الفصل الثاني
الملاحظات التفصيلية

ملاحظات على الباب الأول:
تضمّن هذا البابُ الموسومُ بـ(الهمزة) قواعدَ رسمِ الهمزة موزّعةً على ثلاثة أقسام، أولها: الهمزة في أول الكلمة، وثانيها: الهمزة في وسط الكلمة، وثالثها: الهمزة المتطرفة، تلاها تنوينُ الأسماء، ثم همزةُ الوصل (ص7-20). ويتّجه على ما سبق ملاحظُ مختلفة سترد موزّعةً على الموضوعات السابقة.
أولاً: الهمزة في أول الكلمة
هناك جملةُ ملاحظَ على ما ورد في الحديث عن الهمزة أولَ الكلمة، وهي النوع الأول من باب الهمزة (ص7-11):

1 – جاء بناءُ الكلام ثمّةَ خلاف المألوف الذي جرت عليه كتبُ قواعد الكتابة من: بيان حقيقة الهمزة التي تقع في أول الكلمة، وأنها على نوعين، الأول: همزة الوصل (تعريفها، مواضعها، القياسية في الأفعال والأسماء والحروف، والسماعية في بضع كلمات، حركتها، حذفها). والثاني: همزة القطع (تعريفها، مواضعها في الأسماء والأفعال والحروف). وأما في (قواعد الإملاء) فلم يكن حظُّ همزتي الوصل والقطع فيها إلا بضعةَ أسطرٍ من أصل خمس صفحات، جاءت على نحوٍ غير دقيق متداخلةً ومتقطعةً، والباقي تفصيلاتٌ وأمثلةٌ كثيرةٌ مقحمة، ليست من أصل الموضوع، من مثل: اجتماع همزة الوصل مع همزة القطع التي تقع فاءً في الثلاثي المهموز مجرداً، ومزيداً في الخماسي والسداسي، وفي مصادر تلك الأفعال.

وموضع هذا كما هو معلوم الهمزة المتوسطة حكماً، لأن همزة فاء الكلمة تُعاملُ معاملةَ الهمزةِ المتوسطة (ائْتِ – ائْتَزَرَ – ائْتِلاف). ومن مثل: اجتماع همزتي قطع في أنواعٍ من الكلمات، الأولى مفتوحة والثانية ساكنة، وما ينتج عنهما من إبدالهما ألفاً ممدودة (آمُرُ – آنَسَهُ – آداب – آنِيَة – آكِل – آزَرَهُ). وظاهر أن هذه التفصيلات وأمثلتها لا وجه لإيرادها هنا، ولذلك لم ترد في جُلّ كتب قواعد الكتابة، إذ كان موضعُها كتبَ الصرف.

2 – جرى تأخيرُ الكلام المفصّل عن (همزة الوصل) وموضوعاتها إلى آخر باب الهمزة (ص 19-20) أي بعد تنوين الأسماء، وما سبقه من الهمزة المتطرفة، وقبلها المتوسطة. وهذا خلافُ المنطق في الترتيب، وما استقرّ عليه الأمرُ في كتب هذا العلم، وقد نتج عنه تجزئةُ أوصال الموضوع الواحد. على أن تفصيل الحديث عن همزة الوصل ثمّة جاء غيرَ منهجي ولا منظّم، وتعوزه الدّقّة والتمام، خلاف ما تورده كتبُ قواعد الكتابة من موضوعات، تقدّمت الإشارةُ إليها آنفاً.

فقد اشتمل الحديثُ عنها على كلامٍ عامّ في أربعةِ أسطرٍ عن علةِّ مجيء همزة الوصل، ووقوعِها في أمر الثلاثي وما فوق الرباعي في الأفعال والمصادر، ثم أُتبعتْ بالأمثلة موزّعةً على هذه المواضع الثلاثة، وخُتمتْ بوقوع هذه الهمزة في طائفة من الأسماء، والنصّ في نهايتها على أنها تقعُ أيضاً في (أل) التعريف، وبعد ذلك ملاحظة عن نطقها بدءاً ووصلاً متبوعةً بأمثلةٍ توضّحها، تلتها ثلاثةُ أسطرٍ فقط عن همزة القطع مع أمثلةٍ عليها. ويتّجه على ذلك ملاحظُ، منها:

أ – كان العدولُ عن تعريف همزة الوصل إلى كلام عامّ يعلّل مجيئها، دون أن يُحدّد طبيعتَها بما يميزها عن همزة القطع، غيرَ صائبٍ وخلافَ المألوفِ والمشهور فضلاً عن المنهج العلمي.
ب – إيجازُ الإشارة إلى المواضع ثم إيرادُها مفصلةً تحت الأمثلة، جاء غيرَ سديد، فقد كان الصوابُ إيرادَها موزَّعةً على مواضعها في نوعين: القياسي في الأفعال والأسماء والحروف، ثم السماعي في الكلمات المعروفة.

جـ – إهمالُ النصِّ على أن ورودها في طائفة من الأسماء هو أمرٌ سماعيٌّ، ولو كان تركُ النصِّ عليه مُغنياً عن التصريح به، إذ قد يُفهم استنتاجاً، لما نصّت عليه كتبُ قواعد الكتابة.

3 – جاء الحديثُ عن همزة القطع غايةً في الإيجاز، وعلى نحوٍ مُخِلٍّ(ص20) فقد سقطت من العنوان المتقدّم “همزة الوصل” وكان حظُّها ثلاثةَ أسطرٍ في نهاية الحديث عن همزة الوصل متبوعةً ببضعةِ أمثلةٍ اكتفاءً بما ورد في همزة الوصل، لأن الهمزةَ في غير تلك المواضع تكون همزةَ قطع، ومع ذلك جاءت غيرَ دقيقة، واقتُصِرَ فيها على الإشارة إلى أنها ترد “في جميع الحروف باستثناء (أل) التعريف، وفي جميع الأسماء باستثناء الأسماء المذكورة آنفاً”. والوجه أن تُذكرَ همزةُ القطع في العنوان مقرونةً بقسيمتها همزة الوصل، وأن يُذكرَ تعريفُها بما يكشفُ عن ماهيتها وصورتها، وأن تُذكرَ مواضعُها موزّعةً على الأسماء والأفعال والحروف، كما جرى عليه الأمرُ في كتب قواعد الكتابة، وهذا أولى من إقحام ما لا علاقة له بالموضوع. على أن فيها إلى ذلك نقصاً، يبدو جلياً في سقوط الإشارةِ هنا إلى موضعها في الأفعال في كلٍّ من: الثلاثي المهموز الفاء، والثلاثي المزيد بالهمزة في أوله في الماضي والأمر والمصدر (الرباعي): (أمَرَ – أكْرَمَ – أكْرِمْ – إكْرام). وأما عدمُ الدّقّة فمرده إلى النصّ على أنها تكون في جميع الحروف باستثناء (أل) التعريف، والأولى أن يقال في التعبير عنها: تكون في جميع حروف المعاني المبدوءة بهمزة ما عدا (أل) التعريف.

موضوعات ذات صلة:

ثانياً: الهمزة التي في وسط الكلمة
ثمّة ملاحظُ على النوع الثاني، وهو (الهمزة التي في وسط الكلمة) فقد استغرق الحديثُ عنها أربع صفحات (12- 15) من (قواعد الإملاء):

1 – استُهلّ بعنوان “القاعدة العامّة” وردت تحته ثلاثةُ أسطر جاءت أقربَ إلى الشرح والتفصيل منها إلى القاعدة أو القانون، إذ اقتُصِرَ فيها على النظر إلى حركة الهمزة وحركة ما قبلها، ثم رسمها في صورة أقوى الحركتين، ثم بيان ترتيب الحركات، تلتها تطبيقاتٌ على القاعدة العامّة في ثلاثة فروع، بينهما ملاحظتان. ويتّجه على ما سُمّي بالقاعدة العامّة نقصٌ وقدرٌ من عدم الدقّة والإحكام، فقد أُهملت الإشارةُ إلى التوسط العارض للهمزة، وهو ما يسميه بعضهم بالهمزة شبه المتوسطة، وجاء الحديثُ عنها في الهمزة المتطرفة (ص16) ونُصّ عليه ثمّة أنها تخضعُ لقواعد الهمزة المتوسطة. والوجهُ النصُّ على التوسّط العارض في موضعه من قاعدة الهمزة المتوسطة، وإيرادُ أمثلته فيها، كما يجب إعادةُ النظر في القاعدة العامة لتكونَ محكمةً موجزةً، نحو قولنا: تُرسمُ الهمزةُ المتوسطة على حرف يناسبُ أقوى الحركتين سواء أكان توسّطُها أصلياً أم عارضاً.

2 – وردت ملاحظةٌ في نحو ثلاثةِ أسطرٍ عن زيادة القدماء الألفَ في لفظ (مائة) لدواعٍ زالت بإعجام العربية، تلاها اقتراح كتابتها بحذف الألف وفقَ القاعدة العامة خلافاً للقدماء، وذلك آخر “تطبيقات على القاعدة العامة” للهمزة المتوسطة إن كانت مكسورةً أو كان ما قبلها مكسوراً (ص13). وظاهر أن موضوعَ الملاحظة من قضايا باب الزيادة والحذف في الحروف لدى الحديث عن زيادة الألف وسطاً (ص28) ولكنه اقتصر ثمّة على زيادة الألف طرفاً، وأُغفِلت زيادتها أولاً ووسطاً، وذلك خلاف ما في كتب قواعد الكتابة.

3 – خُتم الكلامُ على الهمزة المتوسطة بـ(ملاحظات) خمسٍ، تضمنت ثلاثٌ منها أرقامها (3و4و5) الحالاتِ الشاذّةَ المشهورةَ في الهمزة المتوسطة، دون أيِّ إشارةٍ إلى أنها تخرج عن القاعدة أو شاذّة، على ملاحظ فيها سترد قريباً.

أ – خُصّصت الملاحظةُ الأولى منها للهمزة المتوسطة التي تُرسم مفردةً لوقوعها بين واوين كراهيةَ توالي الأمثال على رأي القدماء مثل (وَؤُول) وكان الرأيُ كتابتها على واو وفقَ القاعدة. وهذا اجتهادٌ يخالف المألوفَ والمشهورَ قديماً وحديثاً من قواعد الكتابة والشروطَ المتوخّاةَ التي مضت في التقديم من الحرص على إبقاء الصلة بين كتابتنا وكتابة الأقدمين. أعتقد أن منهجَ الأقدمين أولى بالاتباع، لأن استكراههم رسمَ ثلاثِ واواتٍ له ما يسوّغه، وهذا يبدو جلياً بالموازنة بين الصورتين في نحو (مَوْؤُوْدة – مَوْءُوْدة).

ب – وكانت الملاحظةُ الثانيةُ خاصّةً باجتماع الهمزة المتوسطة المفتوحة المسبوقة بفتح مع ألف المدّ، وإبدالهما مدّة فوق الألف (شآم – مآل). وهذه لا بأس في إيرادها هنا، وإن كان موضعُها كتبَ الصرف في أحكام التقاء الهمزة والألف.

وأمّا حالاتُ الشذوذ في الهمزة التي في وسط الكلمة فهي مشهورةٌ، وترتبطُ بحروف المدّ الثلاثة التي تسبقها، الأولى: الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد ألف ترسم مفردةً مثل (براءَة – تساءل). والثانية: الهمزة المتوسطة المفتوحة أو المضمومة بعد واو ساكنة ترسم مفردةً مثل (مروْءَة – ضَوْءُه). وهذا خلافُ ما ورد في (قواعد الإملاء) فقد جُعلت الشاذّةُ، وهي المتوسطةُ المضمومةُ بعد واو ساكنة مع القياسية، وهي المضمومةُ بعد واو مضمومة مشدّدة، ونُصّ على أنهما ترسمان على واو (ضَوْؤُك – تَنُوْؤُونَ – تَبَوُّؤُكَ) ونُصّ على أنه خلافُ ما جرى عليه القدماءُ من رسم الهمزة مفردةً. أرى أن الفصلَ بين حالتي الشذوذ في الهمزة المتوسطة المفتوحة والمضمومة بعد واو ساكنة اجتهادٌ غيرُ صائب، وإن وافق بعضَ ما ورد في الكتب. وأما كراهية توالي الأمثال فقد مضى الحديثُ عن مثله في الملاحظة الأولى بما يغني عن الإعادة. والثالثة: الهمزة المتوسطة المفتوحة أو المضمومة بعد ياء ساكنة تُرسم على نبرة مثل (بِيْئَة – فَيْئُه).

ثالثاً: الهمزة المتطرفة
كذلك يتّجه على النوع الثالث المخصّص لـ(الهمزة المتطرفة) (ص16-17) بعضُ الملاحظات:
– أولها: يتعلق بلفظ القاعدة العامّة، فقد جاء أقربَ إلى الشرح منه إلى القاعدة المُحْكَمة الموجزة، إذ نصّ على أنها ” ترسم بحسب حركة ما قبلها، سواء أكان ما قبلها حرفاً صحيحاً أم معتلاً “. وفي هذا إغفالٌ لجوهر القاعدة، وهو الرسمُ على صورة حرف يناسب حركةَ ما قبلها، فضلاً عن الحشو عند النص على طبيعة الحرف الذي قبلها، إن كان صحيحاً أو معتلاً، لأن القاعدة التي تحكمها هي حركةُ الحرف الذي قبلها، لا طبيعته صحّةً واعتلالاً.
– ثانيها: يتصل بالفقرة (أ) التي تضمّنت شرحاً للقاعدة العامّة والأمثلة عليها، إذ جاء في آخرها ما لفظه ” فإن كان ما قبل الهمزة المتطرفة ساكناً كتبت مفردةً مهما تكن حركتها، سواء في الاسم أو في الفعل “. وهذا مثالٌ على زيادة ما لا داعي له من الاحتراز في الحركة أو في نوع الكلمة اسماً كانت أو فعلاً، إذ يكفي أن يقال في القاعدة: فإن كان ما قبلها ساكناً كُتبت مفردةً. وأمّا التعبير عن سابقتها بلفظ ” وإن كان ما قبلها مكسوراً رسمت على ياء غير منقوطة “. فقد مضى الحديثُ عنه.
– اشتملت الفقرةُ (ب) من الهمزة المتطرفة على الهمزة المتوسطة حُكماً، أو المتوسطة توسطاً عارضاً، أو شِبْهَ المتوسطة، مع أمثلتها، وقد مضت الإشارةُ إلى سقوطها من موضعها في الهمزة المتوسطة في التعريف والشرح في الفقرة (أ) من (3). ويتّجه عليها ملاحظتان، الأولى: علميةٌ، وذلك في التعبير عنها بلغة أقربَ إلى الشرح والتفصيل منها إلى القاعدة المحكمة، والثانية: منهجية، لإيرادها في الهمزة المتطرفة خلافاً للقاعدة والمشهور والمعتمد في قواعد الكتابة، ثم النصّ عليها بآن واحد أنها تخضع لقواعد الهمزة المتوسطة، واللفظ ثمّة ” إذا وقع بعد الهمزة المتطرفة ضمير نصب أو ضمير جر أو ياء المتكلم أو واو الجماعة خضعت لقواعد الهمزة المتوسطة “. وهذا التفصيلُ حشوٌ يغني عنه كلمةٌ واحدةٌ آخرَ تعريف الهمزة المتوسطة بأنها ” ترسم على حرف يناسب أقوى الحركتين سواء أكان توسُّطُها أصلياً أم عارضاً “. وأما استعمال كلمة (خضعت) فقد مضى بيان ما فيها.
– تضمنت الفقرةُ (ج) الحالةَ الشاذّةَ الوحيدة في الهمزة المتطرفة عندما تكون مفردةً قبل تنوين النصب، وقبلها حرفٌ يقبل الوصل بما بعده، فإنها ترسم خلافَ القاعدة على نبرة، مثل (عِبْئاً – شَيْئاً). وقد جاء لفظُ القاعدة غيرَ محكم، ولم يُنصّ فيه على شذوذِها، ولفظها ثمّة ” إذا سبقت الهمزة المتطرفة بياء المدّ أو ياء أصلية، وكان الاسم منصوباً وُضِعَت على نبرة وألحقت بها الألف “. والملاحظ أن غياب التفريق بين ما تنطبقُ عليه القاعدةُ وما يشذُّ عنها كان سمةً عامةً في (قواعد الإملاء) وكأن المنهج المتبع هو جمع كلّ التفصيلات والشروح والأمثلة تحت القاعدة موزعةً على فقراتٍ كثيرةٍ بلا منهج ينتظمُها، أو يسوِّغُ تعددها وموضوعاتها، وقد مضى نظيرُه فيما شذَّ عن الهمزة المتوسطة، وسيأتي لاحقاً ما يؤكّده. وأما استعمال كلمة (وضعت) في التعريف المتقدّم موضعَ المصطلح الشائع المعتمد في كتب قواعد الكتابة (رُسمت أو كُتبت) = فقد سبقت الإشارة إليه بما يغني عن تكراره.
– وأمّا الفقرة (د) فقد جاءت في تسعة أسطر، وتضمنت أمرين، لا وجه لإيرادهما:
أولهما: يتناولُ صورةَ الهمزة المتطرفة التي ترسم مفردةً لسكون ما قبلها، صحيحاً كان أو مدّاً، متبوعةً بتنوين النصب، أو غيرَ متبوعة، مثل (جُزْءاً – هُدُوءاً – ضَوْءاً). وهذه حالةٌ تستغرقها القاعدةُ، لا تحتاج إلى إفرادها بنوع مستقلّ. وأمّا صياغتها فلم تكن محكمة، فضلاً عما فيها من خطأ في المصطلح واللغة، واللفظُ ثمّة ” إذا لم تتصل الهمزة المتطرفة بما قبلها أو وقع قبلها واو المدّ أو واو ساكنة وكان الاسم منصوباً رسمت الهمزة منفردةً وألحقت ألف المدّ بآخر الاسم “. وظاهر أن تسمية الألف الزائدة لتنوين النصب بأنها (ألف المدّ) كلام غير دقيق، مضت الإشارة إليه.
وثانيهما: كان تكراراً لما سبق في الفقرة السابقة (ج) إذا اتصلت الهمزة بما قبلها، مثل (بُطْئاً – شَيْئاً).
– كذلك جاءت الفقرةُ الأخيرة (هـ) مقحمةً، وهي تخصّ إحدى الحالات الأربعِ المستثناةِ من زيادة الألف طرفاً لتنوين النصب، وذلك إذا كانت الكلمةُ منتهيةً بهمزة بعد ألف، مثل (قضاءً). ومعلوم أن هذه الحالاتِ موضعُها بابُ الزيادة والحذف في الحروف (28) وهي في زيادة الألف طرفاً. ولا يسوغُ إيرادُها هنا لمجرد التنبيه على أن تنوين النصب يكون فوق الهمزة دونَ زيادةِ الألف، ولو صحَّ ذلك لكان الواجبُ الاستقصاءَ بإيراد الحالة الثانية الشبيهة بها، وهي الهمزةُ المتطرفة فوق ألف، إذا نُوّنت تنوينَ النصب، فإن التنوين يرسم فوق الهمزة، ولا تُزاد فيها الألفُ، مثل (ملجأً – نبأً).
لقد سبقت الإشارةُ في صدر الملاحظات العامّة إلى أن إيراد (تنوين الأسماء) في الباب الأول المخصص للهمزة عقب الهمزة المتطرفة(ص 18) مقحمٌ لا وجه له، ولا يسوّغه وروده في بعض المصنفات. وأمّا وجودُ علاقةٍ بين تنوينِ النصب ورسمِ الهمزة المتطرفة المفردة، سواء أكان ما قبلها حرفاً مفصولاً أو موصولاً = فقد جرى عرضه مفصّلاً مع أمثلته في صفحة كاملة (ص17).
 
ملاحظات على الباب الثاني:
اشتمل البابُ الثاني الموسومُ بـ(الألف اللينة) على قواعد رسم الألف الليّنة موزّعةً على أقسامٍ ثلاثةٍ، أولها: الألفُ الليّنة في وسط الكلمة، وثانيها: الألفُ الليّنة في آخر الكلمة، وثالثها: الألفُ الليّنة في الأسماء الأعجمية ص (21- 25). ويتّجه على ما ورد في هذا الباب جملةُ ملاحظ، يمكن إيجازها بما يلي:

1 – جاءت القاعدةُ العامّةُ للألف الليّنة في وسط الكلمة غيرَ دقيقة، وشابها نقصٌ وزيادةٌ، إذ أُغفل مصطلحُ التوسُّطِ العارضِ، وأُقحم فيها مصطلحُ المحوَّلة عن الأصل، ومصطلحُ المزيدة، ولذلك وردت الأمثلةُ ناقصةً، لأنها خلت من أمثلةِ أنواعِ التوسُّطِ العارض في الأفعال والأسماء والحروف، ولفظها ” ترسم الألف اللينة التي تقع في وسط الكلمة ألفاً في جميع الأحوال سواء أكان توسطها من حيث الأصل أم كانت محوّلة عن أصل أم مزيدة، وسواء أوقعت في اسم أم في فعل “. وقد كان يغني عن هذه القاعدة المطولّة القول: تُرسم الألفُ اللينة في وسط الكلمة ألفاً سواء أكان توسُّطُها أصلياً أم عارضاً. وأمّا إقحامُ ” المحوّلة عن أصل ” في مقابل الألف اللينة المتوسطة توسطاً عارضاً، فلا وجه له، ولا سابقة له في كتاب معتمد من كتب هذا العلم. وبنحوه إقحامُ مصطلح ” المزيدة ” مقابل التوسط الأصلي والعارض للألف اللينة، ويصحّ فيه ما سبق آنفاً، ولا مسوّغ لذكرها أيضاً، لأن ألف الزيادة في مثل ” مُتمايز – سابَقَ ” صورتها واحدة، ولا أصل لها انقلبت عنه من واو أو ياء، كما في أنواع الألفاتِ الليّنةِ المتوسطةِ توسطاً أصلياً أو عارضاً في الأسماء والأفعال.

وأمّا الأمثلةُ التي أعقبتها فقد زيد فيها أمثلةُ الألف المزيدة المتقدّمة التي لا داعي لها، وأُسقط منها أمثلةُ أنواع الكلمات التي يقع فيها التوسُّطُ العارض، وهي: الأسماءُ المقصورةُ المضافة إلى الضمائر، مثل (فتاك – هُداي – رضاك) والأفعالُ المعتلةُ الناقصةُ المتصلةُ بضمائر النصب، مثل (يرضاه – يخشاك – هداني) وبعضُ حروف الجرّ متصلةً بـ(ما) الاستفهامية، مثل: إلامَ؟ عَلامَ؟ حَتَّامَ؟ وهذه الحروفُ سقطت أيضاً الإشارةُ إليها في آخر القاعدة التي اقتصرت على وقوع الألف الليّنة المتوسطة في الاسم أو الفعل.

2 – اختص النوعُ الثاني من هذا الباب بالألف الليّنة في آخر الكلمة(ص22-25) وقد صُدّر بأن رسمها يخضع للقواعد الآتية، جرى توزيعُها على خمسةِ أقسامٍ أو أحرفٍ بترتيب أبجد، تخللتها ملاحظتان. ويتّجه على تلك القواعدِ والتفريعاتِ والملاحظاتِ جُملةُ أمور، أظهرها: أن صياغة تلك القواعد جاءت غيرَ محكمة، فقد اعتورها قَدْرٌ من: الحشو، والزيادة في التفريع والتقسيم بلا مسوّغ، والنقص، ومجافاة الدّقّة، والتباين في المنهج، والتداخل في الموضوعات، وتقطيع أجزاء الموضوع الواحد:

أ – مثالُ الحشو القاعدتان، الأولى وهي (أ) المعقودة لحروف المعاني المنتهية بألف ليّنة، والثانيةُ وهي (ب) الخاصّة بالألف الليّنة في الأسماء المبنيّة، حيث أُقحم فيهما النصُّ على عدد الأحرف التي يمكنُ أن تسبقَ الألفَ الليّنة. وهو ما لا داعي له، ولا فائدةَ منه، ولا يترتبُ عليه شيءٌ يغيّر من رسمها، ولذلك لم تذكره كتبُ قواعد الكتابة، ثم ما نتج عنه من طول القاعدة بلا مسوّغ، ولفظه(ص22): ” أ – ترسم ألفاً في الحروف مطلقاً سواء أوقعت بعد حرف أم حرفين أم ثلاثة أحرف “. ومثله أيضاً: ” ب – ترسم ألفاً في الأسماء المبنيّة سواء وقعت بعد حرف أو حرفين أو ثلاثة أحرف أو أربعة أحرف “. وقد كان يغني في الأولى القولُ: ترسم الألفُ اللينة في حروف المعاني ألفاً. وفي الثانية القولُ: ترسم الألفُ اللينة في الأسماء المبنية ألفاً.

ب – ومثالُ الزيادة في التفريع والتقسيم بلا مسوّغٍ إقحامُ القاعدة الثالثة (ج) المتعلقة بألف التثنية بأنها ” ترسم ألفاً سواء وقعت في ضمير أو اسم أو فعل “. وهذا، على ما فيه من تزيّد في التفريع بلا طائل، موضعُ نظر، فالضمائرُ البارزةُ المنتهية بألف نحو (أنتما – هما) تدخل في جُملة الأسماء المبنيّة التي تقدم بيانُ قاعدتها، وألفُ التثنية أيّاً كانت علامة ً أم ضميراً ليست منقلبةً عن أصلٍ كما في أصل الألف الليّنة المتطرفة في الأسماء والأفعال، فضلاً عن أنها لا تُرسم إلاّ بصورةٍ واحدةٍ، ولذلك خلت من ذِكْرها كتبُ قواعد الكتابة إلا ما ندر وشذّ.

وظاهرٌ ما في العبارة أيضاً من تجوّزٍ بدا جليّاً في سقوط همزة التسوية قبل (وقعت) وفي استعمال (أو) بدل (أم) المعادِلَة لهمزة التسوية، وقد تكرّر نظيرُه في عِدّة مواضع. وهذا – وإن أجازه مجمع اللغة العربية بالقاهرة – هو خلافُ المشهور والأفصح وما عليه التنْزيلُ الحكيمُ وجمهورُ كلام العرب، وإن اغتُفِرَ مِثْلُه للطلبة وغير المختصين وعامّة المثقفين فلا يُغتَفَرُ لذوي الاختصاص ومَنْ فوقهم من النخبة، ولا شكّ أن المأمولَ من الهيئات العلمية المعنية بالحفاظ على اللغة العربية كالمجامع اللغوية وغيرها أن يجيء ما يصدر عنها موافقاً لأعلى الأساليب وأفصحها، إذ كانت قدوةً للناس في جميع ما يصدرُ عنها.

ج – ومثالُ التزيّد وعدمِ الدّقّة ما جاء في القاعدة (د) (ص23) المتعلقة بالألف الليّنة في الثلاثي من الأسماء والأفعال التي ترسم بحسب أصلها، فقد زيد فيها ” أو مصدر ” بعد النصّ على الاسم والفعل، وكأنه قسم ثالث، ولا يخفى أن المصدر يندرج في الاسم، وهو من أقسامه، يدلّ على ذلك الأمثلة الكثيرة التي وردت موزعّةً على الأصلين الواوي واليائي في الأفعال والأسماء دون المصدر.
د – ومثالُ التداخل مع عدم الدّقّة والنقصِ إتباعُ القاعدة السابقة ببيان طرق كيفية معرفة الأصل في الفعل، وذلك بإسناده إلى ضمائر الرفع، أو معرفة صيغة مضارعه، أو مصدره، ثم إيراد تطبيق عليها، وإتباعها ببيان معرفة الأصل في الاسم بتثنيته أو بجمعه، ثم ختمه بملاحظة تتعلق برسم الألف الليّنة في الأفعال الواوية واليائية. ومعلوم أن هذا موضوعٌ مستقلٌّ عن قواعدِ رسم الألف الليّنة طرفاً، ومثلُه يحتاج إلى عنوانٍ مفردِ عقبَ تلك القواعد، وإن كان مرتبطاً بواحدة منها، وعلى ذلك كثيرٌ من المصنّفين في قواعد الكتابة. وبنحوه إقحامُ التنبيهِ على الأفعال المشتركة بالواو والياء، والتدليلُ عليها بأمثلةٍ مختارةٍ في آخر القاعدة تحت عنوان ملاحظة(ص24) فقد كان الأولى أن تفردَ بعنوان جديدٍ مستقلّ بعد تلك القواعد، فضلاً عما وقع في العبارة من ترخّص في استعمال (أو) التي لأحد الشيئين موضعَ الواو التي للعطف، وذلك في قوله ” ثمّة أفعال تكون واوية ويائية، فتكتب بالألف أو بالياء ” لأن استعمال (أو) هنا يدلّ على أنها ترسم بأحد الوجهين لا بكليهما، كما تفيده الواو، يؤكّد ذلك إيرادُ أمثلةِ أربعةِ أفعالٍ بالوجهين معطوفةً بالواو. وأما النقصُ فظهر جلياً في قصر معرفة الأصل في الاسم على التثنية والجمع، وإغفال الردّ إلى المفرد، إن كانت الكلمة جمعاً، نحو (قُرى وقرية). ولا يخفى ما في عبارة الأصل من تجوّز ” ولمعرفة الأصل في الفعل ” بدل قولهم: ولمعرفة أصل الألف الليّنة في الأفعال المعتلة الناقصة. وفي نظيرها: ” ولمعرفة الأصل في الاسم ” في موضع قولهم: ولمعرفة أصل الألف اللينة في الأسماء المقصورة.
هـ – ومثالُ التباينِ في المنهج ما تلا القاعدة (د) بعد أمثلة الأصل الواوي واليائي في الثلاثي من الأسماء والأفعال، ثم تفصيل كيفية معرفة أصل الألف اللينة فيهما، فقد خُتم بالتنبيه على أنه ” إذا كان الاسمُ اسمَ جنس أو مصدراً يرجع إلى فعله “. فقد ورد غُفلاً من التدليل عليه بأمثلة مع مسيس الحاجة إليه في اسم الجنس خصوصاً، وعدمِ الحاجة إليه في (الاسم المصدر) لما سبق من أن معرفةَ المصدر واحدةٌ من ثلاثِ طرقٍ، يُعرف بها أصلُ الألف الليّنة في الأفعال نحو (سعى: السعي).
و – ومثالُ عدمِ الإحكام والدّقّة والحشو والزيادة ما جاء في القاعدة (هـ) (ص24) الخاصّة برسمها فيما فوق الثلاثي من الأسماء والأفعال، فقد ورد لفظها ” إذا وقعت الألف الليّنة في نهاية كلمة تجاوز ثلاثة أحرف فعلاً كانت أو اسماً رسمت في صورة الياء “. وقد كان في الوسع التعبيرُ عنها بأوجز من ذلك وأدقّ، كأن يقال في الألف الليّنة طرفاً أنها: ترسم ياءً أو على صورة الياء فيما فوق الثلاثي في الأسماء والأفعال. وليس ” في صورة الياء ” كما ورد. وبنحوه أيضاً ختمُ القاعدة وأمثلتها(ص25) بأن هذه الألف تقلب ياءً في المثنى وفيما يجمع بألف وتاء مزيدتين على صيغة جمع المؤنث السالم “. ولا يخفى أن هذا الكلام مقحمٌ بلا مسوّغٍ يقتضيه، وموضعُه معلومٌ في كتب الصرف والنحو، كما أنه ليس مقصوراً على الألف الليّنة فيما فوق الثلاثي في الأسماء والأفعال، بل ينطبق أيضاً على الثلاثي، فضلاً عمّا فيه من تكثّرٍ وإطالةٍ بدت واضحةً في النصّ على اسمين لمسمّى واحد، بما لا لبس فيه، وهو” فيما يجمع بألف وتاء مزيدتين على صيغة جمع المؤنث السالم ” وكأنهما متغايران، أو كأن الثاني صيغةٌ من الصيغ التي يرد عليها الأول.

ز – ومثالُ القطعِ لأجزاء الموضوع الواحد مع عدم الدّقّة ما ورد في ختم قواعد رسم الألف الليّنة تحت عنوان (ملاحظة)(ص25) ولفظه: ” استثناء من القاعدة السابقة ترسم الألف اللينة ألفاً إذا وقع قبل نهاية الفعل ياء ” وإتباعها بالأمثلة. وحقّ هذا الاستثناءِ أن يجيء في موضعه من قاعدة رسم الألف الليّنة ياءً في الثلاثي، إن كانت منقلبةً عن ياء، وفيما فوق الثلاثي، في الأسماء والأفعال معاً، لا في الأفعال وحدها كما ورد في القواعد والأمثلة التي تلتها، نحو(دنيا – ثُريّا – يعيا – حيّا – استحيا).ولهذا نظائر وردت في مواضع أخرى، جرى فيها فصلُ الاستثناءِ عن القاعدة، وإفرادُه متأخراً بملاحظة.

ح – ومن أمثلةِ تباينِ المنهج إيرادُ بعض استثناءات تلك القواعد عقبَ القاعدةِ وأمثلتها، كما في رسم الألف الليّنة في الحروف وفي الأسماء المبنية، وإفرادها تحت عنوان (ملاحظة) في رسمها فيما فوق الثلاثي من الأسماء والأفعال. ومعلوم ما يقتضيه المنهجُ من وجوب أن يجري الأمرُ على سَنَنٍ واحدٍ في الاستثناءات.

3 – أما النوعُ الثالثُ من الباب الثاني فقد اختصّ بالألف الليّنة في الأسماء الأعجمية(ص26-27) حيث استُهلّ بالقاعدة العامّة وما تلاها من أمثلة، جاءت موزّعةً على الحروف الأبجدية: (أ) الثلاثي وما فوقه. (ب) أسماء المدن والقرى في بلاد الشام والعراق. (ج) أسماء القارات والدول والمدن والأعلام الأجنبية. (د) الأسماء المستثناة من ذلك قديمةً وحديثةً. (هـ) استبدال القدماء التاء المربوطة بالألف في الأسماء الأعجمية في الأندلس وغيرها. ويتّجه على ما سبق الملاحظُ الآتية:
أ – تقدمت الإشارةُ في الملاحظات العامة (2) إلى خطأ اقتطاع الألف الليّنة في آخر الأسماء الأعجمية من القسم الثاني الخاص بالألف الليّنة آخر الكلمة، وجعلها قسماً ثالثاً مفرداً، مع إسقاط الإشارة إلى موضعها، وهي كلمة (آخر) من العنوان، ممّا نتج عنه تقطيعُ أوصال الموضوع الواحد بلا وجهٍ مسوّغ، وذلك في مقابل القسم الأول (الألف الليّنة في وسط الكلمة).
ب – استغرقت قاعدةُ هذا النوع وأمثلتُه وتفريعاتُها نحواً من صفحتين، وقد كان في الوسع تقديمُ ذلك في بضعةِ أسطرٍ تتضمن القاعدةَ والأمثلةَ المنضبطةَ والشاذّة في موضعها من النوع الثاني الخاصّ بأنواع الكلمات التي تقع فيها الألفُ الليّنة طرفاً، وذلك بعد حذف ما ورد حشواً أو زيادةً في المادة أو في التفريع والتقسيم بلا داعٍ، مما لا نجد نظيراً له في الكتب المعتمدة، فلا حاجة إلى التنبيه على ما جرى عليه القدماءُ في رسم الأعلام الأجنبية بالتاء المربوطة في الأندلس والمشرق والمغرب، والحديث عن قاعدة رسم الألف الليّنة طرفاً في الأسماء الأجنبية.
ملاحظات على الباب الثالث:
استغرق هذا البابُ (الزيادة والحذف في الحروف) ستَّ صفحات (ص28-33). ومعلوم أنه من الأبوابِ المهمةِ في قواعد الإملاء، وذلك لأن الكتابة العربية تحوي حروفاً تُزاد رسماً (كتابةً) ولا يُنطق بها، وحروفاً تحذفُ رسماً ويُنطق بها، وهي بنوعيها قليلةٌ جداً، تحكمُها قواعدُ مطردةٌ أو معياريةٌ خلافاً لكثيرٍ من اللغاتِ المعاصرة التي تتسعُ فيها وجوهُ التباين بين المكتوب والمنطوق به،كما سلفت الإشارةُ إلى هذا في صدر المقال. وطبيعي أن يجيء هذا البابُ في نوعين:
– النوع الأول: (الزيادة في الحروف)(ص28-29) واقتُصر فيه على مواضعِ زيادةِ حرفي: الألف والواو، وجاءت بينهما ألفُ الإطلاق(ص29) بعنوان مفرد. ويتّجه على ما ورد ثمّة جُملةُ ملاحظ:

1 – نُصّ في مستهلّ الحديث عن الزيادة في الحروف على أنه ” لا يزاد في الكتابة العربية إلاّ حرفان هما الألف والواو “. وهذا غير دقيق، لأن هاء السكت تزاد على أواخر الكلمات المنتهية بحركة بناء لازمة وجوباً أو جوازاً، وهي تٌنطق وقفاًً، وتسقط لفظاً في درج الكلام، وهذا هو الاختيار عند النحويين، وأجاز بعضهم لفظها وَقْفاً ودَرْجاً[12] نحو (فِهْ – رَهْ – مالِيَهْ – سلطانِيَهْ – لم يَرْمِهْ أو لم يرمِ). فإن اعتُذر عن إسقاطها باختلافها عن الألف والواو في الزيادة، فالجواب عنه أن ألف الإطلاق التي لا وجه لإيرادها أصلاً، لأنها تُزاد رسماً ولفظاً، قد وردت في (قواعد الإملاء) كما مضى قريباً، وهي بهذا أولى بالإسقاط من هاء السكت.

2 – اقتُصر في زيادة الألف في الفقرة (أ) على وقوعها طرفاً نهايةَ الكلمةِ في موضعين، أولهما: ألفُ التفريق بعد واو ضمير الجمع في الماضي والأمر والمضارع منصوباً ومجزوماً، وثانيهما: ألفُ الإطلاقِ نهايةَ البيتِ المنصوب الرويّ، مع الأمثلة لكلٍّ منهما. وهذا أيضاً غيرُ دقيق، ويشوبه نقصٌ غيرُ قليل، آيةُ ذلك أن هناك ثلاثةَ أنواعٍ من الألفات المزيدة لم ترد هنا في موضعها، وهي:

– الأولى: الألفُ التي تُزاد أولاً في جميع مواضع ألف الوصل (همزة الوصل) في الأفعال والأسماء و(أل) التعريف، لأنها في حقيقتها ألفٌ زائدةٌ يُتوصّلُ بها إلى النطق بالساكن بعدها، تنطقُ همزةً في البدء، وتسقطُ في الدَّرْج، وعلى هذا كثيرٌ من كتب قواعد الكتابة.
– والثانية: الألفُ التي تُزاد وسطاً في كلمة (مائة) لعلّةٍ معروفة، والعجيبُ أنها سقطت من موضعها هنا، وأُدرجت في الكلام على الهمزة المتوسطة تحت عنوان (ملاحظة)(ص13) نصّها ” كتب القدماء لفظ (مئة) بزيادة ألف قبل الهمزة (مائة) ولم يبق ثمّة ضرورة لزيادة الألف لالتزام النقط في كتابتنا اليوم خلافاً للقدماء فتكتب وفق القاعدة العامة “. وظاهر أن موضعَها في زيادة الألف وسطاً، ولا يُسوِّغُ نقلَ الحديثِ عنها إلى قواعد رسم الهمزةِ المتوسطةِ الاجتهادُ المسبوقُ بحذف الألف، وأنها تكتبُ لذلك وفق القاعدة العامّة.

– والثالثة: الألفُ التي تُزاد طرفاً لتنوين النصب، وهي على شهرتها، وكثرةِ دورانها في الكلام، وورودِها في كتب قواعد الكتابة المعتمدة في هذا الموضع، كان حظُّها الإغفالَ هنا، مع أنها أُقحمت في نهاية الكلام على الهمزة المتطرفة (ص18). يدلُّ على ذلك أنه نُصّ فيها ثمّة على زيادتها، بلفظ ” ويقتضي التنوين زيادة ألف على أواخر الأسماء المنصوبة غير الممنوعة من الصرف نكرةً كانت أو عَلَماً يقبل التنوين “. وهذا الكلام – على وروده في غير موضعه – تعوزُه الدّقّةُ والإحكام، إذ لا داعي لتفسير المراد من ” الأسماء المنصوبة ” بـ ” غير الممنوعة من الصرف نكرة كانت أو علماً يقبل التنوين ” فهو حشو، إذ تغني عنه كلمٌة واحدةٌ هي (المنوّنة) وصفاً للأسماء المنصوبة، فالنصُّ على التنوين كما هو معلوم يغني عن تقييدها بـ(غير الممنوعة من الصرف) وعن النصّ على النكرة والعلم، لأن الأصل فيهما التنوين الذي لا يكون حيث الإضافةُ والتعريفُ بـ(أل). ولا يخفى أن الإشارةَ إلى مثله تُعَدُّ من نافلة القول وفضوله، كما أن شهرتُها تغني عن التوثيق.

3 – وكذلك اقتُصر في زيادة الواو (ب) على كلمة (أُولى) وممدودها (أُولاء – أُولئك) وعلى كلمة (عَمْرو). والكلامُ في الموضعين غيرُ قائم، يشوبُه نقصٌ، وتعوزُه الدّقّة، كما أن ما صُدِّرَ بأنه ” الرأي ” في حذف واو (عَمْرو) يحتاج إلى إعادة نظر. دليلُ ذلك أن الواو تُزاد وسطاً في ثلاثِ كلمات، اقتصرت (قواعد الإملاء) على واحدةٍ منها (أُولى – أُولاء) وأسقطت (أُولو/ أُولي) بمعنى أصحاب، و(أُولات) بمعنى صاحبات، دونما مسوّغ، على شهرتهما في كتب هذا العلم، وكثرةِ ورودهما في القرآن الكريم. وأمّا زيادةُ الواو في آخر (عَمْرو) فقد كان التعبيرُ عن قاعدتها غيرَ دقيق، فضلاً عمّا صاحَبَه من اجتهاد غير صائب، واللفظُ ثمّة(ص29):” زاد القدماء الواو بعد راء اسم (عَمْرو) تفريقاً بين (عُمَر) و(عَمْرو). والرأي حذف هذه الواو والاكتفاء بوضع إشارة فتح فوق العين فنكتب (عَمْر) “. وذلك لأن زيادةَ الواو في كلمة (عَمْرو) مقيّدةٌ بحالتي الرفعِ والجرِّ دونَ النصبِ مع التنوين بضوابطَ معروفةٍ مشهورة، وجميعُ ذلك لم يُشَرْ إليه، مما جعل حكايةَ قاعدتها مسرفةً في التعميم، وبعيدةً عن الدقّة العلمية ولغةِ التخصص.

نحوه الاجتهادُ الذي تصدّر بـ ” والرأي ” الذي يدلّ مُعَرَّفاً بأل على أنه الصواب، مستبعداً غيرَه من آراء، على ما فيه من مخالفةٍ للمشهورِ والشائعِ من قواعد الكتابة وأصولِ الأقدمين التي نصّت (قواعد الإملاء) في التقديم على شديدِ حرصها عليها، فضلاً عمّا فيه من تضحيةٍ بميزةٍ جليلةٍ تختصُّ بها العربيةُ دونَ كثيرٍ من اللغات الأخرى، وهي ميزةُ الاقتصاد في الكتابة العربية، إذْ تقتصرُ لغتُنا في الأصل والأعمِّ الأغلب على كتابة حروف المدّ (المصوّتات الطويلة) دون الحركات (المصوّتات القصيرة) إلا لداعٍ يقتضي الضبطَ بالشكل كُلّيّاً أو جُزْئيّاً.

أحسب أن الاجتهادَ بحذف الواو والضبطِ بإثبات حركتين: فتح العين وسكون الميم (عَمْر) لا يحلّ مشكلةً، ولا ييسّر صعباً، كما أنه لن يُغري أحداً بالأخذ به، والعدولِ عما جرت به الأقلامُ، وألِفَه العامُّ والخاصُّ، وذلك لأمور، أظهرها ما في لغة هذا ” الرأي ” من مجافاةٍ للدّقّة العلمية وعدولٍ عن المصطلحات المشهورة إلى كلام عامّ، ينأى عن لغة التخصص، تجلى في التعبير عن الضبط بالشكل بفتح العين وسكون الميم في (عَمْر) باللفظ ” والاكتفاء بوضع إشارة فتح فوق العين”. أعتقد أن استعمالَ مصطلح (إشارة فتح) في موضع (حركة الفتح) مبتدعٌ وغير مسبوق.

4 – جرى إفرادُ ” ألف الإطلاق ” بعنوان بالحرف الأسود الفاحم وسط السطر(ص29) ما بين الحديث عن زيادة الألف وزيادة الواو، وكأنها موضوعٌ مستقلّ، دون أيّ مسوّغ لهذا الإفراد، لأنها فرعٌ عن زيادة الألف التي اقتُصر فيها على موضعين: الألف التي تلي واو ضمير الجمع، وألف الإطلاق.

– النوع الثاني: اختصّ هذا النوعُ بالحروف التي تُحذف في الكتابة، غير أن العنوان ثمّة اقتصر على كلمة ” الحذف ” واستغرق نحوَ أربعِ صفحات(ص30-33). ويتّجه عليها جُملةُ ملاحظَ، تؤولُ إلى عدمِ الدّقّة، والنقصِ، والحشوِ، والأخطاءِ العلمية والمنهجية، يمكن إيجازُها فيما يلي:
1 – استُهلّ الحديث عن (الحذف) بأنه ” يقع الحذف في مذاهب القدماء في حرفين فقط، هما الألف والواو “. وهذا القطعُ بقصر الحذف على حرفين منسوباً إلى مذاهب القدماء لا يُسلّم به، فهناك حروفٌ أخرى يقع فيها الحذفُ لدى القدماء والمحدثين، أشهرُها حرفان، هما:
– (أل) التعريف: وذلك في نوعين من الكلمات، أولاهما: الأسماءُ المبدوءة باللام إذا دخلت عليها (أل) ثم دخل عليها لامٌ مكسورة أو مفتوحة، نحو: لَلَّبَنُ – لِلَّبَنِ، لَلَّحْمُ – لِلَّحْمِ، لَلَّيْلُ – لِلَّيْلِ. وثانيهما: الأسماءُ الموصولة التي تكتب بلامين إذا دخلت عليها لامٌ مكسورة أو مفتوحة، نحو: لَلّذانِ – لِلَّذَيْنِ – لَلَّتانِ – لِلَّتَيْنِ – لَِلَّائي…
– النون: تُحذف كتابةً أو رسماً في مواضع، أشهرها وأصحّها[13]:
* من حرفي الجرّ (مِنْ) و(عَنْ) إذا دخلتا على (ما) و(مَنْ) مثل: مِمّا وعَمّا ومِمّنْ وعَمّنْ.
* من (إنْ) الشرطية إذا اتصلت بـ(لا) النافية، أو (ما) الزائدة، مثل: {إلاّ تَنْصُروه فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ}[الأنفال73] و{إمّا يبلغَنَّ عِنْدَكَ الكِبَرَ أحدُهما أو كلاهما}[الإسراء23].
* من (أنْ) المصدرية إذا جاءت بعدها (لا) زائدةً أو نافيةً، مثل: {قالَ ما مَنَعَكَ ألاَّ تَسْجُدَ إذْ أمَرْتُكَ}[الأعراف12]. ويجب ألاّ تتأخَّرَ.
2 – اشتمل الحذف الأول ” حذف الألف “(ص30-33) على جمع للمواضع التي تُحذف فيها الألفُ موزعّةً على أرقامٍ تسعةٍ، تخللتها بعضُ الاجتهادات، الثلاثةُ الأولى منها لمواضع مشهورة تُحذف فيها همزةُ الوصل، ولذلك توردها بعضُ كتب قواعد الكتابة في الحديث عن أحكام حذف همزة الوصل، واثنتان (الرابعة والتاسعة) لحذف الألف وسطاً، والأربعة الباقية (الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة) لحذف الألف طرفاً. ويتّجه على ما ورد ثمّة ملاحظُ مختلفةٌ من عدم الدّقّة، والنقصِ، وعدمِ التفريق بين مواضع حذف الألف أولاً ووسطاً وطرفاً، وكذلك بين مواضع الحذف الواجب والجائز، ومن الخلطِ بين الرسم القرآني والرسم الكتابي المعاصر، والتجوّزِ في التعبير عن بعض تلك المواضع. بيانها فيما يأتي:
أ – جاء التعبيرُ عن قاعدة حذف الألف من كلمة (ابن) غيرَ دقيق، فقد عُزي الحذفُ فيها إلى القدماء والمحدثين، وتضمّن بعضَ شروطها، ثم تلتها الأمثلةُ متبوعةً بشرطٍ آخر(ص30) واللفظ ثمّة ” تحذف في الكتابة لدى القدماء والمحدثين ألفُ (ابن) إذا وقعت هذه الكلمة مفردة بين علمين على ألاّ يفصل بينهما فاصل “. أرى إعادةَ النظر في تحرير القاعدة، وذلك بحذف النصّ على نسبة هذا الحذف إلى القدماء والمحدثين، لأنه لا يضيفُ جديداً، إذ كان معظمُ قواعد الكتابة يوافق منهجَ الأقدمين أو أصولهم، ومثلُه يصحُّ إثباتُه عندما تتفرد القاعدةُ بوقوع الاتفاق فيها بين القدماء والمحدثين، وهذا ما دعا كتبَ العلم إلى عدم الإشارة إليه إلاّ لداعٍ يقتضيه؛ وكذلك بحذف شرط عدم الفصل بينهما، كيلا يُتوهّم أن التعريفَ استغرق الشروطَ، كأن يقال مثلاً: تُحذف الألفُ من كلمة (ابن) إذا وقعت بين علمين صفةً مفردةً. ويمكن أن يُشار بعد الأمثلة إلى شروطٍ أو إلى ضوابطَ أخرى لحذفها، كما يُشارُ إلى أن ما يقال فيها ينطبق على مؤنثها (ابنة).
ب – ومن أمثلة عدم الدّقّة والحشو بلا داعٍ ما ورد في نهاية قاعدة حذف الألف من (أل) التعريف إذا سبقت باللام مفتوحةً أو مجرورةً(ص31)، فقد خُتم بالنصّ على ما يندرج في القاعدة، مع خلطٍ بحذفٍ آخرَ ذي قاعدةٍ أخرى، ولفظه ثمّة ” وتحذف كذلك من أسماء الموصول المبدوءة باللام إذا سُبقت بلام، فنكتب: هذا الكتاب لِلّذي أتاك. لِلّذَيْنِ أتياك. الثواب لِلّذِيْنَ آمنوا “. وظاهر أن هذا الكلامَ لا حاجةَ إلى إيراده، وذلك لأن القاعدةَ السابقة له تستغرقُ حذفَ الألف من (أل) التعريف في كلّ اسم دخلت عليه، أو يبدأ بها، أو جاء مُحلّى بها، أيّاً كان نوعُ هذا الاسم، موصولاً أو غيرَ موصول. ومعلوم أن جميعَ الموصولات الخاصّة (الذي والتي وفروعهما) تلزمها (أل) التعريف فلا تحتاج إلى تقييد الأسماء الموصولة بـ(المبدوءة باللام). وأما الخلطُ فيظهر في إيرادِ دخول اللام على الاسم الموصول المثنّى الذي يكتب بلامين هنا ” لِلّذَيْنِ أتياك ” لأنه من بابةٍ أخرى، ولا يصحُّ إثباتُه هنا، فقد حُذف منه حرفان هما: الألف واللام، يعني (أل) كاملة، وبقيت اللام الثانية واللام الداخلة عليها، وقد مضى التنبيهُ على سقوطه من قسم الحذف قريباً.
ج – وكذلك جاء التعبيرُ عن الموضع الثالث لحذف الألف غيرَ دقيق، ولفظه (ص31): ” تحذف الألف من كلمة (اسم) في البسملة فقط: بسم الله الرحمان الرحيم، وتثبت في الأحوال الأخرى، فنكتب: باسمك اللهم. الرئيس يتحدث باسم مرؤوسيه “. وذلك لأن النصّ على أن موضعها في البسملة، يعني نفي ما سواها، بما يغني عن الحصر بـ(فقط)، ولو وُصِفت البسملة بـ(التامّة) لكان أولى. وبنحوه التعبيرُ عن ثبوتها في غير البسملة بـ ” الأحوال الأخرى ” فهي ليست أحوالاً، بل هي صيغٌ للبسملة غير التامّة وغيرها.ومما يلتحق بما سبق ما جاء من مخالفة المتقدمين والمحدثين في كتابة كلمة ” الرحمن ” في البسملة التامّة بإثبات الألف، فهذا غير جائز، وإن وافق اجتهادُ (قواعد الإملاء) إثباتَ الألف في (الرحمن) وأشباهها، فهو مقصورٌ على الأعلام، أمّا رسمها في البسملة التامّة فله حكمٌ خاصٌّ.
د – وكذلك شاب التعبيرَ عن الموضع الرابع لحذف الألف غيرُ قليلٍ من مجافاةِ الدّقّة، وتنكُّبِ الصواب، والخلطِ بين قضايا من موضوعات مختلفة، ولفظه ثمّة (ص31): ” في الكتابة الموروثة عن القدماء وفي رسم القرآن حُذفت الألف المتوسطة في طائفة من أسماء الأعلام وفي الأحرف التي تقع في أوائل السور القرآنية، واستعملت فيما بعد أسماء للأشخاص، ومنها: الله، الرحمن، طه، يس، الحرث (الحارث)، ملك (مالك)، إسمعيل، إبرهيم، إسحق، هرون، وغيرها. والرأي إثبات هذه الألف في جميع هذه الأسماء، باستثناء لفظ الجلالة، وفي لفظ (طه) لشيوع كتابتهما بهذه الصورة: الرحمان، ياسين، الحارث، مالك، إسماعيل، إبراهيم، إسحاق، هارون، وغيرها “. ويتّجه على ذلك ملاحظُ، منها:
– معلوم أن الرسمَ القرآنيّ أو خطّ المصحف لا يُقاس عليه، وهو أحد أنواعٍ ثلاثةٍ للكتابة العربية، ثانيها الكتابةُ العروضية التي تُصَوّرُ المنطوق به، وهذان الخطّان – كما هو مشهور – لا يُقاس عليهما، وثالثها الكتابةُ العادية أو المعاصرة التي هي موضوع البحث وقواعد الكتابة أو الإملاء، لذا لم يكن صائباً النصُّ على حذف الألف المتوسطة في الرسم القرآني في طائفةٍ من أسماء الأعلام، وفي الأحرفِ التي تقع في أوائل السور القرآنية، وأنها استُعملت فيما بعد أسماءً للأشخاص. ولو اقتُصر على ما صُدِّر به الحذفُ الرابع ” في الكتابة الموروثة عن القدماء ” لكان أولى، على ما في هذا التعبير من خروجٍ عن المألوف، ونأيٍ عن الدّقّة، لأن التعبيرَ عن مذاهب الأقدمين أو مقالاتهم أو مناهجهم أو طرائق الكتابة لديهم بـ ” الموروث عن القدماء ” غيرُ مناسبٍ من وجوه، يقدُمها أن الموروثَ يشمل الغثَّ والسمينَ، والرديءَ والجيدَ خلافاً للمذاهب أو المقالات أو المناهج التي تحوي صواباً يحتملُ الخطأ.
– يتصل بما سبق من عدم الدّقّة ما سلف من تصدير أمثلة أسماء الأعلام بـ ” الله، الرحمن ” بعد النصّ على أنها ” استُعملت فيما بعد أسماءً للأشخاص، ومنها:.. ” وظاهر أن في العبارة سهواً، لأن لفظ الجلالة – كما هو معلوم – خاصّ به سبحانه وتعالى، والأصل في حذف الألف من (الرحمن) أن تكون معرفة بـ(أل).
– تشترك الأمثلةُ المتقدّمةُ في حذف الألف منها وسطاً، بيد أنها ليست جميعاً على درجةٍ واحدة، كما أن حذفَها ليس موضعَ اتفاقٍ لدى المصنّفين، إذ كان أغلبُها لا يُثبت حذفَ الألف وسطاً في أكثر الأمثلة، لأن مَنْ أوردها منهم تابع فيها الرسمَ القرآني الذي لا يُقاس عليه فيما خالف فيه قواعدَ الكتابة، وإن كان موافقاً لها في معظمه. وأكثر كتب قواعد الكتابة تقتصرُ على إيراد بضع كلماتٍ مشهورة، وقع فيها حذفُ الألف وسطاً وجوباً، هي (الله – إله – الرحمن – السموات – لكنّْ – أولئك – طه). أما الأعلامُ الأخرى التي ذُكر بعضُها وغيرُها من الأسماء التي جرى بعضُ الأقدمين على حذف الألف منها وسطاً فهي كثيرة، وثمة اختلافٌ بينهم في حذفها، وقوعاً أو عدماً، ووجوباً أو جوازاً، وفي دواعيه أيضاً[14]. والأمرُ في الكتابة المعاصرة على خلافه.
هـ – اختصّ الموضعُ الخامسُ بحذف الألف طرفاً من (ها) التنبيه في مجموعة من الكلمات، ثم بالتنبيه على ثبوتها في غيرها دونَ إشارةٍ إلى قاعدةٍ تنتظمُ أمثلةَ هذا الحذف، واللفظ ثمّة (ص32) ” حذفت الألف في الكتابة السائدة حتى اليوم من (ها) التنبيه في الألفاظ الآتية: هؤلاء، هذا، هذه، هذان، هأنذا، هأنتم. ولا تحذف في: هاته، ها هنا “. وظاهر ما في التعبير عن الحذف من قصور سببُه العدولُ عن القاعدة الناظمة إلى الاقتصار على الأمثلة التي يقع فيها الحذفُ، والتي لم يقع فيها، ولا شكّ أن حاجةَ القارئ إلى القاعدة أكبرُ من حاجته إلى الأمثلة وحدها، وقد كان الأولى أن تُسبق الأمثلةُ بالقاعدة المشهورة، نحو: تحذف الألف طرفاً من (ها) التنبيه إذا دخلت على اسم إشارة، ليس مبدوءاً بتاء، ولا بهاء، وليس بعده كاف. أما الأمثلة التي أوردتها (قواعد الإملاء) فقد شابها نقصٌ، إذ سقط منها المثالُ الثالث على عدم حذف الألف مع اسم الإشارة المبدوء بالتاء (هاتان – هاتين) أحسب أنه لو ذكرت القاعدة لكان فيها منبهةٌ على هذا السقط، فضلاً عن أن الأمثلةَ المذكورة جمعت بين أسماء الإشارة والضمائر التي تباشرها (ها) التنبيه، وقد كان الأولى الفصلُ بينهما، وذلك لأن حذف الألف من (ها) التنبيه مع أسماء الإشارة أقوى وأشيع وألزم خلافاً لحذفها مع الضمائرِ المبدوءةِ بهمزة، فهو إلى الجواز أدنى منه إلى الوجوب في الكتابة المعاصرة.
و – وأما الموضعُ السادسُ فقد خُصّص لحذف الألف طرفاً من (ذا) الإشارية إذا اتصلت بلام البعد متبوعةً بالأمثلة، تلاها التنبيهُ على عدم حذفها إذا تلتها لامُ الجرّ مكسورةً أو مفتوحةً، ثم الأمثلة الموضّحة (ص32). والحق أن ما سبق كان إلى الدّقّة أقرب لولا أن أمثلة القاعدة لم تجاوز ثلاثَ كلمات، اقتصرت على الإشارة للمذكر مفرداً ومثنى ومجموعاً. وقد وددتُ أن تستغرق الأمثلةُ أسماءَ الإشارة للمؤنث أيضاً (ذلِكِ، ذلِكما، ذلِكُنَّ) انسجاماً مع منهج (قواعد الإملاء) في استقصاء الأمثلة، ومنعاً لما قد ينشأ من لبس لدى القارئ بأن القاعدةَ تقتصرُ على ما ورد من أمثلة، وأن يشتمل التنبيهُ، إضافةً إلى ثبوت الألف إذا وليتها لامُ الجرّ، على صورة أخرى تثبت فيها الألفُ، وذلك إن اتصلت (ذا) الإشارية بكاف الخطاب دون لام البعد، مثل: ذاكَِ، ذاكما، ذاكم، ذاكنَّ. وكلاهما مما نجده في كثير من كتب قواعد الكتابة.
ز – استقلّ الموضعُ السابعُ بحذف الألف من (ما) الاستفهامية إذا سبقت بحرف جرٍّ متبوعةً بأمثلة، والتعقيب بأن الكلمتين حرف الجر و(ما) يصيران كالكلمة الواحدة (ص32). وهذا حسن، لكنْ يعوزه التنبيهُ على شرطٍ في (ما) لا بُدّ منه، ولا يتحقق حذفُ الألف منها إلاّ بانتفائه، وهو ألاّ تُركَّب (ما) مع (ذا)، فإن رُكِّبت فلا تُحذف ألفُها، مثل: لماذا؟ بماذا؟
ح – وآخِرُ مواضعِ حذف الألف طرفاً كان الموضعُ الثامن(ص32-33) الذي نصّ على أنه ” جرى بعض القدماء على حذف ألف النداء (يا) إذا اتصلت باسم علم مبدوء بالهمزة، نحو: يأسعد. أو إذا سبقت لفظ (أي) نحو: يأيّها الناس، يأيّتها المرأة. والرأي إثبات الألف في جميع هذه المواضع مشاكلةً للنطق، فنكتب… “. ويتّجه على ما سبق ملاحظُ، منها:
– تصدير القاعدة بالعزو إلى ما جرى عليه بعضُ القدماء من حذف ألف (يا) الندائية، وحصرها في موضعين: اسم علم مبدوء بهمزة، وإذا سبقت لفظ (أيّ) وكذلك صياغتها = كان غيرَ دقيق، ويشوبه نقصٌ، ويحتاج إلى إعادة نظرٍ وتحريرٍ؛ وذلك لأن نسبتَه إلى بعض القدماء تعني أنه موضعُ خُلْف بينهم لا موضع اتفاق، وفيه إلى ذلك جمعٌ بين موضعي حذفٍ للألف من (يا) الندائية مختلفين في حكم الحذف، والدّقّةُ تقتضي أن يُفرّق بينهما، أو أن يُشار إلى أن حذفَها مع الأعلام المبدوءة بالهمزة جائز لا واجب[15]. أعتقد أن الشروطَ المتقدّمة في تصدير (قواعد الإملاء) والغايةَ المتوخّاة من وضعها بأن تكون قواعدَ موحّدةً معياريّةً، تأخذُ طريقَها إلى الشيوع، ويلتزمها الناسُ على اختلاف بلدانهم وطرائقهم، لا يناسبها منهجاً وتطبيقاً إيرادُ ما كان موضعَ اختلافٍ بين الأقدمين أو المعاصرين، بل يناسبُها اعتمادُ ما كان موضعَ اتفاقٍ أو إجماع.

– ويظهر عدمُ الدّقّة في إغفالِ التنبيه على أن حذفَها مع اسم العلم جائزٌ، وأنه ليس على إطلاقه، بل مشروطٌ بأن يكون العلمُ غيرَ ممدود، وزائداً على ثلاثة أحرف، ولم يُحذف منه شيءٌ، فلا تُحذف في مثل: يا آدم، ياإسحق. كما يبدو أيضاً في إسقاط الكلمة الثالثة من الموضع الثاني لحذفها، وهي لفظة (أهل) لأن كتبَ قواعد الكتابة تنصُّ على حذف الألف من (يا) الندائية مع هذه الكلمات الثلاث، فالحكم فيها واحدٌ، ولا وجهَ لإيراد اثنتين منها وإهمالِ الثالثة كما رأينا.

3 – وقد خُتم قسمُ (الحذف) بالحديث عن الحرف الثاني الذي يقع فيه الحذفُ، وهو حرف الواو (ص33) الذي جاء في ستة أسطر، حوت القاعدةَ والأمثلةَ والرأيَ في هذا الحذف، ولفظه ثمّة “حذف القدماء في كتابتهم واو المدّ في طائفة من الألفاظ إذا وقع قبلها واو كراهية توالي الأمثال. أمثلة: داوُد، طاوُس، راوُق، ناوُس. والرأي إثبات الواو في جميع هذه الألفاظ مشاكلةً للنطق، فنكتب: داوود، طاووس، راووق، ناووس”. وعلى ذلك ملاحظُ تؤول إلى عدم الدّقّة والخلطِ بين أمثلة بينها فرقٌ من بعض الوجوه:

– أمّا عدمُ الدّقّة فيظهر في نسبة حذف واو المدّ وسطاً في تلك الألفاظ إلى القدماء في كتابتهم معللاً بكراهية توالي الأمثال. وليس الأمرُ كذلك، لأن حذفَ الواو في تلك الأمثلة، ليس موضعَ اتفاقٍ حتى يُنسبَ إلى القدماء، فقد نصّ الحريريّ على أنه مذهب الاختيار عند أهل العلم[16] ونقل السيوطيّ عن أبي حيان تجويزَ بعضهم كتابةَ الواوين على الأصل، وأن ابن الصائغ اختاره، والقياسُ خلافه كراهةَ اجتماع المثلين[17]. وهذا يدل على أن ” الرأي ” الذي أدّى إليه الاجتهادُ بإثبات الواو فيها، وإن اختلف وجهُ العلّة، فغدا مشاكلةَ النطقِ بدلَ كراهةِ توالي المثلين، ليس جديداً كما توحي بذلك دلالتُه وصياغتُه، بل هو وجهُ أجازه بعضُ الأقدمين، واختاره ابنُ الصائغ من أعلامهم، ولم يقتصر هذا على القدماء بل نصّ على مثله بعضُ المصنّفين من المحدثين[18].
– ويتجلّى الخلطُ بين الأشياء المختلفة من بعض الوجوه في الجمع بين أربعةِ أمثلةٍ متباينةٍ في درجة الحذف وعِلّته، وذلك لأن أكثرَ كتب قواعد الكتابة تقتصرُ على المثالين الأولين (داوُد – طاوُس) لاشتراكهما في العلّة، وهي الشهرة[19] وبعضُ مَنْ زاد عليهما كلمتين أو ثلاثة من هذه (ناوُس – راوُق – هاوُن) نبّه على أنه حذف جائز تخفيفاً أو كراهةَ اجتماع المثلين[20].
ملاحظات على الباب الرابع:
جمع البابُ الرابعُ بين موضوعين مختلفين من مواضيع قواعد الكتابة المشهورة التي يستقلّ كلّ منها بباب في جميع كتب هذا العلم، وهو أمرٌ غريب، لا سابق له، ولا مسوّغ من صلةٍ أو نسبٍ بينهما. ويتّجه على كلٍّ منهما ملاحظُ مختلفةٌ، سترد موزّعةً عليهما تباعاً.
أولاً: الفصل والوصل
أمّا أولهما فجاء موسوماً بـ(الفصل والوصل) وتضمّن أحكاماً كثيرةً تتعلّق بما يوصلُ بغيره من الكلمات، جاءت موزّعةً على تسعِ قواعدَ في نحو صفحتين ونصف(ص34- 36). وقد استُهلّت بالقول ” الأصل في الكتابة أن يستقلّ كلّ لفظ بنفسه، إلاّ أن ثمّة حالات يتصل فيها الاسم أو الفعل أو الحرف بما قبله أو بما بعده وفقاً للقواعد الآتية.. “. ويتّجه على ما ورد في هذا الباب جُملةُ ملاحظَ مختلفة، تتعلّق بالمنهج، وعدمِ الدّقّة، والنقصِ، والحشو، والخلطِ بين أشياء متباينة من بعض الوجوه. يمكن إيجازُها فيما يأتي:

1 – أغفلت (قواعدُ الإملاء) تعريفَ كلٍّ من مصطلحي الفصل والوصل في مستهلّ الباب بما يحدّد معناهما أو دلالتهما، وهذا خلاف ما يقتضيه المنهجُ العلمي، وما درج عليه أصحابُ كتب قواعد الكتابة، إذ ليس كلُّ قارئٍ عالماً بمدلول عناوين الأبواب على نحوٍ دقيق. أما تعريفُهما فالوصلُ: جَعْلُ كلمتين فأكثر بمنْزلة كلمة واحدة، والفصلُ: كتابةُ الكلمة منفردةً أو مستقلّةً عمّا قبلها وعمّا بعدها. وأهمّ مما سبق عدمُ الإشارةِ من قريبٍ أو بعيدٍ إلى القاعدة العامّة التي تُعَدّ معياراً يميزُ ما يُكتب مفصولاً ممّا يُكتب موصولاً بغيره من الكلمات، على شهرتها وأهمّيّتها وسهولتِها وكبيرِ الحاجة إليها،. وهي أن كلّ ما يصحُّ الابتداءُ به والوقفُ عليه يجب أن يُكتب مفصولاً عن غيره، وهو الأصلُ في الكتابة العربية، وكلّ ما لا يصحُّ الابتداءُ به، أو الوقوفُ عليه، يجب أن يكتب موصولاً بغيره[21].

2 – وبنحو ما تقدم إغفالُ (قواعد الإملاء) لأنواع الكلمات التي تكتب مفصولةً، ولأنواع الكلمات التي تكتب موصولةً، وهما على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية، إذ يجمعان الأشباهَ والنظائرَ في قواعدَ معدودةٍ، تستغرقُ ما لا يُحصى من الأسماء والأفعال، وهو ما حرص عليه كثيرٌ من مصنّفي قواعد الكتابة على تفاوتٍ فيما بينهم في المنهج[22]. ولا يغني عنه ما ورد في (قواعد الإملاء) من “حالات يتصل فيها الاسم أو الفعل أو الحرف بما قبله أو بما بعده وفق القواعد الآتية ” وهي تسعُ قواعدَ مضت الإشارةُ إليها، وسيرد تفصيلُ الحديث عنها، لأنها اقتصرت على أحكام الوصل فيما حقُّه أن يكتبَ منفصلاً من الأدوات ذوات الأحكام الخاصّة، وهي (مَنْ، ما، لا، إذْ، ذا [ مع حبّ ]) متبوعةً بما سُمّي (ضمائر الوصل).

أمّا ما يكتب مفصولاً لصحّة الابتداء به والوقف عليه فهو: الأسماء الظاهرة، والأفعال، والضمائر المنفصلة، والحروف الموضوعة على حرفين فأكثر. وأمّا ما يكتب موصولاً، فهو أحد نوعين، أولهما: ما لا يصحُّ الابتداءُ به، فيجب وصلُه بما قبله، وهو: نونا التوكيد، وعلاماتُ التثنية والجمعُ السالم مذكراً ومؤنثاً، والضمائرُ البارزة المتصلة بأنواعها رفعاً ونصباً وجراً، وتاءُ التأنيث. وثانيهما: ما لا يصحُّ الوقفُ عليه، فيجب وصلُه بما بعده، وهو: حروفُ المعاني المفردة (الموضوعة على حرف واحد) والمركّبُ تركيباً مزجياً، وما رُكّب مع المئة من الآحاد، ولفظُ (أل) والظروفُ المضافة إلى (إذْ). وظاهر مما سلف أن كُلاً من النوعين يجب وصلُه لأنه لا يستقلّ بنفسه في النطق، والكتابة – كما هو معلوم – على تقدير الابتداء بالكلمة والوقف عليها.

3 – مضت الإشارةُ إلى أن القواعدَ التسعَ تضمّنت حالاتٍ يتصل فيها الاسمُ أو الفعلُ بما قبله أو بما بعده، وهذا يدلّ على أنها اقتصرت على أحكام الوصل دونَ الفصل إلاّ في القليل الذي اقتضى التنبيه عليه. وفي هذا قدرٌ من النقص، وإن كنا نعلم أن الأصلَ هو الفصلُ، وأن الوصلَ أكثرُ حاجةً إلى البيان والتفصيل. أمّا القواعدُ التسعُ فقد جمعت بين كلماتٍ تندرجُ فيما يوصل من الكلمات، لأنه لا يُبتدأ بها، وهي القواعدُ ذوات الأرقام (1 و2 و9) يقابلها تباعاً (إذْ، ذا، ضمائر الوصل) وقد كان يغني عن إيرادها إثباتُ أنواعِ ما يكتب موصولاً من الكلمات. وانفردت القواعدُ الستُّ الباقيةُ بأحكام وصل الأدوات الخاصّة (مَنْ، ما، لا) على تفصيل يبيّن ما شابها، سيرد قريباً.

4 – تكرّر في نهاية القواعد (3 و4 و7، و8) الخاصّة بالأدوات (مَنْ، ما، لا) عبارةٌ جاءت شِبْهَ لازمة، لفظها “وتراعى عند الوصل في هذه الأحوال قواعد الإدغام” أو “مع مراعاة قواعد الإدغام ” أو “في حالة الإدغام”. وذلك عندما تُوصلُ هذه الأدوات بـ(مِنْ، عَنْ، أنْ، إنْ) وهذا حشوٌ لا داعي له، لأن ما يطرأ من تغييرٍ على رسم الكلمة في تلك الأدوات لدى اتصالها بأحد هذه الحروف، هو موضوعُ بابٍ آخَرَ من أبواب قواعد الكتابة، وهو حذفُ النون (رسماً أو كتابةً) من باب الحذف والزيادة، وأكثرُ كتبِ هذا العلم على ذلك. وأمّا مَنْ يُسمّي ذلك إدغاماً فقد أصاب في علمي التجويد والصرف، لأن الإدغامَ وأحكامه، وما يجري فيه من إبدالِ الحرف الأول حرفاً من جنس الحرف الثاني، ثم إدغامه فيه، هو من موضوعات هذين العِلْمين، ولكنه جانب الصوابَ في قواعد الكتابة، لأن الإدغام ليس من أبواب هذا العلم، ولا من موضوعاته، ولو كان في إثبات مثله فائدةٌ في هذه المواضع لما أغفلتها كتبُ قواعد الكتابة.

5 – اختصّت القاعدةُ الثالثةُ بـ(مَنْ) وأنها ترد استفهاميةً وموصولةً، وتوصل بحرفي الجرّ (مِنْ – عَنْ). وهذا على الجُملة صحيح، وهو الغالبُ في الاستعمال، ولو استُقصيت حالات (مَنْ) أو أنواعها، وما يتصلُ بها من الحروف، لجاء الكلام أدنى إلى الدّقّة والاستيفاء. وذلك لأن ما يدخل عليها من حروف الجرّ هو ستة أحرف (مِنْ – عَنْ – في – الباء – اللام – الكاف) نحو: مِمّنْ – عَمّنْ – بِمَنْ – لِمَنْ – فيمَنْ – كَمَنْ. ومعلوم أن أشهرها (مِنْ – عَنْ) ولهما أحكامٌ مختلفةٌ عند اتصالهما بـ(مَنْ) هي: حذفُ النون رسماً، وإبدالُها ميماً، ثم إدغامُها في الميم الثانية كما سبق. كذلك لا يقتصر الأمرُ على نوعي (مَنْ) الاستفهامية والموصولية المشهورين، فهناك نوعان آخران، هما (مَنْ) الشرطية التي توصلُ بحروف الجرّ مع ما لها من حُكم الصدارة، مثل: مِمّنْ تتعلّمْ أتعلّمْ. وعَمّن تصفحْ أصفحْ. و(مَنْ) الموصوفة: نحو: عجبت مِمّنْ مُحِبٍّ لك يضرُّك. أي: من رجلٍ محبٍّ. وسنرى في الملاحظة التالية حرصَ (قواعد الإملاء) على إيراد هذا المعنى في الأداة (ما) على قلّته.

6 – كانت (ما) أوفرَ الأدواتِ حظّاً من القواعد، فقد استقلّت بأربعٍ منها، هي (4 و5 و6 و7). أمّا القاعدةُ الرابعةُ فكانت خاصّةً بـ(ما) الاستفهامية والموصولية والنكرة الموصوفة. ويتّجه على ما ورد ثمّة ملاحظ:

أ – اقتُصر في صياغتها على أنها ” توصل (ما) الاستفهامية بحرف الجر الذي يسبقها في حالة الإدغام ” واقتُصِرَ في المثال على حرف الجرّ (عن) ولم يُنصّ على ما يتصل بها من حروف الجرّ وهي: (مِنْ – عَنْ – في – إلى – حتّى – على – كي) نحو: مِمَّ؟ عَمَّ؟ فيمَ؟ إلامَ؟ حتّامَ؟ علامَ؟ كيمَهْ؟ لِمَ؟ ولِمَهْ؟ كذلك لم يُنصّ على حذف الألف منها كما سبق في مواضع حذف الألف طرفاً. وأمّا تقييدُ وصلها بحرف الجرّ في حالة الإدغام فحشو، لا داعي له، فضلاً عن أنه لا يصحّ إلاّ في الحرفين الأولين (مِنْ – عَنْ) كما هو واضح.
ب – تضمّن الشطرُ الثاني من القاعدة نفسها أحكامَ وصل (ما) الموصولة والنكرة الموصوفة. على أن صياغتها لم تكن دقيقةً، ولم تخلُ من الخطأ، واللفظ ثمّة (ص35) ” وكذلك وصل (ما) سواء أكانت موصولة أم نكرة مقصودة بحروف الجر التي تسبقها مع مراعاة قواعد الإدغام، نحو: أبحث عمّا يمكنني عمله. وتوصل كذلك في كلمة (لا سيّما) “. وظاهر ما في النصّ من خطأ في موضعين: (وصل) في موضع (توصل)، و(مقصودة) بدل (موصوفة)، ومن مجافاة للدّقّة والنقص، وذلك يتجلّى في قصر ما يتصل بـ(ما) على حروف الجرّ، والصواب أنها توصل بالكلمات (مِنْ – عَنْ – في – سِيّ – نِعِم بكسر العين) مثل: سُررتُ ممّا عملتَه. اسألْ عمّا يعنيك. فكّرت فيما سمعت. يحبّ الناسُ الدنيا لا سيّما المال. {إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُم بِهِ}[النساء58]. ولا يخفى أن الدّقّةَ العلميةَ تقتضي أن يُجمع الحديثُ عما يوصل بـ(ما) في مكان واحد، تليه الأمثلة، ولو تحقق ذلك لأغنى عن استدراك وصلها بـ(لا سيّما) بعد المثال.
ج – استقلّت القاعدةُ الخامسةُ بـ(ما) المصدرية، ونُصّ على أنها تتصل بالظرف الذي يسبقها: حينما، ريثما، وقتما، وكُلّ (منصوبةً على الظرفية). وهذا صحيح إلى حدٍّ ما، لكن يشوبُه نقصٌ في موضعين، وفيه زيادة، وذلك يبدو واضحاً في قصر ما توصل به (ما) المصدرية على هذه الظروف الأربعة، لأن الذي عليه كتبُ قواعد الكتابة أنها توصل بـ(ريث، حين، مِثْلَ، قَبْلَ، كُلّ الظرفية) وقيل: الوصل والفصل جائزان في (ريثما ومِثْلما)[23]. وعلى هذا فالناقصُ من الكلمات التي توصل بها (ما) المصدرية كلمتان، هما: (قبل – مِثْل) والمقحمُ فيها (وقت). ولم أر – فيما رجعت إليه من المراجع – مَنْ ذكرها من المصنّفين. وأكبر من هذا نقصٌ آخر، وهو إغفالُ اتصالها بالحروف المفردة وضعاً، مثل الباء في: {سَلامٌ عَلَيْكُم بما صَبَرْتُم}[الرعد24] والكاف في {آمِنُوا كما آمَنَ الناسُ}[البقرة13] واللام في: أكبرته لما وفى بعهده[24].
د – أمّا القاعدةُ السادسةُ فقد جاءت وقفاً على أحكام وصل (ما) الكافّة، ونُصّ فيه ثمّة على أنه(ص35) ” توصل (ما) الكافّة بالحروف المشبهة بالفعل التي كُفّت بها عن العمل، نحو: إنّما، أنّما، كأنّما، ليتما، لكنّما. وكذلك توصل في كلمة (رُبّ) “. وظاهر ما في الكلام المتقدّم من نقص وتجوّز؛ آيةُ ذلك إسقاطُ (لعلّ) من الحروف المشبهة بالفعل أو الناسخة، وقصرُها أيضاً على المذكور من تلك الحروف وعلى (رُبّ) وأخيراً إغفالُ أنواعٍ أخرى من الكلمات التي توصل بها، وهي:
– الأفعال (طالما، قلّما، جلّما، وكَثُرما) التي تكفّها عن رفع الفاعل [ يجوز أن تكون (ما) هنا مصدرية، وهي والفعل بعدها في تأويل مصدرٍ يقعُ فاعلاً ]. والغريبُ أن وصلها بهذه الأفعال لم تُشِر إليه (قواعد الإملاء) في (ما) المصدرية أيضاً.
– الظروف (حينما، بينما، قبلما، بعدما، عندما، حيثما، إذْما) وبعض حروف الجر، على خلاف بينهم فيها (رُبّ، الكاف، الباء، اللام، مِنْ) التي تكفّها عن الجرّ[25].
هـ – انفردت (ما) الزائدة بالقاعدة السابعة، وكان الحديثُ عنها غيرَ دقيق لما شابه من نقص، واللفظ ثمّة (ص35) ” توصل (ما) الزائدة بما يسبقها حرفاً كان أو اسماً مع مراعاة قواعد الإدغام، نحو: حيثما، أينما، إمّا، أمّا، كيما ” تلاها شاهد على (أينما). بيان ذلك ما نراه من نقصٍ في تحديد ما توصل به، ومن تعميمٍ في الكلام على ما توصل به اسماً كان أو حرفاً، ومن العدولِ عن الدّقّة العلمية المعتمدة في كتب هذا العلم التي تنصّ على أنواع ما توصلُ به من الكلمات، لأن مواضع (ما) الزائدة غير الكافّة:
– بعد أدوات الشرط: (إنْ، أيْنَ، أيّ، كيفما، حيثما).
– بين الجارّ والمجرور: إذ توصل بـ(مِنْ) و(عَنْ) وتُحذف النون منهما كتابةً، مثل {قال عَمّا قليلٍ ليُصْبِحُنَّ نادمينَ}[المؤمنون40] و{مِمّا خطيئاتِهِم أُغْرِقوا} [نوح25] و{فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُم}[آل عمران159].
– بين المتضايفين: مثل {أيَّما الأجَلَيْنِ قَضَيْتُ فلا عُدْوانَ عليّ} [القصص28].
– بعد (كي): أنْفِقْ كَيْما تَسْعَدَ.

يُضاف إلى ما سبق أن الأمثلةَ المذكورةَ في الكلام المنقول اقتصرت على أدوات الشرط، ومع ذلك جاءت ناقصةً، إذ سقط منها (كيفما، أيّما)، وأقحِمَ فيها خطأً (أمّا) ولا أدري من أين أخذت طريقها إلى هذه القاعدة، على خُلُوّ كتب قواعد الكتابة منها.

7 – أمّا القاعدةُ التاسعةُ الأخيرة فقد أخلصتها (قواعد الإملاء) للضمائر المتصلة، غير أن التعبيرَ عنها لم يكن دقيقاً، ولفظه ثمّة (ص36): “توصل ضمائر الوصل بما قبلها حرفاً كان أو اسماً أو فعلاً. إذا كان الحرف الذي قبل الآخر قابلاً للوصل نحو: له، كتابها، رأيتهم”. ولا يخفى ما في العدول عن المصطلح النحوي المعتمد الشائع، وهو (الضمائر المتصلة) إلى مصطلح خاصّ للدلالة عليها (ضمائر الوصل) غير المعروف في كتب العربية والمصادر النحوية، من تنكّبٍ للدّقّة العلمية، فالوصلُ والفصلُ من مصطلحات قواعد الكتابة، والضمائرُ البارزةُ المنفصلة والمتصلة مع ضمير الفصل المعروف من مصطلحات النحو، وكأن هذا المصطلحَ تركيبٌ إضافيّ، جزؤه الأول من النحو، والثاني من قواعد الكتابة، فضلاً عما بين المصطلحين: (الضمائر المتصلة) و(ضمائر الوصل) من فرق في الدلالة. وأمّا اشتراطُ وصلِ ما سمّي بضمائر الوصل بما قبلها بـ ” إذا كان الحرف الذي قبل الآخر قابلاً للوصل ” فحشو لا داعي له؛ آيةُ ذلك أن الضمائرَ المتصلة تتصلُ بأنواع الكلمة: الفعل والاسم والحرف، كائناً ما كان الحرف الذي تنتهي به الكلمةُ من حروف الوصل أو القطع، نحو (دار: داري، دارك، داره. أعطى: أعطانا، أعطاكم، أعطاهم. رَجا: رَجَوه، رَجَوك، رَجَونا. إلى: إليك، إلينا، إليهم).

ثانياً: التاء المبسوطة والتاء المربوطة
هذا هو الموضوعُ الثاني من موضوعي الباب الرابع الذي ضمَّ بابين مختلفين مستقلّين من أبواب قواعد الكتابة، دونما رابط بينهما يسوّغه خلافَ ما عليه الأمر في مصنّفات هذا العلم قديماً وحديثاً، فإن كان وراء ذلك الحرصُ على الإيجاز وتقليلُ الأبواب في الفهرس فاجتهادٌ في غير محلّه، لأن إضافةَ باب خامس لفهرس (قواعد الإملاء) أولى من مخالفة المنهج السديد المتّبع قديماً وحديثاً في التصنيف. وقد جاء عرضُ هذا الموضوع مختصراً في نحو صفحة واحدة (ص37) على أنها لم تسلم من جُملة ملاحظَ مختلفةٍ تؤولُ إلى أخطاءٍ منهجيةٍ ولغويةٍ وحشوٍ، يقابله نقصٌ في إيرادِ ما له داعٍ يقتضي إثباتُه. يمكن إيجازها فيما يأتي:

1 – تسميةُ هذا الموضوع في الأصل لدى الأقدمين ومَنْ تبعهم من المحدثين المعتمدة كتبُهم (باب هاء التأنيث وتائه)[26]. وظاهر ما في التسمية من الدلالة على التأنيث بحرفيه: الهاء مربوطةً، والتاء: مفتوحةً (مبسوطة) وهو ما دعا بعضَهم إلى تسمية الباب بـ(تاء التأنيث)[27]. ومن المصنّفين مَنْ حافظ على هذه التسمية، ولكن قيّدها بالوصف الذي يشير إلى صورتي رسمها (تاء التأنيث المفتوحة والمربوطة)[28]. أمّا (قواعد الإملاء) فقد تَبِعَت مَنْ عدل من المصنّفين[29] عن مصطلح الأقدمين إلى تسمية الباب بما يدلُّ على صورتي رسم هاء التأنيث “التاء المبسوطة والتاء المربوطة” مع تقديمها (المبسوطة) على (المربوطة) التي هي الأصلُ في الدلالة على التأنيث خلاف الشائع في كتب العلم. أحسب أن الرغبة في تيسير القاعدة وتقريبِها حمل على اعتماد الشائع عنواناً للموضوع والتضحيةِ بمصطلح الأقدمين. ومثلُ هذا، إن كان مقبولاً من بعض المصنِّفين، فهو غيرُ مقبول من المجمع، لأن ما يصدرُ عنه يُقتدى به، ويُتلقّى بالتسليم والقبول، ويُحتكم إليه تصحيحاً وتخطئةً.

2 – استغرق الحديثُ عن (التاء المبسوطة) بدءاً من القاعدة العامّة وانتهاءً بالأمثلة جُلَّ الكلام أو الصفحة المشار إليها آنفاً، على أن صياغةَ تلك القاعدة خرجت عن المأمول والمألوف من توخّي الإيجاز والدّقّة، وعدلت عمّا يُؤَدَّى بأوجز عبارة وأسهلها، إلى كلامٍ شابه حشوٌ وتجوّز لغوي، واللفظ ثمّة: ” القاعدة العامة: التاء التي تقع في آخر الكلمة إذا وُقف عليها بلفظها ولم تبدل هاءً عند الوقف كتبت مبسوطة سواء كانت للتأنيث أو كانت أصلية، وهي تلحق الأسماء والأفعال”. ولا يخفى ما في الكلام السابق من حشوٍ، لأن لفظ ” إذا وقف عليها ” يغني عمّا تقدّمه ” التاء التي تقع آخر الكلمة ” إذ لا يكون وقفٌ في المشهور إلاّ على الحرف الأخير. وكذلك فإن ما تقدّم يستغرقُ جميعَ مواضعها بما يغني عن القول ” سواء كانت للتأنيث أو كانت أصلية “. وأمّا التجوّزُ فظاهرٌ في إسقاط همزة التسوية بعد (سواء) وفي استعمال (أو) بدل (أم) المُعادِلَة للهمزة، وقد مضى الحديث عنه في ملاحظات الباب الثاني، وسيتكرر مثله قريباً في التاء المربوطة. ومثله التعقيب على القاعدة بأنها ” تلحق الأسماء والأفعال ” كان غيرَ دقيق، يؤكّدُ هذا ما جاء في آخر الكلام من أنها تلحق أربعة أحرف، وردت متبوعةً بأمثلتها، بلفظ ” وتلحق التاء المبسوطة أربعة أحرف هي: رُبَّ: رُبَّة، ثُمَّ (العاطفة): ثُمَّة، لاتَ، لَيْتَ ” وكان الأولى أن يقال: تلحق جميع أنواع الكلام،كما في الكتب المعتمدة[30].

3 – آثرتْ (قواعدُ الإملاءِ) إجمالَ الإشارة إلى موضوعين، الأول: مواضعُ (التاء المبسوطة) بأنها تلحق الأسماء والأفعال، وأتبعتها بأمثلةٍ كثيرةٍ استغرقت تلك المواضع، والثاني: مواضعُ (التاء المربوطة) التي لم تحظَ مع أمثلتها إلاّ بنحو ثلاثةِ أسطر، ولفظها ثمّة ” وترسم تاء التأنيث مربوطةً إذا وُقف عليها بالهاء، سواء لحقت المؤنث أو المذكّر… ” وهذا حسن، ولكن الأحسن منه ما جرى عليه كثيرٌ من المصنّفين[31] من تعداد مواضع كُلٍّ من هاءِ التأنيث التي تكتب مربوطةً، وتاءِ التأنيث التي تكتب مفتوحةً أو مبسوطةً،، مقرونةً بالأمثلة الموضّحة لكُلٍّ منهما.

كلمة أخيرة:
لا شكّ أن ما تقدّم من ملاحظَ مختلفةٍ لا يقللُ من أهمية موضوع (قواعد الإملاء) ودراسته التي صدرت عن مجمع اللغة العربية بدمشق، بل يسعى – كما مضى – إلى تصحيحها ونفي ما شابها من سهوٍ أو خطأٍ، لتكون أدنى إلى الكمال، تحقق الغايةَ التي أُعِدّت من أجلها، ولن يتحقق ذلك إلاّ بالإفادة من ملاحظات ذوي الاختصاص من المهتمين والمشتغلين والباحثين في قواعد الكتابة والإملاء والترقيم. وليس هذا بدعاً من الأمر، إذْ كان من المسلَّم به أنه: ” لم يَعْرَ خَلْقٌ من السهو والغلط، فالكمال لله وحده، والنقص شامل للمخلوقين “[32].
أقترح أن يقوم مجمع اللغة العربية بدمشق، في ضوء ما ورد هنا في هذا البحث، وما قد يكون ورده مكتوباً، أو نُشِرَ مطبوعاً، من ملاحظات المختصّين والمهتمّين بهذا العلم من أعضاء المجمع وغيرهم، بإصدار طبعةٍ جديدةٍ منقحةٍ ومزيدة من (قواعد الإملاء)، تنهض بها لجنةٌ من ذوي الاختصاص المشتغلين في هذا العلم، تتجاوز هذه الطبعةُ ما أُخذ على سابقتها، وتصحّحُ جميعَ ما ورد فيها سهواً أو خطاً، وتستدركُ ما شابها من نقص، لتكون دليلاً موجزاً، يتضمّن الصحيحَ من قواعد الكتابة والإملاء والترقيم، ويتجاوز ما خالط كثيراً من كتب هذا العلم من موضوعات صرفية ونحوية ولغوية وغيرها مما يتصل باللهجات والقراءات وتاريخ الخطّ والكتابة وسواها، ويتجاوز كذلك ما اشتملت عليه تلك المصنّفات من خلافات كثيرة، تُرسّخُ التعدّدَ في صور الكتابة العربية، وتزيدُ من التباين فيما بين الكاتبين من أهل العربية على تباعد بلدانهم، وتنوّع قواعدهم، وهو ما لا يكاد يبرأ منه إلاّ عددٌ قليل من المصنّفات المفردة في هذا العلم. وهذا إنْ تحقّق فإنه سيضيف خدمةً جليلة للغة وأهلها، يفيدُ منها أهلُ العربية وعمومُ المثقفين والدارسين والمعلّمين، وتكون مأثرةً كريمةً في سجلّ إنجازات المجمع في خدمة لغة الضاد.

وقد رأيت من تمام الفائدة إتباعَ البحث بملحقين، أولهما: جدولٌ يشتملُ على قواعد رسم الهمزة، يستغرقُ جميعَ مواضعها بدءاً ووسطاً وطرفاً، وحالاتها القياسيةَ والشاذة، وضعه الأستاذ مروان البواب، ورد في نهاية الطبعة السادسة لـ(القاموس المحيط) ضمن “قواعد الإملاء والعدد وعلامات الترقيم” إعداد د.محمد حسان الطيان وأ.مروان البواب؛ وذلك لاعتقادي أنه من أفضل ما اطّلعتُ عليه في هذا الباب، أفدت منه ثلاثة عشر عاماً في تدريس قواعد رسم الهمزة للمختصين وغيرهم، وقد عرضته على كثير ممّن يشاركني في تدريس هذا العلم في بعض الجامعات، فلم أسمع منهم اعتراضاً أو استدراكاً عليه. وثانيهما: ملحقٌ ضمّ مراجعَ أخرى غيرَ مصادر البحث ومراجعه، اجتهدت في جمعها من أماكن مختلفة: المكتبات، والمراجع المختصّة، ومعارض الكتب، ومواقع عدّة في الشبكة العالمية (الشابكة/ الانترنت) تعين المهتمّين والباحثين والمصنّفين في تتبع قضايا هذا العلم.

أرجو في الختام أن يكون فيما قدّمت ما يفي بكبير حقّ اللغة العربية عليّ. على أن هذا ما أدّى إليه النظرُ والاجتهادُ، ووَسِعَه الجهدُ، وسمح به الوقتُ، وطبيعيّ ألاّ يكون مِثْلُ هذا البحثِ مبرّأً من لوازم النقص البشري. والله أعلم.

المصادر والمراجع
– أصول الإملاء، د. عبد اللطيف الخطيب، دار سعد الدين، دمشق، ط. الثالثة، 1994م.
– الإملاء التعليمي، د. شوقي المعري، دار الحارث، ط. أولى، دمشق 2003م.
– الإملاء العربي، أحمد قبش، مطبعة زيد بن ثابت، ط. ثانية، دمشق 1397هـ/1977م.
– الإملاء المبسط، عبد القادر محمد مايو، دار القلم العربي، حلب، ط. ثانية، 1425هـ/2004م.
– الإملاء الميسّر، زهدي أبو خليل، دار أسامة، عمان، ط. أولى، 1419هـ/1998م.
– الإملاء والترقيم في الكتابة العربية، عبد العليم إبراهيم، مكتبة غريب، القاهرة، 1975م.
– الإملاء والخط، فهد خليل زايد، دار النفائس، عمان، ط. أولى، 1427هـ/2007م.
– تاريخ الكتابة العربية وتطورها وأصول الإملاء العربي، محمود حاج حسين، وزارة الثقافة، دمشق 2004م.
– الترقيم وعلاماته في اللغة العربية، أحمد زكي باشا، تقديم وعناية عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، ط. الثالثة، 1416هـ/ 1995م.
– تسهيل الإملاء، فهد أحمد الجباوي، دار القلم، دمشق، ط. الثانية، 1422هـ/ 2001م.
– تعلّم الإملاء وتعليمه في اللغة العربية، نايف محمود معروف، دار النفائس، ط. سادسة، بيروت، هـ 1420هـ/1999م.
– دراسة في قواعد الإملاء، د.عبد الجواد الطيب، دار الأوزاعي، ط. ثانية، بيروت 1406هـ/1986م.
– دلائل الإملاء وأسرار الترقيم، عمر أوكان، أفريقيا الشرق.
– الشامل في الإملاء، د. محمد حسن الحمصي، دار الرشيد، دمشق، ط. الأولى، 1421هـ/ 2000م.
– صوى الإملاء لطلاب الحلقتين الإعدادية والثانوية، محمود الصافي، دار الإرشاد، حمص، ط. ثالثة، 1984م.
– فن الإملاء في العربية، د. عبد الفتاح الحموز، جزءان، دار عمار للنشر والتوزيع، الأردن، ط. الأولى، 1414هـ/ 1993م.
– فنّ الكتابة، عبد المعطي شلبي، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، ط. أولى، 2001م.
– القاموس المحيط، الفيروزآبادي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط. السادسة، 1419هـ/1998م، ملحق قواعد العدد والإملاء، لوحة الهمزة.
– قواعد الإملاء، عبد السلام هارون، دار إيلاف الدولية، الكويت، ط. الأولى، 1425هـ/ 2004م.
– قواعد الإملاء، مجمع اللغة العربية، دمشق، 1425هـ/ 2004م.
– قواعد الكتابة العربية، لجنة من الأساتذة، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، الكويت 1985م.
– قواعد مقترحة لتوحيد الكتابة العربية، د.محمد علي سلطاني، دار الفكر،ط.أولى، دمشق 1415هـ/1995.
– كيف تكتب الهمزة؟ د. سامي الدهان، دار الشروق العربي، بيروت وحلب، بلا تاريخ.
– لآلئ الإملاء، محمد مامو، اليمامة للنشر والتوزيع، دمشق وبيروت، ط. الرابعة، 1426هـ/ 2005م.
– مذكرة في قواعد الإملاء، د. أحمد محمد قدور، دار الفكر، دمشق، ط. أولى 2002م.
– المرشد في الإملاء، محمود شاكر سعيد، ط. ثالثة، دار الشروق، عمان 1998م.
– المرشد في الإملاء، د.نبيل أبو حلتم، دار أسامة، عمان، ط. رابعة، 1419هـ/1998م.
– مشكلة الهمزة العربية، د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط. الأولى، 1417هـ/ 1996م.
– المطالع النصرية في الأصول الخطية للمطابع المصرية، أبو الوفاء نصر الهوريني، دار أضواء السلف للنشر والتوزيع ط. الأولى 1426هـ/ 2005م.
– المعجم المفصل في الإملاء، ناصيف يمّين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1999م.
– معلّم الإملاء الحديث للطلاب والمعلمين والإعلاميين، محمد إبراهيم سليم، مكتبة القرآن، القاهرة، 1987م.
– المغني في قواعد الإملاء، د.خليل إبراهيم، الأهلية للنشر ودار الوراق ودار النيربين، عمان، ط. أولى 2002م.
– موسوعة الشامل في الكتابة والإملاء، موسى حسن الهديب، دار أسامة، الأردن، عمان، 2002م.
– الواضح في الإملاء العربي، محمد زرقان الفرخ، دار هدى وهبة، ط. الأولى 1413هـ/ 1993م.
– الواضح في الإملاء وعلامات الترقيم، يوسف عطا الطريفي، دار الإسراء، عمان، ط. أولى، 2005م.
الملحق
مراجع أخرى مفردة في الإملاء والكتابة العربية والترقيم
– أساسيات في تعلم مبادئ الإملاء والترقيم، سليم سلامة الروسان، ط. ثانية 1989م.
– أصول الكتابة العربية، الباجقني.
– الإملاء الصحيح، عبد الرؤوف المصري، مكتبة الأندلس، القدس 1968م.
– الإملاء العام، إلياس نصر الله، بيروت 1995م.
– الإملاء العربي، خالد يوسف، ط. ثانية، دار علاء الدين، دمشق 1998م.
– الإملاء العربي الميسر الشامل المجدول، فيصل حسين طحيمر العلي، مؤسسة علوم القرآن ودار ابن كثير، عجمان وبيروت 1990م.
– الإملاء المبسّط، خالدية شيرو، دار ومكتبة الهلال، بيروت 2001م.
– الإملاء الميسّر، يحيى يحيى، دار ابن حزم، بيروت، 1999م.
– الإملاء وتمرين الإملاء، الشيخ حسن والي، مصر 1322هـ.
– الإملاء والخطّ في الكتابة العربية، حلمي محمد عبد الهادي، ط. أولى، 1985م.
– الإيجاز في الإملاء العربي، ريم نصوح الخياط ويوسف علي البديوي، ط. أولى، 2005م.
– تحفة المراكز العلمية في القواعد الإملائية، عبد القوي العديني.
– الترقيم، عبد الرؤوف المصري، مكتبة الاستقلال، عمان، 1921م.
– تطور الكتابة العربية، السعيد الشرباصي، مصر 1946م.
– التقرير النهائي لتجربة تيسير الكتابة العربية،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، القاهرة 1976 م و1977م.
– تقويم اليد واللسان، رفيق فاخوري ومحيي الدين درويش، ذكره صلاح الدين زعبلاوي في (معجم أخطاء الكتّاب) في كلامه على (هذا ضَوْءُه) (نقلاً عن الأستاذ مروان البواب).
– تيسير الكتابة العربية، مجمع فؤاد الأول 1946م. ومجمع اللغة العربية بالقاهرة 1961م.
– تيسير كتابة الهمزة، د. عبد العزبز نبوي ود. أحمد طاهر، القاهرة 1989م.
– الخلاصة في قواعد الإملاء وعلامات الترقيم، نبيل مسعد السيد غزي، دار غريب، القاهرة، 2000م.
– دراسات في علم الكتابة العربية، د. محمود عباس حمودة، مكتبة غريب، القاهرة.
– دليل الإملاء وقواعد الكتابة العربية، فتحي الخولي، القاهرة 1973م.
– رسالة في تيسير الإملاء القياسي، إلياس عطا الله، مكتبة لبنان، ناشرون، بيروت 2005م.
– رسالة في الكتابة العربية المنقحة، أنستاس الكرملي، بغداد 1935م.
– سراج الكتبة شرح تحفة الأحبة في رسم الحروف العربية، مصطفى طموم، مصر 1311هـ، مصورة دار البصائر بدمشق عن طبعة بولاق، ط. ثانية 1400هـ/ 1980م.
– علم الإملاء، أحمد عبد الجواد، دار الفكر، دمشق، ط. الأولى، 1982م.
– فنّ الكتابة الصحيحة، محمود سليمان ياقوت، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2003م.
– فنّ الكتابة وأساليبها، د. رشدي الأشهب، مؤسسة ابن رشد،، القدس، 1983م.
– في أساسيات اللغة العربية، الكتابة الإملائية والوظيفية، عبد العزيز نبوي، مؤسسة المختار، القاهرة 2003م.
– القاعدة في تعليم القراءة والكتابة، معمر القدسي.
– قاعدة الأقوى لكل الهمزات، بشير محمد سلمو، القاهرة 1953م.
– قاموس الإملاء، عبد الحميد بدران، مصر 1330هـ.
– قصّة الإملاء، أحمد الخوص، دمشق 1995م.
– قواعد الإملاء العربي، محيي الدين درويش، حمص 1352هـ.
– قواعد التحرير، أمين كيلاني، حماة 1343هـ.
– قواعد الكتابة الإملائية: نشأتها وتطورها، محمد شكري وأحمد الفيومي، دار القلم، ط. ثانية، دبي 1988م.
– قواعد الكتابة العربية، خير الدين الأسدي، حلب 1341هـ.
– قواعد الكتابة والترقيم والخط، سليم سلامة الروسان، عمان، ط. أولى، 1989م.
– الكامل في الإملاء، كمال أبو مصلح، المكتبة الحديثة، بيروت، ط. أولى، 1973م.
– كتاب الإملاء، الشيخ حسين والي، القاهرة 1913م، ودار العلم، بيروت، ط. أولى 1985م.
– الكتابة وقواعد الإملاء، عبد الله علي مصطفى، دار القلم، ط. أولى، دبي 1990م.
– كيف تتعلّم الإملاء وتستخدم علامات الترقيم، ياسر سلامة، دار عالم الثقافة، عمان 2003م.
– اللغة العربية ومشاكل الكتابة، البشير بن سلامة، الدار التونسية 1971م.
– مباحث في الترقيم، صالح بن محمد الأسمري، دار ابن الأثير، الرياض 2002م.
– مراقي النجابة، عبد السلام القويسني، مصر 1327هـ.
– مرجع الطلاب في الإملاء، إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 2001م.
– المرجع في قواعد الإملاء، راجي الأسمر، جروس برس، ط. أولى، طرابس، لبنان.
– مرشد الطلاب، أحمد عباسي، مصر 1332هـ.
– المرشد في كتابة الهمزات، جلال صالح، دار الزيدي، الطائف، ط. أولى، 1979م.
– المستشار في الإملاء والخطّ العربي، يوسف بدوي ويوسف الحاج أحمد وأحمد محمد السيد، دار ابن كثير، دمشق، ط. أولى 1994م.
– معجم الإملاء، محمد محيي الدين مينو، دبي، 2003م.
– معجم الإملاء، أدما طربيه، مكتبة لبنان، ناشرون، بيروت، 2000م.
– معجم الإملاء العربي، غريد الشيخ، دار الراتب الجامعية، ط. أولى، 2006م.
– معجم الهمزة، أدما طربيه، مكتبة لبنان، ناشرون، بيروت، 2000م.
– المفرد العلم في رسم القلم، أحمد الهاشمي، مصر 1319هـ.
– ملخّص قواعد الإملاء، إبراهيم بن سليم.
– المنار في الإملاء العربي، سعاد الصايغ.
– الموجز، جميل سلطان، دمشق 1351هـ.
– المورد في الإملاء، ياسين محمد سبيناتي، مكتبة العبيكان، الرياض، ط. أولى، 1997م.
– موسوعة الإملاء العربي، نظام معتمد في أكثر من 45 مدرسة ومعهد في عُمان، (الشبكة العالمية).
– موسوعة الإملاء كتابة ولفظاً، عبد المجيد الحرّ، دار الفكر العربي، بيروت، 2001م.
– نتيجة الإملاء، مصطفى عناني وعطية الأشقر، مصر 1350هـ.
– نتيجة الإملاء وقواعد الترقيم، مصطفى عناني، دار النفائس، بيروت، ط. الأولى، 1404هـ/ 1984م.
– نحو تقويم جديد للكتابة العربية، د. طالب عبد الرحمن، ط. أولى، 1999م.
– نخبة الإملاء، عبد الفتاح خليفة، مصر 1345هـ.
– الهداية إلى ضوابط الكتابة، إبراهيم عبد المطلب، بلا تاريخ.
– الهمزة في الإملاء العربي: المشكلة والحلّ، د. أحمد الخراط.
– الهمزة في اللغة العربية، دراسة لغوية، مصطفى التوني، القاهرة 1990م.
– الهمزة مشكلاتها وعلاجها، د. أحمد شوقي النجار، الرياض 1984م.
– الوجيز في قواعد الكتابة والترقيم، د. توفيق أسعد حمارشة.
ــــــــــــــــــــــــــ
[12] تاريخ الكتابة العربية وتطورها 2/ 408-410، وأصول الإملاء ص 116، وفنّ الكتابة ص 43، والواضح في الإملاء والترقيم ص 41، والإملاء الميسر ص 82، والمرشد في الإملاء 45-46، والإملاء والخطّ ص 108-109، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 45-47، والمغني في قواعد الإملاء ص 139-140، والإملاء المبسط ص 82، وصوى الإملاء ص 133، والمرشد في الإملاء ص 61 – 62 (محمود سعيد).
[13] ثمّة مواضع أخرى تحذف فيها النون، أعرضنا عن إيرادها لأنها نحوية محضة، وإن ذكرتها بعض الكتب المعاصرة تكثّراً أو انسجاماً مع منهجها في الجمع والاستقصاء دون تفريق بين قواعد الكتابة والنحو والصرف واللهجات والرسم القرآني والقراءات.
[14] انظر مثلاً: أصول الإملاء ص 145 – 149، ومعلم الإملاء الحديث ص 67 – 69، ولآلئ الإملاء ص 95 – 99، والواضح في الإملاء العربي ص 122 – 124، والإملاء العربي ص 71، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 91، والإملاء المبسط ص 85-87، والمرشد في الإملاء ص 48 (محمود سعيد).
[15] انظر الإملاء والترقيم في الكتابة العربية ص 78، والإملاء المبسط ص 86، والمرشد في الإملاء ص 48 (محمود سعيد).
[16] درة الغواص ص 205، وانظر أصول الإملاء ص 143.
[17] همع الهوامع 6/334. وانظر: أصول الإملاء ص 143.
[18] ذكرها محمد إبراهيم سليم في كتابه: معلم الإملاء الحديث ص 72 ونصّ على أنها تحذف جوازاً، وعقب عليها بـ ” ويقول الإملائيون: والأحسن عندنا إثباتها “.
[19] انظر مثلاً: المطالع النصرية في الأصول الخطية للمطابع المصرية ص 191، ومعلم الإملاء الحديث ص 72، وأصول الإملاء ص143، والواضح في الإملاء العربي ص 133، وتسهيل الإملاء ص 111، والشامل في الإملاء العربي 72، وتاريخ الكتابة العربية وتطورها 2/419-420، والمغني في قواعد الإملاء ص 135، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 40-41، والمرشد في الإملاء ص 50 (محمود سعيد).
[20] انظر: المطالع النصرية في الأصول الخطية ص 191، ومعلم الإملاء الحديث ص 72، وأصول الإملاء 143، والمغني في قواعد الإملاء ص 135.
[21] انظر: الإملاء والترقيم في الكتابة العربية ص 85، وأصول الإملاء ص 89، ومعلم الإملاء الحديث ص 76، وتسهيل الإملاء ص85، ولآلئ الإملاء ص 149، والإملاء العربي ص 87، وتاريخ الكتابة وتطورها 2/ 413، والمغني في قواعد الإملاء ص 167-172، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 51-53، وصوى الإملاء 139-140، والمرشد في الإملاء ص 63-65 (محمود سعيد).
[22] انظر: الإملاء والترقيم في الكتابة العربية ص 85، وأصول الإملاء ص 89، ومعلم الإملاء الحديث ص 76، وتسهيل الإملاء ص85، ولآلئ الإملاء ص 149، والإملاء العربي ص 87، وتاريخ الكتابة وتطورها 2/ 413، والمغني في قواعد الإملاء ص 167-172، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 51-53، وصوى الإملاء 139-140، والمرشد في الإملاء ص 63-65 (محمود سعيد).
[23] انظر: المطالع النصرية ص 56 – 57، والإملاء والترقيم ص 90، وأصول الإملاء ص 93 – 94، ومعلّم الإملاء الحديث ص 78، وقواعد الإملاء ص 56، ولآلئ الإملاء ص 151، والواضح في الإملاء العربي ص 150 – 152، والشامل في الإملاء العربي ص 85، وتسهيل الإملاء ص 92، ومذكرة في قواعد الإملاء ص 47، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 53، والمرشد في الإملاء ص 70 (محمود سعيد).
[24] انظر: المطالع النصرية ص 52 – 53، والإملاء والترقيم ص91، ومعلّم الإملاء الحديث ص 79، وأصول الإملاء 92، والواضح في الإملاء 147 – 148، وتسهيل الإملاء 90 – 91، والشامل في الإملاء ص 84، ولآلئ الإملاء ص 150، وقواعد الإملاء (هارون) ص 56، والإملاء العربي ص 89.
[25] انظر: المطالع النصرية ص 53 – 54، وأصول الإملاء ص 92 – 93، والإملاء والترقيم ص 91 – 92، ومعلّم الإملاء الحديث ص 80 – 81، وتسهيل الإملاء 91، ولآلئ الإملاء ص 150 – 151، والواضح في الإملاء ص 149، والشامل في الإملاء العربي ص 84، وقواعد الإملاء ص 56 – 57 (هارون)، ومذكرة في الإملاء ص 48، والإملاء العربي ص 90، وموسوعة الشامل في الكتابة والإملاء ص 240، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 52-53، والمرشد في الإملاء ص 71 (محمود سعيد).
[26] انظر مثلاً: المطالع النصرية ص 141، والإملاء والترقيم ص 93، وقواعد الإملاء ص 59.
[27] انظر مثلاً: أصول الإملاء ص 163، وتسهيل الإملاء ص 79.
[28] انظر مثلاً: معلّم الإملاء الحديث ص 89، والشامل في الإملاء ص 7 – 9، والإملاء العربي ص 11 – 14 والواضح في الإملاء وعلامات الترقيم ص 35، والإملاء المبسط ص 76-79، والمرشد في الإملاء ص 74-78 (محمود سعيد). وانفرد صاحب كتاب الإملاء الميسر ص 15 بتسميتها (التاء المقفلة والتاء المفتوحة).
[29] انظر مثلاً: لآلئ الإملاء ص 19 – 22، والواضح في الإملاء العربي ص 13 – 21، ومذكرة في قواعد الإملاء ص 41 – 43، وموسوعة الشامل في الكتابة والإملاء ص 187 – 192وتاريخ الكتابة العربية وتطورها 2/ 333 – 334، والمغني في قواعد الإملاء ص 126-132، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 24-27، وصوى الإملاء ص 103-113.
[30] انظر مثلاً: الإملاء والترقيم ص 93، وقواعد الإملاء ص 62 (هارون)، ولآلئ الإملاء ص 21، وموسوعة الشامل في الكتابة والإملاء ص 192، والمغني في قواعد الإملاء ص 126، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 24-25، وصوى الإملاء ص 105-106، والمرشد في الإملاء ص 76-78 (محمود سعيد).
[31] المطالع النصرية ص 141 – 145، والإملاء والترقيم ص 93 – 94، وأصول الإملاء ص 163 – 168، ومعلّم الإملاء الحديث ص 89 – 98، وتسهيل الإملاء ص 79 – 81، وقواعد الإملاء ص 61 – 63 (هارون) والواضح في الإملاء ص 13 – 21، ومذكرة في الإملاء ص 41 – 43، والإملاء العربي ص12 – 14، وموسوعة الشامل في الكتابة والإملاء ص 187 – 192، والمغني في قواعد الإملاء ص 126-132، وتعلّم الإملاء وتعليمه ص 24-27، والإملاء المبسط 76-79، والمرشد في الإملاء ص 74- 78 (محمود سعيد).
[32] مقدمة الإيضاح في علل النحو ص 39 – 40.

ترك تعليق