اقتران الخبر بالفاء وتعدده


2- اقتران الخبر بالفاء:
نلاحظ في الأسلوب العربي وجود “الفاء” في أكثر من موضع، ومن هذه المواضع أننا نجدها مقترنة بخبر المبتدأ، والفاء حرف يأتي لربط أجزاء الجملة وتأكيد علاقة بعضها ببعض، والمبتدأ والخبر مرتبطان ارتباطا عضويا كما تعلم، فكأن دخول الفاء على الخبر إنما يكون لتقوية هذا الارتباط.


وقد حاول النحاة وضع قاعدة عامة لدخول الفاء على الخبر، وأوضح ما يمكن أن يقال في هذا المجال: إن الفاء قد تدخل على الخبر إذا كانت جملة المبتدأ والخبر تشبه جملة الشرط -وأنت تعلم أن الفاء تقع في جواب الشرط في أحوال معينة- وذلك يتحقق على النحو التالي:

1- أن يكون المبتدأ دالا على الإبهام والعموم، مثل: الأسماء الموصولة أو الأسماء النكرة؛ وذلك لكي يشبه هذا المبتدأ اسم الشرط في إبهامه وعمومه.

 

2- أن يكون بعد هذا المبتدأ جملة أو شبه جملة ليست فيها كلمة شرطية.

 

3- أن يكون الخبر مترتبا على هذه الجملة؛ لكي يشبه جواب الشرط المترتب على فعل الشرط، فنقول:
الذي يجتهد فناجحٌ.
فهذه الجملة تتكون من مبتدأ هو “الذي” وهو اسم غير محدد؛ لأنه لا يدل على شخص بذاته، وبعده جملة خالية من كلمة شرطية وهي جملة “يجتهد”، ثم يأتي الخبر مترتبا على هذه الجملة ترتب جواب الشرط على فعله؛ لأن النجاح مترتب على الاجتهاد. من هنا اقترن الخبر بالفاء.


وتقول:
طالب يجتهد فناجح.
وهذه الجملة أيضا تتكون من مبتدأ هو “طالب” وهو نكرة لا تدل على طالب بذاته، وبعد النكرة جملة فعلية واقعة صفة له هي “يجتهد” ثم يأتي الخبر مقترنا بالفاء لأنه مترتب على هذه الجملة.


واقتران الخبر بالفاء على درجتين: واجب وجائز، فالواجب في خبر المبتدأ الواقع بعد “أمَّا” الشرطية، ولعل الذي جعل الاقتران هنا واجبا هو شرطية “أما”، تقول:
أما علي فكريم وأما أخوه فشجاع.
أما: حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
علي: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
الفاء: واقعة في خبر المبتدأ، وهي حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب “وبعضهم يعربها واقعة في جواب شرط مقدر والذي اخترناه أيسر وأقرب إلى الاستعمال”.
كريم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

أما الاقتران الجائز فمع غير “أما” من المواضع التي أوضحنا شروطها مثل:
طالب يجتهد فناجح.
طالب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
يجتهد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع صفة لطالب.
فناجح: الفاء واقعة في الخبر حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وناجح خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.


3- تعدد الخبر:
قد يكون للمبتدأ أكثر من خبر، فإذا تعددت الأخبار أعربتها أخبارا أيضا، ومنها ما يصلح أن يكون صفة للخبر الأول، ومنها ما لا يكون إلا خبرا، وكل ذلك متوقف على معنى الجملة، فنقول:
زيد عربي شجاع كريم.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
عربي: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
شجاع: خبر ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.
كريم: خبر ثالث مرفوع بالضمة الظاهرة.
“وتستطيع في هذا المثال أن تقول: شجاع صفة، كريم صفة للخبر، وصفة المرفوع مرفوع”.


التعليم أدبي هندسي تجاري.
التعليم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
أدبي: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

هندسي: خبر ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.
تجاري: خبر ثالث مرفوع بالضمة الظاهرة.
“وأنت -في هذا المثال- لا تستطيع أن تعرب الخبرين الثاني والثالث صفة للخبر الأول؛ لأن المعنى لا يستقيم”.

المصدر: التطبيق النحوي للدكتور عبده الراجحي

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق