شرط الكتابة المُفيدة إقامةُ الكلام على سنن السَّلامة والإتْقان، وذلك بتقْويم اليد واللسان؛ حذرًا من المعاطب المفْسِدة للعبارات والمقاصد.
فإن أصاب المتكلِّم أو الكاتب، ووافق سَنَن اللِّسان العربي الفصيح، أفاد القارئَ أو السامع، ونفعَه نفعًا يتعدَّاه إلى سواه، فيبقى أصل الاستعمال على حالِه الأوَّل فصيحًا سليمًا على تعدُّد المتلقِّين والقارئين، وطول العهْد بمخرج السَّلامة الأوَّل.
لماذا لا نحترم كليَّة اللغة العربيَّة ونحن من طلاَّبها؟
وكيف نتحدث بالعامِّيَّة ونحن داخل أركانها وفي ممرّاتها السفليَّة والعلويَّة؟
وهل هذا يُعَدُّ احتراماً عند الدارسين، أو انتهاكاً لعرضِها؟
يكتب بعض الكتاب من مدمني الكتابة – إن صح التعبير – كلاماً غريباً وعجيباً لا طعم له ولا لون ولا رائحة. ويظنون مع ذلك أنهم قد أحسنوا إلى القارئ وقد خدموه وهم في حقيقة الأمر …