فضل تلاوة القرآن
عناصر المقال:
♦ تلاوة القرآن سنة من سنن الإسلام
♦ محافظة الصحابة رضوان الله عليهم على تلاوة القرآن
♦القدر الذي ينبغي للمسلم أن يقرأه ليختم القرآن
تلاوة القرآن سنة من سنن الإسلام والإكثار منها مستحبّ، لأنها وسيلة إلى فهم كتاب الله والعمل به، وفضلها ثابت في القرآن الكريم والسنة الشريفة، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29 – 30].
وروى مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» [1].
وروى أبو داود والنسائي والترمذي، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأ» [2].
والتلاوة مع إخلاص النية عبادة يؤجر عليها المسلم،
وتقرّبه من خالقه؛ روى الترمذيّ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [3].
وروى البخاريّ ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقّ له أجران» [4].
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يحافظون على تلاوة القرآن،
ومنهم من كان يختم في اليوم والليلة، ومنهم من كان يختم في أكثر؛ روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرأ القرآن في شهر». قلت: إني أجد قوة، قال: «اقرأه في عشر». قلت: إني أجد قوة، قال: «اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك»[5].
وأما القدر الذي ينبغي للمسلم أن يقرأه ليختم القرآن:
فيختلف باختلاف الأشخاص، يقول النووي في كتابه «الأذكار»: «المختار أن ذلك مختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ، وكذلك من كان مشغولا بنشر العلم أو فصل الحكومات أو غير ذلك من مهمّات الدين والمصالح العامة، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، ولا فوات كماله، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حدّ الملل أو الهذرمة في القراءة»[6].
[1] رواه مسلم في صلاة المسافرين (804).
[2] رواه أبو داود في الصلاة (1464) والنسائي في الكبرى (8056) والترمذي في فضائل القرآن (2915).
[3] رواه الترمذي في فضائل القرآن (2910).
[4] رواه البخاري في التفسير (4653) ومسلم في صلاة المسافرين (798).
[5] رواه البخاري في فضائل القرآن (4767) ومسلم في الصيام (1159) (184).
[6] الأذكار النووية (ص 188) طبعة دار ابن كثير الثالثة- 1412 هـ- تحقيق محيي الدين مستو، والهذرمة: السرعة في الكلام والمشي، ويقال للتخليط: هذرمة.