من صيغة منتهى الجموع، وهي في الحقيقة ليست كذلك، ولذا ينبغي صرفها. ويظهر هذا التوهم في الكلمات التي جاءت على فعالل وشبهها، ولكن زيد في آخرها التاء فخرجت عن الموازين الممنوعة من الصرف، وذلك كما في الأمثلة الآتية:
صيارفة: يوجد في بورسعيد صيارفةٌ كثيرون يتعاملون في النقد الأجنبي.
عباقرة: لا يخلو جيل من عباقرةٍ يقودون مسيرة التقدم.
ملائكة: قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ} .
5- كلمات أخرى متفرقة: مما سمعته ممنوعًا من الصرف وهو مصروف

المصدر: أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتّاب والإذاعيين

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام