سامح المصري

لطيفة نحوية

قال ابن آجرُّوم- رحمه الله-: “وحروف الخفض، وهي: من، وإلى، وفي، وعلى …” إلخ.

ذهب جُلُّ الشُّراح والمُحشِّين إلى أن ابن آجرُّوم ابتدأ حروف الجر بـ “من”؛ لأن من معانيها الابتداء؛ لذا بدأ بها، ثم ثنى بـ “إلى”؛ لأن “إلى” من معانيها الانتهاء، والانتهاء في مقابلة الابتداء؛ لذا أعقب “من” بـ إلى”…. وقد نحا هذا المنحى الكفراوي وغيره من أهل العلم.

ثم وُجِّه اعتراض إلى هذا الكلام، وهو أنه ما دام قد ابتدأ بـ “من” لأنها تفيد الابتداء، فكان يتحتَّم عليه أن يختم كلامه عن حروف الخفض بـ “إلى” لأنها تفيد الانتهاء لا أن يذكرها عقب “من“.

 أقول: هذا الكلام جيد لكن يعكر عليه أن ابن آجرُّوم- رحمه الله- لم يحصر حروف الجر حصرًا، بل اكتفى بالتمثيل عليها باثني عشر حرفًا، ولو أنه حصرها حصرًا، ولم يدع منها شاردةً أو واردةً كما فعل بعض النحاة؛ لكان هذا الاعتراض حينئذٍ من الوجاهة بمكان، أَمَا والأمر لم يكن كذلك، فإن هذا الاعتراض على صنيع الشُّرَّاح والمُحشِّين ليس وجيهًا.

هذا، والله أعلم، وصَلِّ اللهمَّ وسلِّم على النبي محمد، وآله، وصَحْبِه الأخيار.

ترك تعليق