سليم ساعد المقعي السلمي
احترام كلية اللغة العربية
لماذا لا نحترم كليَّة اللغة العربيَّة ونحن من طلاَّبها؟
وكيف نتحدث بالعامِّيَّة ونحن داخل أركانها وفي ممرّاتها السفليَّة والعلويَّة؟
وهل هذا يُعَدُّ احتراماً عند الدارسين، أو انتهاكاً لعرضِها؟
لو بحثنا عن جواب هذه الأسئلة لقال الجميع على من كان يمرُّ بكليَّة اللغة العربية ألاَّ يتحدث إلاّ باللغة العربية الفصحى؛ وذلك احتراماً وتقديراً لهذه الكلِّية التي تعلمنا منها أصول اللغة والنحو، وتأدبنا منها بأفضل الأدب، وتعلمنا كيف ننقد كل ما هو عيبٌ وغيرُ سلوكيٍّ يسعى إليه الإنسان بنظرة فسادٍ، واقتبسنا منها البلاغة والفصاحة على أحسن ما يُرَى.
ولعلَّ من البديهي أن يؤدِّيَ الكلام بالعاميَّة إلى ضعفٍ في اللُّغةِ وهزلِها وتدميرِها.. فكيف إذا كان في داخلَ الكلية؟!
إذَنْ هذا أمرٌ خطيرٌ جدًّا على الناطق والمتلقي، ولم يقتصرِ الكلام على هذا فحسب، بل نتحدث بالعاميَّة ونحن أتينا لكي نتعلم اللغة العربية الفصحى من مكانها الأصيل الذي أصبح بيتاً للعامية، هذا أمرٌ عجيبٌ يسخر منه الجميع!
ومن الطبيعي أن الذي لا يعرف التحدث بها سوف يلجأ مباشرةً للحديث بالعامية، للحصول على طلبه من الكليَّة أو من القِسم أو الأستاذ، ولكنْ لو تضعُ الكلية قانوناً عقابيًّا لهذا المتحدث؛ ليلتزم الجميع بهذا النظام، حتى لو كان في أول الأمر صُعوبةً، اليوم لا يستطيع وغداً يستطيع بعد المحاولات التي يجريها، فهذا اقتراحٌ وأمرٌ جيدٌ له منفعةٌ ومصلحةٌ للطلبة في الحديث فيما بعد.
ولكن الأمر:
أين الذي يعمل بهذا النظام؟
ومن خلال حديثي المقتصر على هذا العنوان:
الذي لا يعمل بهذا القانون سواءٌ أكان أستاذاً أم عميداً أم رئيساً لقسمٍ أم سكرتيراً، أو ما إلى ذلك، وهو في داخل الكليَّة أعدُّه منتهكاً لعرض هذه الكلية السمحاء التي تتلمذَ على يدها الكثيرُ من الطلبة، ووقع في خطرٍ عظيم، ربما يتخرج منها الطالب لا يعرف أن يتحدث باللغة العربية الفصيحة، فهذه مُصيبة فيما بعد عندما يتتلمذ على يديه طلاب، فكيف يكون مصير الطالب الذي أستاذه يتحدث العاميَّة أمامه؟
وهكذا المُصيبة تلي المُصيبة.. والحلُّ هو الممارسةُ و الدُّربةُ لهذه اللغة العربيّة الفصحَى.