أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن

علامات الجر في اللغة العربية

للخفض ثلاثُ علاماتٍ؛ هي:

1- الكسرة، وهي العلامة الأصلية.

2- الياء.

3- الفتحة.

وكلتاهما علامة فرعية للجرِّ، تنوب عن الكسرة.

أولًا: العلامة الأصلية للجر (الكسرة):

تكون الكسرة علامةً للجر في ثلاثة مواضع؛ هي:

1- الاسم المفرد المنصرف[1].

2- جمع التكسير المنصرف.

3- جمع المؤنث السالم[2].

أولًا: من مواضع الجر بالكسرة: الاسم المفرد المنصرف:

يُجَر الاسم المفرد المنصرفُ بالكسرة[3]، وقد تكون هذه الكسرة:

ظاهرةً؛ نحو: (رقبة، مؤمنة) في قوله تعالى: ﴿ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ﴾ [النساء: 92]، فكل من (رقبة، ومؤمنة) مجرورةٌ بكسرة ظاهرة.

أو مقدَّرةً، ويكون تقديرها بسبب:

التعذر: وذلك في الأسماء المفردة المنتهية بألف مفتوح ما قبلها[4]؛ نحو كلمة (عصاك) في قوله تعالى: ﴿ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴾ [الأعراف: 160]، فـ(عصاك) هنا اسمٌ مجرور بالكسرة المقدَّرة على الألف، منع من ظهورها التعذر.

أو الاستثقال: وذلك في الأسماء المفردة المنتهية بياء مكسور ما قبلها[5]؛ نحو كلمة (الماشي، الساعي) في قوله صلى الله عليه وسلم: ((القائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِن الساعي))، فكلٌّ مِن كلمة (الماشي) الأولى، وكلمة (الساعي)، مجرورٌ بكسرة مقدَّرة، منع من ظهورها الثقل.

أو المناسبة: وذلك في الأسماء المفردة المضافة إلى ياء المتكلم؛ نحو (مسجدي) في قوله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ مِن ألف صلاةٍ فيما سواه إلا المسجد الحرام))، فكلمة (مسجدي) مجرورة بالكسرة المقدرة، منع من ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسبة.

ثانيًا: من مواضع الجر بالكسرة: جمع التكسير المنصرف:

يُجَرُّ جمع التكسير المنصرف بالكسرة، سواء كان:

للمذكر؛ نحو: (رجال) في قوله تعالى: ﴿ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ ﴾ [الجن: 6].

أم للمؤنث؛ نحو: (نساء) في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ ﴾ [الحجرات: 11].

وسواء كانت هذه الكسرة:

ظاهرة؛ نحو: ما مضى من الآيتين السابقتين، ونحو كلمة (الألقاب) في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11].

أم مقدرة: ويكون تقديرها بسبب:

التعذر: وذلك في جمع التكسير المنتهي بألف مفتوحٍ ما قبلها؛ نحو: كلمة (الأُسارى) في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر في أسارى بدر: ((ما ترون في هؤلاء الأسارى؟))، فـ(الأسارى) اسم مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة المقدرة، منع من ظهورها التعذر.

الاستثقال: وذلك في جمع التكسير المنتهي بياء مكسور ما قبلها؛ نحو: كلمة (السواري) في قول معاوية بن قرة: كنا ننهى أن نصفَّ بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونُطرَد عنها طردًا؛ فـ(السواري): اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة، منع من ظهورها الثقل.

المناسبة: وذلك في جمع التكسير المضاف إلى ياء المتكلم؛ نحو: كلمة (عبادي) في قوله تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]، فـ(عبادي) اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الدال، منع من ظهورها اشتغالُ المحل بحركة المناسبة.

ثالثًا: من مواضع الجر بالكسرة: جمع المؤنث السالم:

يُجرُّ جمع المؤنث السالم بالكسرة؛ نحو قوله تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ﴾ [آل عمران: 14]، وقوله عز وجل: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ﴾ [الأنعام: 93]، وقوله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ﴾ [الشورى: 22]، فالكلمات (الشهوات، غمرات، روضات، الجنات) كلها مجرورة بالكسرة؛ لأنها جمع مؤنث سالم.

وقد تكون هذ الكسرة:

ظاهرة: وذلك كما في الآيات الثلاث السابقة.

وقد تكون مقدَّرة: وذلك بسبب اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة[6]، وذلك في جمع المؤنث السالم المضاف إلى ياء المتكلم؛ نحو: (رسالاتي) في قوله تعالى: ﴿ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ﴾ [الأعراف: 144]، فكلمة (رسالاتي) جمع مؤنث سالم، وقد أضيف إلى ياء المتكلم، وهو مجرور بالكسرة المقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة.

ويُلحق بجمع المؤنث السالم في جرِّه بالكسرة ما تقدَّم أن ذكرناه من المُلحَقات به في رفعه بالضمة، وفي نصبه بالكسرة، ومن هذه الملحقات ما سُمِّي به من جمع المؤنث السالم؛ كـ(عرفات) – اسم جبل معروف[7] – ومثال جرِّه بالكسرة: قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ﴾ [البقرة: 198]، فـ(عرفات) هنا اسم مجرور، وعلامة جره الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

العلامات الفرعية للجر:

ذكرنا – فيما سبق – أنه ينوبُ عن الكسرة كعلامةٍ أصلية للجر علامتانِ؛ هما:

الياء، والفتحة.

وفيما يلي الكلام على هاتين العلامتين الفرعيتين بالتفصيل:

أولًا: الياء:

تكون الياء علامة للجر نيابة عن الكسرة في ثلاثة مواضع؛ هي:

الأسماء الخمسة، المثنى، جمع المذكر السالم.

أولًا: الأسماء الخمسة:

الأسماء الخمسة – كما سبق – هي:

أبوك: ومثال جرها بالياء: قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ ﴾ [يوسف: 63].

أخوك: ومثال جرها بالياء؛ قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ﴾ [البقرة: 178].

حموك: ومثال جرها بالياء: قولك: أسلمتُ مع حميك للهِ رب العالمين.

فوك: ومثال جرها بالياء: قوله صلى الله عليه وسلم: ((حتى اللقمة تضعها في فِي امرأتك)).

ذو مال: ومثال جرها بالياء: قوله سبحانه: ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78].

وليعلم أن نفس الشروط التي تشترط لرفع الأسماء الخمسة بالواو، ونصبها بالألف، هي نفسُها التي تشترط لجرها بالياء؛ سواء في ذلك الشروط العامة أم الشروط الخاصة.

 

ثانيًا: مما يجر بالياء نيابة عن الكسرة: المثنى:

تقدم الكلام على تعريف المثنى عند ذكر علامة الرفع (الألف).

ومثال جر المثنى بالياء قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ ﴾ [الكهف: 93]، وقوله سبحانه: ﴿ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ﴾ [النساء: 92]، وقوله عز وجل: ﴿ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ﴾ [التحريم: 10]؛ فإن الكلمات: (السدين، شهرين، متتابعين، عبدين، صالحين) كلها مجرورة بالياء؛ لأنها مثنى.

ويلحق بالمثنى في جره بالياء ما تقدم أن ذكرناه مما يلحقه في رفعه بالألف، ونصبه بالياء؛ نحو:

اثنان: ومثال جرها بالياء قوله تعالى: ﴿ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ ﴾ [التوبة: 40]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحكم أحدٌ بين اثنين وهو غضبان)).

اثنتان: ومثال جرِّها بالياء قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ ﴾ [النساء: 11]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسدَ إلا في اثنتين)).

كلاهما: ومثال جرها بالياء: قولك: أهل السنة والجماعة يعملون بالكتاب والسنة كليهما.

كلتاهما: ومثال جرها بالياء: قوله صلى الله عليه وسلم: ((التكبير في الفطر سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما)).

ثالثًا: مما يجر بالياء نيابة عن الكسرة: جمع المذكر السالم:

تقدَّم الكلام على تعريف جمع المذكر السالم عند ذكر علامة الرفع (الواو).

ومثال جر جمع المذكر السالم بالياء نيابةً عن الكسرة قولُه تعالى: ﴿ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ ﴾ [المائدة: 106]، وقوله عز وجل: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84]، وقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]، فإن الكلمات: (الآثمين، الآخِرين، المرسَلين) كلُّها مجرورة بالياء؛ لأنها جمع مذكر سالم.

ويلحق بجمع المذكر السالم في جره بالياء: ما سبق أن ذكرناه من الكلمات التي تلحقه في رفعه بالواو ونصبه بالياء؛ نحو:

(سنون)؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ ﴾ [الأعراف: 130].

(العالَمون)؛ نحو قوله سبحانه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

(عليُّون)؛ نحو قوله عز وجل: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ [المطففين: 18].

(عشرون)، وبابه؛ نحو: (ستين) في قوله سبحانه: ﴿ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ﴾ [المجادلة: 4].

(أرضون)؛ نحو قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ظلم مِن الأرض قِيدَ شبرٍ، طُوِّقه من سبع أرضين))[8].

ثانيًا: من العلامات الفرعية للجر نيابة عن الكسرة: الفتحة:

تكون الفتحة علامةً للخفض نيابة عن الكسرة في موضع واحد فقط، هو: الاسم الممنوع من الصرف، وذلك أن الأسماء في اللغة العربية عمومًا تنقسم إلى قسمين:

منصرف – أي: منوَّن – وهو: ما يلحق الصرفُ – أي: التنوين – آخِرَه[9]؛ نحو: (رسول، وكريم) في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ [الحاقة: 40].

وغير منصرف، وهو الذي لا يُنوَّن، ولا يكون الاسم الممنوع من الصرف إلا اسمًا مفردًا أو جمع تكسير، فلا يكون مثنًى، أو جمعَ مذكر سالمًا، أو جمع مؤنث سالمًا، أو اسمًا من الأسماء الخمسة، وبالطبع لا يكون فعلًا مضارعًا؛ لأن الذي يُمنَع من الصرف هو الأسماء فقط، فلا دخل للأفعال ها هنا.

والاسم المفرد وجمع التكسير الممنوعان من الصرف يُعرَبان تمامًا إعراب الاسم المفرد وجمع التكسير غير الممنوعين من الصرف؛ فـ:

يُرفعان بالضمة؛ نحو: (أحمد) في قوله تعالى: ﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6]، برفع الاسم المفرد (أحمد) بالضمة، وإن كان ممنوعًا من الصرف[10].

ويُنصبان بالفتحة؛ نحو: (حدائق) في قوله عز وجل:

﴿ فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ﴾ [النمل: 60]، فقد نُصِب جمع التكسير (حدائق)، مع أنه ممنوع من الصرف بدليل أنه لم ينوَّن.

إلا أن الاسم المفرد وجمع التكسير الممنوعين من الصرف يختلفان عن غير الممنوعين في أمرين:

الأمر الأول: أن الاسم المفرد وجمع التكسير الممنوعين من الصرف يُجرَّان بالفتحة، نيابة عن الكسرة – كما سيتضح ذلك إن شاء الله في الأمثلة الآتية – بينما المنصرف منهما يُجَر بالكسرة، على ما سبق بيانه بالتفصيل.

والأمر الثاني: أن الاسم المفرد وجمع التكسير الممنوعينِ من الصرف لا يُنوَّنانِ أبدًا، بينما المنصرف منهما ينوَّن[11].

ومثال جر الاسم المفرد المنصرف بالكسرة مع تنوينه: كلمة (محمد) في قوله تعالى: ﴿ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﴾ [محمد: 2].

ومثال جر الاسم المفرد غير المنصرف بالفتحة، مع عدم تنوينه: كلمة (إبراهيم) في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ [البقرة: 130].

ومثال جر جمع التكسير المنصرف بالكسرة، مع تنوينه: كلمة (بيوت) في قوله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36].

ومثال جر جمع التكسر غير المنصرف بالفتحة، مع عدم تنوينه: كلمة (مصابيح) في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ﴾ [الملك: 5].

 


[1] المراد بالمنصرف: المنوَّن، وعكسه غير المنصرف؛ أي: غير المنون، وكون الاسم غيرَ منصرف هذا يرجعُ إلى وجود علة وسبب فيه يمنع صرفه وتنوينَه، وستأتي دراسة علل وأسباب منع الاسم المفرد أو جمع التكسير من الصرف، في باب الممنوع من الصرف، عند ذكر علامة الجر (الفتحة).

وإنما قُيِّد هنا الاسم المفرد وجمع التكسير بالمنصرف؛ لأن الاسم المفرد غير المنصرف كـ(أحمد)، وجمع التكسير غير المنصرف كـ(مساجد) – إنما يُجرَّانِ بالفتحة لا بالكسرة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه بالتفصيل عند الحديث على علامة الجر (الفتحة).

[2] ولا يقال هنا: جمع المؤنث السالم المنصرف؛ لأن جمع المؤنث السالم لا يكون إلا منصرفًا.

[3] سواء كان لمذكر؛ نحو: (محمد)، أم لمؤنث؛ نحو: (مؤمنة).

[4] وهي التي تُسمَّى الأسماء المقصورة.

[5] وهي التي تُسمَّى الأسماء المنقوصة.

[6] أما سبب التعذر، وسبب الاستثقال، فإنهما لا يقعان في جمع المؤنث السالم؛ لأنه مختوم دائمًا بألف وتاء، والتعذر إنما يكون سببًا للتقدير في الأسماء المنتهية بألف مفتوح ما قبلها، والاستثقال إنما يكون سببًا للتقدير في الأسماء المنتهية بياء مكسور ما قبلها.

[7] فـ(عرفات) في أصل وضعه في اللغة العربية جمع مؤنث سالم؛ لأنه جمع (عرفة)، ثم أصبح عَلمًا على الجبل المعروف، فكان مما سمي به من جمع المؤنث السالم.

[8] وهذه الكلمات المذكورة هنا كملحقات بجمع المذكر السالم في جره بالياء – وإن لم تكن قد ذكرت كملحقات به في رفعه بالواو، ونصبه بالياء – إلا أنها تلحقه كذلك في رفعه بالواو ونصبه بالياء، بل إن كل ما ذكر من ملحقات في الحالات الإعرابية الثلاثة – سواء في ذلك الملحق بجمع المذكر السالم، أم الملحق بالمثنى، أم الملحق بجمع المؤنث السالم – فإنه يتبع ما ألحق به في إعرابه مطلقًا؛ أي: في الحالات الإعرابية الثلاثة: الرفع والنصب والجر، من غير استثناء شيء مما ذُكر.

[9] وهذا هو الأصل، فما دام لا توجد علة من العلل التي سيأتي ذكرها بعد قليل إن شاء الله في الأسماء فإنها تصرف، ولا تُمنع الكلمة من الصرف إلا إذا وُجد فيها سبب يقتضي ذلك، كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه بالتفصيل.

[10] ويدل على منعه من الصرف هنا أنه لم ينوَّن، كما هو ظاهر.

[11] إلا إذا دخلته (أل)، أو أضيف، فلا يُنوَّن.

ترك تعليق