القاعدة لغةً: القواعد جمع قاعدة، وهي في اللغة: الأساس، فقاعدة كل شيء هي أساسه، ومن ذلك قواعد البيت؛ أي: أسسه، وهي في الأمور الحسية إلا أنها استعملت في الأمور المعنوية، ومن ذلك قواعد العلوم. والقاعدة: ما يقعد عليه الشيء؛ أي: يستقر ويثبت
ومعنى تنزيه الله من السوء:
تبعيده منه، وكذلك تسبيحه: تبعيده، من قولك: سبَحت فـي الأرض، إذا أبعدت فيها… وجماع معناه: بُعْده – تبارك وتعالى – عن أن يكون له مثل، أو شريك، أو ضد، أو ند”[4].
لا تَقُومُ فائِدةٌ إلا بالاستِعمالِ، فما يَستَعمِلُهُ أهلُ اللغةِ، ويَصطلِحونَ علَيهِ هو الَّذِي يَكونُ مُفيداً دُونَ غَيرهِ، أي لا بدَّ للغةِ من المُواضَعةِ والاصطلاحِ أو التوقيفِ لمن لا يَقُولُ بالاصطلاحِ. ويَظهَرُ دورُ الاستِعمالِ في تحقِيقِ الفائِدةِ فِي الألفاظِ المستَعملةِ، وقد عُنِيَ أهلُ الُّلغةِ بتمييزِ المستَعمَلِ من المُهملِ، لأنَّهم بَنَوا عليهِ قواعِدَهُم، وقَدَّمُوا جُهُوداً رائِدةً في التحقُّقِ من السَّماعِ لِكُلِّ ما نُقِلَ من العربيَّةِ عن لِسانِ العربِ.
اتصل الدين الإسلامي باللغة العربية اتصالًا وثيقًا في العصور الإسلامية جميعًا، وكان الباعث على اهتمام علماء اللغة بجمع الشواهد، وتقعيد القواعد النحوية، باعثًا دينيًا، وهو ضبط نصوص القرآن الكريم، وتعليم الطلاب لغة العرب لغة القرآن، ” وكانت مناهج التعليم تمزج بين المعارف الدينية واللغوية، في الكتاتيب وحلقات المساجد، والمجتمعات، ثم في المدارس المنتظمة، وغالبًا ما يكون اللغوي رجل دين، وما عهدنا عالمًا من علماء اللغة القدامى، إلا كان مقرئًا، أو مفسرًا، أو أصوليًا، أو محدثًا، أو متمكنًا، أو فقيهًا “[1].