خطواتٌ في تَحرير المَقال

أسامة طبش

خطواتٌ في تَحرير المَقال

 

في البداية، الأفكارُ التي سنُوردها هي مُجرَّد لمحة فقط بحاجة إلى تفاصيلَ أخرى:

1- الخطة: لكل مقال خطة؛ وهو النهج الذي يتبعه كاتب المقال حتى الوصول للنتيجة التي يبتغيها، والخطة إثباتٌ بأنَّ لك هدفًا من تحرير المقال، وأنَّك على عِلم بما ترغب الوصول إليه.

2- الفرضيات: لا غِنى عنها في أيِّ مقال، وهذه الفرضيات بحاجة لإثباتٍ من خلال كتابتك للمقال، وتدلُّ الفرضيات على أنك تتبع منهجًا علميًّا، وتضبط من خلاله شكلَ المقال.

3- اللغة: لكُلِّ كاتبٍ أسلوبه في تحرير المقال، إلا أنك تعمل على توظيف لغة سليمة وفصيحة، فالأخطاء الشائعة تُنْقِصُ من قيمة المقال العلمية، والفصاحة أساسية وأَنْتَ تتوجَّه بالكتابة لقارئ مثقف في ميدان تخصصي، ولو أشرنا للترجمة القانونية، فنستشفُّ منها أنَّ اللغة رسمية، ومُحرَّرة من مُختصِّين في القانون.

4- الوضوح: لا بدَّ من الوضوح في الموضوع، وتَفَادَ الغموض قدر ما استطعت، وضَعْ نفسك مكان من يقرأ المقال، وتوقَّع ردَّة فعله، واقْرَأ الفقرة ثمَّ عَاوِدْ قراءتها، إلى أن تتيقَّن أنها متناسقة ومتناغمة وواضحة، بالإشارة للفكرة العامة، وإتْباعها بالأفكار الفرعية، وإِسناد الطَّرح بأمثلةٍ.

5- الموضوع: اخْتَرِ المواضيع الجديدة غير المطروقة، أو تناول الموضوع من زاويةٍ مُختلفة، وتحرَّ الإضافة التي ستُقدِّمها بالمقال، واِجْتَنِبِ العمومية؛ لأنها تُقلِّل من متانة المقال العلمية، وكُلَّما كنت دقيقًا في ضبط الموضوع، وتحديد مصطلحاته، تزدادُ القيمة العلمية بصورة آلية.

6- المراجع: نوِّع من مراجعك المعتمدة؛ من كتب ومقالات ورقية، وإلكترونية، ومواقع على الإنترنت موثوقة، وقواميس تستعين بها في التعريفات اللغوية والاصطلاحية، والمسارد التي تمدُّك بالمصطلحات التخصصية، والأشرطة المرئية والمسموعة، شَرط ذِكْرِ مصادرها بدقة.

7- الاستشهادات: ادْعَمْ بها الجانب العلميَّ من المقال مع اختيار الاستشهاد الذي يُثْبِتُ أساسَ فكرتك، ولا تَقْصِرَهَا على تلك الواردة باللغة العربية، بل اشملها باللغة الأجنبية، أو من تمَّت ترجمتها من مترجمين ثقات إلى اللغة العربية، واجْعَلْهَا سلسةً ومُستساغةً بمُطالعة أسطرِ المقال.

إنَّ عملية تحريرِ مقالٍ أو ورقةٍ بحثية كفاءةٌ تُكْتَسَبُ بالمُمارسة والتعوُّد على تقنياتها، خاصَّة الحاسوبية، ونستعينُ في ذلك بالرؤية المتبصرة، والمنطق السليم، والحصافة في التفكير من كاتب المقال.

المصدر الالوكة

ترك تعليق