المؤلف: إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج
المحقق: إبراهيم الإبياري
قال عز من قائل: {فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها} فالهاء الأولى لصاحبه والثانية له صلى الله عليه وآله.
وقال: {إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون} فالهاء في به لله والمتقدمان للشيطان.
وقال: {وما بلغوا معشار ما آتيناهم} فالضمير في بلغوا لمشركي مكة والذي في آتيناهم للمتقدمين من المشركين.
وقال: {الشيطان سول لهم وأملى لهم}
• أي: أملي لهم الله فالذكر في أملى.
غير الذكر في {رسَوَّلَْْ}.
وقال تعالى: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه} فالهاء الأخيرة لله والمتقدمان للنبي صلى الله عليه وعلى آله.
فكذا ها هنا {وليأخذوا أسلحتهم {لمن لم يقم معه ويكون الضمير في {فإذا سجدوا} لمن معه.
فتحقق قولنا إنه اختصر وأوجز.
فأما قولنا أطنب وأسهب فقوله عز من قائل: {ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا}
ولو قال: ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك كان حسناً أيضاً لكنها وصفت بقوله {أخرى {إطنابا في الكلام كما قال: {لا تتخذوا إلهين اثنين}
وقال: {ومناة الثالثة الأخرى}
وقال: {فإذا نفخ في الصور}
وقال: {أولئك لهم عذاب من رجز أليم} فيمن رفع لأن المعنى: لهم عذاب أليم من عذاب لأن الرجز: العذاب بدلالة قوله: {فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء} وقوله تعالى: {لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك}.
وقال: {فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه} وفي موضوع آخر: {فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم}.
قال أبو علي: ومن قال: لهم عذاب من رجز أليم فرفع أليماً كان المعنى: لهم عذاب أليم من عذاب.
وليست فائدته كذلك.
فالقول في ذلك أمران: أحدهما أن الصفة قد تجيء على وجه التأكيد كما أن الحال قد تجئ كذلك في قوله تعالى: {وهو الحق مصدقاًْ}.
وفي قوله: {نزاعة للشوى} وكذا الصفة فيما تلونا وفي بعض المصاحف: {ولي نعجة أنثىْْ}.
والآخر أن الرجز: النجاسة فيحمل على البدل للمقاربة.
ومعنى النجاسة فيه قوله: {ويسقى من ماء صديد}.
يتجرعه ولا يكاد يسيغه {فكأن المعنى: عذاب من تجرع رجزاً ومن شربه فتكون من تبييتاً للعذاب: مما هو ومن أي شئ وقال الشافعي في صلاة الخوف: يفتتح الإمام الصلاة بالجميع ثم تذهب طائفة إلى وجه العدو ثم تذهب هذه الطائفة وتقف بإزاء العدو وتأتى الطائفة التي لم تصل شيئاً فيصلي الإمام بهم الركعة الثانية ثم يقومون ويقضون الركعة الأخيرة.
والدليل على ما قلنا قول الله تعالى: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم}. الآية.
فالله تبارك وتعالى أثبت طائفة لم يؤدوا شيئاً من الصلاة مع الإمام وعنده لا يتصور هذا ها هنا لأن الطائفة الثانية افتتحوا الصلاة مع الإمام فقد أدوا جزءاً من الصلاة حال الافتتاح ولأنه قال: {ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك {وهذا يدل على خلاف قوله لأن الطائفة الثانية قد صلت عنده.
وقال: {فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم} والفاء للتعقيب فهذا يدل على أن الطائفة الأولى تنصرف عقيب السجود وعنده: تصلى ركعة ثم تنصرف.
ولأن ما يقوله الشافعي يؤدى إلى سبق المؤتم الإمام بالفراغ بالصلاة وإلى أن يقف الإمام ينتظر فراغ المؤتم من الصلاة وهذا لا يجوز في غير حال الخوف فكذلك فيها كسائر الأعمال.
وإنما قلنا: إن الطائفة الأولى تقضي ركعة بغير قراءة لأنها أدركت الصلاة فهي في حكم من هو خلف الإمام وأما الثانية فلم تدرك أول الصلاة والمسبوق فيها يقضى كالمنفرد في صلاته.
ومن ذلك قوله: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه}
• أي: لولا أن رأى برهان ربه وقال: {ولولا أن تصيبهم مصيبة}
• أي: لولا أن يحتجوا لو أصابتهم مصيبة بأن يقولوا: لولا أرسلت رسولاً فاتبعنا لما أرسلنا الرسل.
وقيل: عاجلناهم بالعقوبة.
وقيل: لكان فيما تقدم من الرسل المبعوثين قبلهم حجة عليهم.
ومن حذف الفعل: قوله تعالى: {إذا الشمس كورت}
• أي: إذا كورت الشمس.
و {وإن أحد من المشركين استجارك}
• أي: إن استجارك أحد.
و {إن امرؤ هلك}
• أي: هلك امرؤ.
و {إن امرأة خافت}.
• أي: إن خافت امرأة.
و {إذا السماء انفطرت {إلى قوله {وإذا القبور بعثرت}.
• أي: انفطرت السماء وانتثرت الكواكب وفجرت البحار وبعثرت القبور.
وقال: {إذا السماء انشقت}
• أي: إذا انشقت السماء.
وأما قوله: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ {فالتقدير: أحلف وأقسم فحذف الفعل مع الفاعل وفي الأول حذف الفعل فحسب.
ومن ذلك قوله تعالى: {كيف وإن يظهروا عليكم}.
• أي: كيف لا يقاتلونكم فحذف الجملة.
• أي: كيف أنتم إذا جئنا! فحذف المبتدأ بخلاف قوله {فكيف إذا جمعناهم}
لأنه كالأول • أي: كيف تكون حالهم!
• أي: وكيف يصنعون! ومن إضمار الجملة: قوله تعالى: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}: كذا وكذا صدقوا وعدهم وطابت نفوسهم.
والكوفى يحمله على زيادة الواو.
ومن ذلك قوله تعالى: {وآتاكم من كل ما سألتموه} والتقدير: وما لم تسألوه فحذف هذه الجملة وهي من موضع الجر أعنى الموصولة بالعطف على {ما} الأولى.
وقد حذف في الحقيقة اسما معطوفا على المضاف إليه وكأنه قال: من كل مسئولكم وغير مسئولكم ف ما يكون موصولا أو موصوفا وأن يكون موصوفا أحب إلينا لأن {كُلاًّ {يقنضى النكرة نظيره: {هذا ما لدى عتيد}.
• أي: هذا شئ لدى عتيد ومن كل شئ سألتموه.
ومن ذلك قوله تعالى: {وإن تولوا فإنى أخاف عليكم} أي فقل لهم: إني أخاف.
ويجوز في {تولوا {تقديران: المضى والاستقبال لقوله {يمتعكم}.
ومن ذلك قوله تعالى: {ودخل معه السجن فتيان}
• أي: عزموا على سجنه فسجنوه ودخل معه السجن فتيان.
وقيل: التقدير: هذا لإبلاغ الناس ولينذروا به.
وقال أبو علي: اللام تتعلق بفعل محذوف كأنه قال: وأنزل لينذروا ويعلموا التوحيد من الدلالات التي فيه كما قال الله تعالى: {كتاب أنزل إليك لتنذر}.
وقال: {أنزل على عبده الكتاب. لينذر بأساً شديداً}.
ومنه قوله تعالى: {أرسل معنا بني إسرائيل}.
• أي: بأن أرسل معنا فحذف.
ومنه قوله تعالى: {قل اللهم مالك الملك} والتقدير: أعزنا ولا تذلنا.
وقال: {لو أنهم كانوا يهتدونْ}
• أي: لو أنهم كانوا ما رأوا العذاب.
ومنه قوله تعالى: {لكن الله يشهد {لما قال الله تعالى: {إنا أوحينا إليك} قال المشركون: نحن لا نشهد لك بذلك.
فقيل: {لكن الله يشهد}.
لا بد من ذا الحذف لأن {لكن {استدراك بعد النفي.
ومنه قوله تعالى: {فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوأة أخيه}.
أراد: فبعث الله غراباً يبحث التراب على غراب ميت ليواريه أي ليريه كيف يوارى سوأة أخيه.
ومن ذلك ما وقع في قصة شعيب: {أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقاً حسناً}.
لم يذكر للاستفهام جواباً والمعنى: أخبروني إن كنت على بينة من ربي ورزقني النبوة