أ. د. مسعد بن عيد العطوي
الدعوة إلى العامية
بدأت الدعوة إلى العامية من المستشرقين والمستعمرين والمنصرين للدس على المسلمين، ثم حمل الراية نصارى العرب مثل: سلامة موسى ولويس عوض، وفي لبنان يوسف الخال وسعيد عقل.
لكن بعض المسلمين أخذها بحسن نية أو رغبة في المال مثل الناشرين في الصحف، فقد ركزوا عليها وأكثروا لها الصفحات، وأكثر أولئك – وهي المصيبة – من خريجي الجامعات وهذا من باب السذاجة والغفلة فهم لا يريدون المكر بالمسلمين ألا أنه من باب عدم الغيرة على اللغة الفصحى.
بدأت الدعوة إلى العامية عام (1888م)، واعتمدت في ذلك على 3 مبشرين: سبيتا (الألماني)، ويليام ويلكوكس، ويلمور (إنجليزيان) صحباً الاستعمار الإنجليزي لمصر ولهما دور في الكتب وتوجيه التعليم في مصر والدعوة إلى العامية.
في لبنان الكلية السورية الإنجليزية التي أسست (1860م)، تحولت بعد ذلك إلى الجامعة الأمريكية وكان أول من أنشآ جريدة بالعامية هو ” يعقوب صروف ” – اليهودي – كما أنشأ مسرحاً بالعامية.
بعد ذلك أسند إشراف التعليم في مصر إلى ” دنلوب ” زمن ” كرومر ” الطاغية الذي حكم مصر، وهذان دعما الثلاثة السابقين ” سبتيا “، وليم كوكس ويلمور.
وممن اشتبه فيهم ” أحمد لطفي الفيلسوف ” الذي نشر كتاباته الصحيفة، وأحتضن باشوات مصر، وكان يتذرع في كتاباته للفصحى بالعامية وهذه شبهة يقول: (نتغاضى عن دخول بعض الألفاظ الأجنبية، وهذه شبهة لا تستطيع تخطئته فيها) ومما أخذ عليه عدم تأييد الوحدة العربية الإسلامية وهو لم يعارض الاستعمار، وقد نقده في ذلك كله. أحمد شاكر رحمه الله.
وقد ظهرت معالم الميل إلى العامية في الجزيرة العربية، بتشجيع الشعر العامي ثم بظهور المجلات التي تستخدم العامية وتتحدث عن الفن، والشعر الشعبي وظهرت في المراحل الأخيرة التحدث بها في التمثيل الإذاعي، والتلفازي وتألقت في المسرح، ومال إليها الكثير من الشباب المثقف مع قدرتهم على اللغة العربية ولكنهم ينجذبون للبريق الشعبي، وقد طغت العامية حين أيد الإعلام المرئي الشعر العامي.. وبذل له الجوائز الضخمة إلى جانب الشهرة المغرية.