أمثال العرب (أسعد أم سعيد)

المؤلف: المفضل بن محمد بن يعلى بن سالم الضبي (المتوفى: نحو ١٦٨هـ)

المحقق: إحسان عباس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال الطوسي: أخبرنا محمد بن زياد ابن الأعرابي أبو عبد الله عن المفضل الضبي قال:

زعموا أن ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن معد وكان له ابنان يقال لأحدهما سعد والآخر سعيد، وأن إبل ضبة نفرت تحت الليل وهما معها، فخرجا يطلبانها، فتفرقا في طلبها، فوجدها سعد فجاء بها، وأما سعيد فذهب ولم يرجع، فجعل ضبة يقول بعد ذلك إذا رأى تحت الليل سواداً مقبلاً أسعد أم سعيد [1].

فذهب قوله مثلاً.؟؟

ثم أتى على ذلك ما شاء الله أن تأتي لا يجيء سعيد ولا يعلم له خبر، ثم إن ضبة بعد ذلك بينما وهو يسير والحارث بن كعب في الأشهر الحرم وهما يتحدثان إذا مرا على سرحة بمكان فقال له الحارث: أترى هذا المكان؟ فإني لقيت فيه شاباً من هيئته كذا وكذا – فوصف صفة سعيد – فقتلته وأخذت برداً كان عليه، ومن صفة البرد كذا وكذا – فوصف صفة البرد – وسيفاً كان عليه فقال ضبة: ما صفة السيف؟ قال: ها هوذا علي، قال: فأرينه، فأراه إياه فعرفه ضبة ثم قال إن الحديث لذو شجون [2] ثم ضربه حتى قتله، فذهب قوله هذا أيضاً مثلاً.

فلامه الناس وقالوا قتلت رجلاً في الأشهر الحرم فقال ضبة: سبق السيف العذل [3] فأرسلها مثلاً.

وقال الفرزدق يخاطب الخيار بن سبرة المجاشعي [4]:

أأسلمتني للقوم أمك هابل
[5]وأنت دلنظى المنكبين بطين
خميص من المجد المقرب بيننا
من الشنء رابي القصريين سمين
فإن تك قد سالمت دوني فلا تقم
بدار بها بيت الذليل يكون[6]
ولا تأمنن الحرب إن اشتغارها
كضبة إذ قال الحديث شجون

الدلنظى: الضخم.

والهابل: الثاكل؛ يقال شنئته أشنأه وشنأة أي أبغضته.

والقيصرى: الضلع التي تلي الخاصرة.

وأنشد لامرأة:

فيا رب لا تجعل شبابي وبهجتي
لشيخ يعنيني ولا لغلام
ولكن لعل قد علا الشيب رأسه
[7]بعيد مناط القصريين حسام

واشتغارها: انتشارها وتفرقها.

وفي بعض الحديث أن امرأة افتخرت على زوجها فقال لها: ذهب الشغار بالفخار، يقال شغر الكلب رجله اذا رفعها ليبول.

المصدر: أمثال العرب

 


[1] ورد المثل في فصل المقال: ٦٧، ٢٠٩ والميداني ١: ٢٢٢ والعسكري ١: ١٥٥، ٣٧٧ والفاخر: ٤٨ والزاهر ٢: ١٩٩ (عن المفضل) .

[2] ورد في فصل المقال (بحذف إن: ٦٧ والميداني ١: ١٣٣ وجمهرة ابن دريد ٤: ٩٧ والفاخر: ٤٧ والعسكري ١: ٣٧٧ والزاهر ٢: ١٩٩ (عن المفضل) والعقد ٣: ٨٥ والوسيط: ٣٧ (عن المفضل) .

[3] المثل في فصل المقال: ٦٧، ٦٩ ٧٠ والميداني ١: ٢٢١ والفاخر: ٤٨ والعسكري ١: ٣٧٧، ٥١١ والزاهر ٢: ١٩٩ (عن المفضل) والبيان والتبيين ١: ٣٨٩ والوسيط: ٣٧.

[4] الأبيات في ديوان الفرزدق (ط. صادر، بيروت) ٢: ٣٣٣ وانظر المصادر السابقة واللسان (شجن) والخيار بن سيرة المجاشعي ولاه الحجاج على عمان فكان يضر بالازد ويهين أشرافهم، ولما ثار يزيد بن المهلب وجه أخاه زياداً إلى عمان فقتل الخيار وصلبه (انظر شرح النقائض: ٩٧٤) .

[5] دلنظى: غليظ.

[6] اختار الضبي هذه الرواية بالشين المعجمة كما يدل عليه الشرح في ما يلي؛ وفي رواية: ” استعارها ” أي توقدها.

[7] العل: الكبير المسن، وقيل هو المسن النحيف الضعيف؛ القصرة: العنق.

ترك تعليق