كيفية امتلاك مهارة التحدث بالفصحى – المقال السابع

كتبه/ هناء حسين مهدي

إنَّ اللغة العربية من أقدم اللغات وأكثرها شيوعًا اليوم في العالم. وقد حفظها الله إذ أنزل آخر كتبه، ألا وهو القرآن، بها. فهي لغة فصيحة دقيقة بذات مفرداتها وتراكيب جملها.

ورغم أن معظم – إن لم يكن جميع العرب – يتحدثون بلهجات عربية مختلفة إلا أنه تبقى الفصحى هي لغة الرسائل الرسمية والجرائد والكتب وهناك من يرغب التحدث في الفصحى ابتعادا عن اللهجات العامية التي دخلتها مفردات أعجمية كثيرة.

فيا ترى كيف يمتلك المرء مهارة التحدث بالفصحى؟

قبل أن يقود الإنسان سيارة عليه تعلم قيادة السيارة والإلمام بكل ما يخص بالسير في الطريق كذلك على من يريد التحدث بالفصحى؛ فعليه أن يتعلم قواعد ونحو اللغة العربية وأن يعرف كيفية تطبيقها عمليًا لكي يتعلم نطق المفردات بشكل صحيح وتشكيلها الصحيح وهي في جمل.

وكما يتطلب الأمر من سائق السيارة أن يقود سيارته بحذر وانتباه شديد حتى لا يخطأ فالفصحى حساسة أيضا يحتاج المتحدث بها أن يكون دقيقا وصحيحا في تشكيل الكلمات حتى لا يخطأ فيخل بالمعنى.

وبما أن الطفل الصغير يقضي أكثر من أول سنة من عمره يستمع لما يقال حوله قبل أن يبدأ النطق ببعض الكلمات ثم تزداد حصيلته من المفردات رويدًا رويدًا حتى يصل الأمر به إلى التحدث بجمل مفيدة ومن ثم إلى التحدث بفقرات متناسقة سلسة، فالاستماع الكثير إلى المحاضرات والندوات أو حتى نشرة الأخبار التي تبث على القنوات الفضائية تعود الاذن على اللغة السليمة.

ومن المهم الاستماع إلى ما هو محبوب حتى تستمر الرغبة في الاستماع. وبعد مرور فترة وجيزة يتحول ما تم سمعه لا شعوريا إلى التحدث به لأن الاذنين قد تعودا إلى استماع بالفصحى والاستمتاع بها.

– استخدام عدد كبير من الحواس الخمسة يزيد من نسبة النجاح فيما يطمح له المتحدث.

– وبالإضافة إلى الاستماع فتعويد العينين على قراءة الكتب والمجلات تزيد من التطبيق العملي للقواعد والنحو، كما تزيد من حصيلة المفردات والعبارات الفصيحة.

فالقراءة الجهرية التي تسمعها أذن القارئ تعود أذنه على الاستماع وامتصاص عقله . وإذا قام القارىء البحث في كل ما استشكلت عليه من كلمات أو عبارات ترسغ عنده ما استشكل عليه فلا ينساها بسهولة. وإذا تم تحويل ما رأته العينان وسمعته الأذنان ونطقه اللسان إلى مقالات أو خواطر أو قصص أو ما شاء أن يكتب القارىء؛ فذلك يثبت الفصحى لديه فيبدأ يفكر بها ويتحدث بها تِلْقائيًا.

– وبما أن اللغة المتداولة بين العرب هي اللهجات ومن ضمنها المفردات الأجنبية فاستبدال تلك المفردات بما يقابلها بمفردات فصحى يزيد من حفظ اللغة العربية ممن يسعون لتحريفها كما يزيد ذلك من حصيلة المفردات لدى المتحدث.

– وبما أن المسألة هي مسألة ممارسة تحدث الفصحى فلم لا نتحدث بها مع من هم حولنا.

– ربما يتم الاستهزاء بنا في بداية الأمر لكن نظرتهم إلى ما نقوم به ستتغير إذا رأونا جادين ومثابرين لتحقيق هدفنا ومن ثم سيلتحقون بنا مما سيزيد من المتحدثين بالفصحى والاستماع إليها وكما يتحسن سائق السيارة كل مرة يقود سيارته فتتحسن الفصحى لدى المتحدث كلما تحدث بها فمع الممارسة يأتي الإتقان.

2 Comment

ترك تعليق