كتبه/ د. دعد يونس العبيدي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله وكَفَى، وصلاةً وسلامًا عَلى نَبيِّهِ الذي اصطفى، وعلى آله وصَحبهِ المستكملينَ الشّرفا وبعد،

فإنّ اللغةَ العربيةَ قد حباها الله تعالى بأنْ جعلَها لغةَ أهلَ الجنةِ بما منحها من صفاتٍ وسماتٍ تؤهّلها لذلك، فهيَ لغةُ القرآنِ، ولا يخفى على أحدٍ أنَّ القرآن َ الكريمَ هو معجزةُ نبيّنا محمد – صلى الله عليه وسلم- الخالدة؛ فهي لغةُ إعجازٍ وبيانٍ.

ومِنْ أبرزِ الأشياء التي تميّزها الإعرابُ:

وهو حركاتٌ تلحقُ أواخرَ الكَلِم ممّا يجعلها صعبةً نوعًا ما على مُتحدِّثيها؛ ولذا مَنْ أرادَ الإتقان في نُطقها، والسلامة من الوقوع في الخطأ أثناءَ تشكيلِها؛ فعليه إتقان أمورٌ عدّة؛ منها:

1- معرِفَةُ القواعدِ الأساسيّة التي تحكمُها مِنْ إعرابٍ وبناءٍ، وتذكيرٍ وتأنيثٍ وتعريفٍ وتنكيرٍ وغيرها من الأمورِ التي لايُمكِن حصرُها في هذا المقالِ.

2- ثُمّ عليه بعدُ الدراسة التطبيقيّة العمليّة على نصوصِ اللغةِ، وأفضلُ ما يُبدأُ به هو كتابُ اللهِ العزيزِ المُحكمِ، والذي يتميّزُ بغاية في البيانِ والايضاحِ وما هوَ مُستعملٌ في لغةِ العربِ وباقٍ إلى يومِ الدينِ محفوظٍ من الله سبحانَهُ؛ وقد وصفه الله تعالى بقوله: ﴿لا يأتيه الباطلُ من بينِ يديهِ ولا مِنْ خلفِهِ تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ ﴾ [ فصلت:42].

3- ثُمّ بعدَ ذلك عليه التدرُّبُ على قراءةِ نصوصٍ مُتقَنَةٍ ومُحَرَّكَةٍ، ومِنْ ثَمّ عليه تسجيلُ بعضِ النصوصِ غيرِ المُحرّكةِ، ثُمّ سماعِها وعَرضِها على مختصين في اللغة؛ لتصوِيبِها، وبعد ذلك القيام بتسجيلها بشكلٍ صحيحٍ.

وخلاصة ما سبق مَنْ أرادَ إتقانَ التحدّث بالفُصحى فعليه بالإكثار من القراءة والسماع والتسجيل، وقبل ذلك كلّه الاستعانَة بالعليِّ القديرِ، وطلب التوفيق والتيسير منه -سبحانه- وانشراح الصدر ، وانطلاق اللسان.

فالتحدُّثُ بالفصحى له هيبةٌ ومنزلةٌ راقيةٌ لصاحبها والعكس صحيحٌ تمامًا، ولا سيما إنْ كانَ المُتحدِّث هو من المتخصّصين باللغةِ العربيةِ.

ولَعَمري لهوَ الشيءُ المعيبُ جدًا، والنَّقصُ الذي لا تسدّهُ شهادةٌ ولا ترقيةٌ ولا أيُّ شيءٍ آخر.

3 Comment

ترك تعليق