المؤلف: ظاهر شوكت البياتي

من أدوات الإعراب (إذن – أف- أل – ألا)

إذن

حرف جواب يأتي على وجهين:

أ‌-                 حرف جواب ناصب للفعل بعده، إذا توفرت الشروط التالية:

1-             أن يكون صدرا في الكلام

2-             أن يدل الفعل بعده على الاستقبال

3-             ألا يفصل بينه وبين الفعل المضارع بعده فاصل. فإذا قال أحدهم: سأزورك، أجبته إذن اكرمك.

فدخول السين على الفعل أزورك يحوله إلى المستقبل وعند ما أجبته جعلت إذن في بداية جوابي، ولم يفصل بين إذن والفعل أكرمك فاصل.

إذن: حرف جواب ناصب.

أكرمك: أكرم فعل مضارع منصوب بإذن، علامة نصبه الفتحة، الفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، الكاف ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

ب‌-           حرف جواب لا عمل له.

إذا اختل أحد الشروط لعمل الحرف إذن، أصبح حرف جواب غير ناصب، وهذه الحالة هي أكثر في الاستعمال:

قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) فإذن (لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً [النساء ٥٣].

الفاء: حسب ما قبلها.

إذن حرف جواب لا عمل له.

وعن عائشة (رض)، دخل عليّ النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا لا. قال فإني إذن صائم وفي هذا الحديث دليل على مشروعية إنشاء نية الصيام بالنفل في النهار.

إذن: حرف جواب لا عمل له.

أف

اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، وفاعله محذوف تقديره أنا.

قال تعالى: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً [الاسراء ٢٣].

﴿أُفٍ: اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، فاعله ضمير مستتر تقديره أنا وجمله أف في محل نصب مقول القول.

(المفعول للفعل لا تقل).

أل

وترد أداة تعريف للاسم وتصبح جزءا منه، نحو: الكتاب.

وقد تأتي اسما موصولا بمعنى (الذي، التي…) وهذا قليل.

قال الشاعر

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ***ولا الاصيل ولا ذي الرأي والجدل

إل دخلت على الفعل المضارع المبني للمجهول (ترضى)، ومعنى إل ظاهر بيّن فالتقدير الذي ترض حكومته، لذا نقول: أل اسم موصول بمعنى الذي، والجملة الفعلية ترضى حكومته صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

ألا

(الاستفتاحية). حرف يستفتح به الكلام لجلب الانتباه (لغاية بلاغية) وليس لها عمل إعرابي فيما بعدها، نحو:

قال تعالى: ﴿أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [يونس ٥٥].

﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ [البقرة ١٣].

﴿أَلا: استفتاحية لا محل لها من الاعراب.

ملاحظة:

من مواضع كسر همزة إن، وقوعها بعد الا الاستفتاحية وكأنها وقعت في بداية الكلام، لأن ألا لا تفيد إلا الاستفتاح.

ألا (الاستفهامية).

أ‌-                  تتكون من همزة الاستفهام و (لا) النافية للجنس وتدخل عندئذ على جملة اسمية، والسياق يحدد نوع (ألا).

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد **** إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

والمعنى أليس لسلمى اصطبار.

فالهمزة للاستفهام، لا نافية للجنس، اصطبار اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب.

وتستعمل (ألا) هذه في ثلاثة معان هي:

1-             الاستفهام عن النفي كما ورد في الشاهد أعلاه.

2-             التعبير عن التمني كقول الشاعر:

ألا عمر ولى مستطاع رجوعه *** فيرأب ما أثأت يد الغفلات

3-             التوبيخ والانكار كقول الشاعر:

ألا ارعواء لمن ولت شبيبته *** وآذنت بمشيب بعده هرم

ب‌-            وقد تتكون من همزة الاستفهام و (لا) النافية، وتدخل في هذه الحالة على الجملة الفعلية لا الاسمية، ومعناها (ألا) العرض والتحضيض، نحو:

قال تعالى: ﴿أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور ٢٢].

﴿أَلا: حرف عرض، أو الهمزة للاستفهام ولا حرف نفي.

تحبون: فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. واو الجماعة في محل رفع فاعل.

ألّا المركبة من أن المصدرية الناصبة ولا النافية:

قال تعالى: ﴿وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا [مريم ٤٨].

عسى: من أخوات إن، حرف يفيد الرجاء.

ألا: أن مصدرية ناصبة، لا نافية.

أكون: فعل مضارع منصوب بأن المصدرية وهو فعل ناقص، اسمه ضمير مستتر تقديره أنا.

بدعاء: الباء حرف جر، دعاء اسم مجرور علامة جره الكسرة، وهو مضاف إلى رب، رب مضاف إليه مجرور، ورب مضاف إلى ياء المتكلم والياء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.

شقيا: خبر الفعل الناقص (أكون) منصوب علامة نصبه الفتحة وأن والفعل (ألا أكون) في تأويل مصدر تقديره عدم كوني شقيا في محل رفع فاعل للفعل التام (عسى).

ألّا المركبة من أن التفسيرية أو المخففة ولا الناهية

قال تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل ٣٠ ـ ٣١].

﴿أَلَّا: أن تفسيرية أو مخففة، لا ناهية جازمة.

﴿تَعْلُوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية علامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، واو الجماعة في محل رفع فاعل.

 

ترك تعليق