المؤلف: ظاهر شوكت البياتي

من أدوات الإعراب (إلّا- أم)

                                                  إلّا

حرف ينصب المستثنى بعده إن كان الكلام قبل (إلّا) تاما مثبتا. والمقصود بالتام أن المستثنى منه مذكور.

قال تعالى: ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً [العنكبوت ١٤].

﴿إِلَّا: اداة استثناء، خمسين مستثنى منصوب علامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

والمستثنى اسم يقع بعد إلا يخالف المستثنى منه (هو الشيء العام الذي يذكر قبل الا) في الحكم. فقد أخرجنا خمسين عاما من حكم الألف في اللبث (البقاء).

قال تعالى: ﴿وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا… [الشعراء ٢٢٤ ـ ٢٢٧].

﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا... إلا اداة استثناء.

الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مستثنى وهذا المستثنى (الَّذِينَ آمَنُوا...) يخالف المستثنى منه ﴿الشُّعَراءُ في حكم اتباع الغاوين لهم.

قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم ٦٠].

إلا من تاب: إلا اداة استثناء.

من: اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مستثنى.

قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر ١ ـ ٣].

﴿وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ [هود ٣٦].

﴿فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ [الشعراء ١٧١].

﴿ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ [الاعراف ١١].

وتكون [إلا] أداة استثناء لا عمل لها وقد تسمى أداة حصر في حالتين: أ ـ إذا كان الكلام قبلها منفيا والمستثنى منه مذكورا واعتبرنا الاسم بعد إلا بدلا من المستثنى منه، نحو:

قال الشاعر:

مالي إليك وسيلة إلا الرجا ***وجميل عفوك ثم أني مسلم

ما أرى الفضل والتكرم إلا ***كفك النفس عن طلاب الفضول

إلا الرجا: ﴿الااداة استثناء لا عمل لها.

الرجا: بدل من كلمة (وسيلة) والبدل يتبع المبدل عنه. الرجا اسم بدل مرفوع علامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

إلا كفك: إلا اداة استثناء لا عمل لها.

كفك: بدل من الفضل هذه الكلمة التي وقعت مفعولا به للفعل أرى فلذا نصبت، والبدل يتبع المبدل منه. كف بدل من كلمة الفضل.

وتسمى اداة حصر إذا كان الكلام قبلها منفيا والمستثنى منه غير مذكور. نحو:

قال تعالى: ﴿وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت ٣٥].

﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران ١٤٤].

﴿قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا... [إبراهيم ١٠].

﴿ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ [المؤمنون ٢٤].

فالكلام قبل إلا منفي والمستثنى منه غير مذكور وتقديره كما يلي: ﴿ما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا… التقدير ما يلقاها أحد إلا من الذين…

إن أنتم إلا بشر ما أنتم شيئا يختلف وإنما بشر ما هذا إلا بشر ما هذا بكائن يختلف وإنما هو بشر.

وتعرب [إلّا] أداة حصر لا محل لها من الإعراب ـ ويعرب الاسم بعدها حسب موقعه من الجملة متخيلين عدم النفي وإلا، فلو قلنا: محمد رسول، محمد مبتدأ، رسول خبر. ولو قلنا: أنتم بشر أنتم مبتدأ وبشر خبر وهكذا في الأمثلة الأخرى، فلو قلنا:

ما حضر إلا الراغبون. وتخيّلنا حذف النفي وإلا، وصارت الجملة حضر الراغبون: حضر فعل ماض، الراغبون فاعل مرفوع، ولو قلنا ما حفظت إلا حديثين في الاسبوع الماضي.

حديثين مفعول به منصوب علامة نصبه الياء لأنه مثنى، لأننا لو حذفنا إلا والنفي، لصارت الجملة حفظت حديثين.

إلا المركبة من إن الشرطية المدغمة بلا النافية.

قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ [التوبة ٤٠].

﴿إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ [الانفال ٧٣].

﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ: إن حرف شرط جازم لفعلين، لا نافية.

﴿تَنْصُرُوهُ: فعل الشرط وهو فعل مضارع مجزوم علامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير مبني في محل رفع فاعل، الهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

﴿إِلَّا تَفْعَلُوهُ: إن حرف شرط جازم لفعلين، لا نافية.

﴿تَفْعَلُوهُ: فعل مضارع مجزوم بأن علامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وهو فعل الشرط. واو الجماعة في محلرفع فاعل. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

أم

حرف عطف، وهي نوعان:

أ‌-                  متصلة إن سبقت بهمزة الاستفهام، أو بهمزة التسوية.

قال تعالى: ﴿وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [يس ١٠].

﴿سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم ٢١].

﴿قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ [الشعراء ١٣٦].

﴿سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ [المنافقون ٦].

(أم) في الآيات الكريمة مسبوقة بجمل فعلية، فعلها مسبوق بهمزة (أأنذرتهم، أجزعنا، أوعظت، استغفرت) وهذه الجمل مسبوقة بكلمة سواء، لذا تسمى هذه الهمزة بهمزة التسوية لذا نقول إن أم هنا مسبوقة بهمزة التسوية ويكون الإعراب:

﴿سَواءٌ: خير مقدم مرفوع علامة رفعه الضمة.

﴿عَلَيْنا: جار ومجرور متعلقان بـ ﴿سَواءٌ.

﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ: الهمزة همزة التسوية، أنذرتهم: أنذر فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بناء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، الهاء ضمير مبني في محل نصب مفعول به، والميم علامة الجمع. والجملة بتأويل مصدر تقديره إنذارهم في محل رفع مبتدأ مؤخر.

 ﴿أَمْ: حرف عطف.

﴿لَمْ تُنْذِرْهُمْ: لم: اداة نفي وجزم وقلب، تنذر فعل مضارع مجزوم علامة جزمه السكون، الفاعل مستتر تقديره أنت، الهاء ضمير مبني في محل نصب مفعول به، الميم علامة الجمع.

والجملة الفعلية: لم تنذرهم بتأويل مصدر تقديره عدم إنذارك في محل رفع معطوف على المصدر المؤول في الجملة الأولى (انذرتهم) والذي وقع مبتدأ. التقدير: ﴿إنذارك وعدم إنذارك سواء عليهم).

قال تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ؟ [الواقعة ٥٩].

(أم) لم تسبق بكلمة سواء وإنما سبقت بهمزة استفهام ويكون الإعراب:

﴿َأَنْتُمْ: الهمزة للاستفهام، أنتم ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.

﴿تَخْلُقُونَهُ: تخلقون فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، واو الجماعة في محل رفع فاعل، الهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول له.

الجملة الفعلية (تخلقونه) في محل رفع خبر للمبتدأ: أأنتم.

﴿أَمْ: حرف عطف.

﴿حْنُ: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

﴿الْخالِقُونَ: خبر للمبتدأ مرفوع علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

الجملة الاسمية (أأنتم تخلقونه) جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب والجملة الاسمية (نحن الخالقون) معطوفة على الجملة الابتدائية.

ب: أم المنقطعة:

حرف عطف يفيد الاضراب، يساوي (بل) في المعنى، وذلك إذا لم ترد قبل (أم) همزة تسوية أو همزة استفهام.

قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ [الرعد ١٦].

أم حرف عطف، وجملة هل تستوي الظلمات والنور معطوفة على جملة هل يستوي الأعمى والبصير التي وقعت مقولا للقول مفعولا به في محل نصب، والمعطوف يتبع المعطوف عليه.

ترك تعليق