المؤلف:
المحقق: د. فخر الدين قباوة

‌‌وَالنّصب ب إِن وَأَخَوَاتهَا:

قَوْلهم إِن زيدا فِي الدَّار شبهوه بِالْفِعْلِ الَّذِي يتَعَدَّى إِلَى مفعول بِهِ مقدم على الْفَاعِل كَقَوْلِهِم ضرب زيدا عَمْرو وَأخرج عمرا صَالح.

‌‌وَالنّصب بِخَبَر كَانَ وَأَخَوَاتهَا:

قَوْلهم كَانَ زيد قَائِما وَهُوَ فِي التمثال بِمَنْزِلَة الْمَفْعُول بِهِ الَّذِي تقدم فَاعله مثل قَوْلهم ضرب عبد الله زيدا.

‌‌وَالنّصب من التَّفْسِير:

قَوْلهم عنْدك خَمْسُونَ رجلا نصبت رجلا على التَّفْسِير قَالَ الله عز وَجل ﴿ إِن هَذَا أخي لَهُ تسع وَتسْعُونَ نعجة ﴾ نصبت نعجة على التَّفْسِير قَالَ الْأَعْشَى

(فَلَو كنت فِي جب ثَمَانِينَ قامة… ورقيت أَسبَاب السَّمَاء بسلم)

نصبت قامة على التَّفْسِير.

‌‌وَالنّصب من التَّمْيِيز

قَوْلهم أَنْت أحسن النَّاس وَجها وأسمحهم كفا يَعْنِي إِذا ميزت وَجها وكفا فَنصبت وَجها وكفا على التَّمْيِيز قَالَ الله عز وَجل فِي الْمَائِدَة

﴿ قل هَل أنبئكم بشر من ذَلِك مثوبة عِنْد الله ﴾ وَمثله ﴿ خير عِنْد رَبك ثَوابًا وَخير مردا ﴾ وَمَا كَانَ من نَحوه نصب مثوبة وثوابا ومردا وَمَا أشبهه على التَّمْيِيز.

قَالَ جرير بن عَطِيَّة:

(ألستم خير من ركب المطايا… وأندى الْعَالمين بطُون رَاح)

نصب الْبُطُون على التَّمْيِيز والستم تَقْرِير أخرج مخرج الِاسْتِفْهَام وَقَالَ آخر

(لنا مرفد سَبْعُونَ ألف مدجج… فَهَل فِي معد مثل ذَلِك مرفدا)

يَعْنِي إِذا ميزت مرفدا وَقَالَ آخر

(ومية أحسن الثقلَيْن خدا… وسالفة وَأَحْسَنهمْ قذالا)

يَعْنِي إِذا ميزت خدا وسالفة وقذالا وَقَالَ آخر

(فَإِنَّكُم خِيَار النَّاس قدما… وأجلده رجَالًا بعد عَاد)

(وَأَكْثَره شبَابًا فِي كهول… كأسد تبَالَة الشهب الْوَارِد)

‌‌وَالنّصب بِالِاسْتِثْنَاءِ

قَوْلهم خرج الْقَوْم إِلَّا زيدا وَقَامَ النَّاس إِلَّا مُحَمَّدًا نصبت زيدا ومحمدا لِأَنَّهُمَا لم يشاركا النَّاس وَالْقَوْم فِي فعلهم فأخرجا من عَددهمْ.

‌‌وَالنّصب بِالنَّفْيِ

قَوْلهم لَا مَال لعبد الله وَلَا عقل لزيد وَلَا جاه لعَمْرو نصبت مَالا وعقلا وجاها على النَّفْي

وَلَا يَقع النَّفْي إِلَّا على نكرَة قَالَ الشَّاعِر

(أنكرتها بعد أَعْوَام مضين لَهَا… لَا الدَّار دَارا وَلَا الْجِيرَان جيرانا)

فنفى بِالْألف وَاللَّام.

‌‌وَالنّصب ب حَتَّى وَأَخَوَاتهَا

قَوْلهم لَا أَبْرَح حَتَّى تخرج وَلَا أذهب حَتَّى تقدم وَلنْ أخرج حَتَّى تَأْتِينَا نصبت تخرج وتأتينا وَتقدم ب حَتَّى قَالَ الله جلّ وَعز ﴿ لَا أَبْرَح حَتَّى أبلغ مجمع الْبَحْرين ﴾.

المصدر: الجمل في النحو

ترك تعليق