الخبر

قلنا: إن الخبر هو الركن الأساسي الآخر الذي يكمل الجملة مع المبتدأ ويتمم معناها الرئيسي، وهو مرفوع.

وفي التطبيق النحوي يهمنا من الخبر النواحي الآتية:
1- أنواع الخبر:
الخبر قسمان مفرد، وجملة:
أ- الخبر المفرد: وهو ما ليس بجملة، ويكون جامدا أو مشتقا، فتقول:
الثريا نجمٌ التوباد جبلٌ
نجم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
جبل: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وهذان مثالان للخبر الجامد.
زيد مجتهد المنظر رائع
مجتهد: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
رائع: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وهذان مثالان للخبر المشتق[1].


ب- الخبر الجملة:
قد يكون الخبر جملة اسمية أو فعلية، فتقول:
زيد خلقه كريم.
زيد: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.
خلقه: مبتدأ ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر.
كريم: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
عليٌّ يتحدث الفرنسية.
علي: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
يتحدث: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
– يجوز في الجملة الواقعة خبرا أن تكون جملة إنشائية:
الكتاب اقرأه.
الكتاب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
اقرأه: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
ومثل: ﴿ الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ ﴾.
القارعة: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ الثاني مقدم.
القارعة: مبتدأ ثانٍ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول في محل رفع.

ولا يصح أن تكون الجملة الواقعة خبرًا جملة ندائية مثل:
علي يا هذا.
– هناك أنواع من المبتدأ لا بد أن يكون خبرها جملة، وهي:
1- ضمير الشأن، مثل:
﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
هو: ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
الله: لفظ الجلالة مبتدأ ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.
أحد: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
2- أسماء الشرط الواقعة مبتدأ، وخبرها جملة الشرط، مثل:
مَن يذاكر ينجح.
من: اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
يذاكر: فعل مضارع مجزوم بالسكون؛ لأنه فعل شرط، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
3- المخصوص بالمدح أو الذم إن كان مقدمًا، مثل:
خالدٌ نعم القائد.
خالد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
نعم: فعل ماض مبني على الفتح.
القائد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
4- المبتدأ في أسلوب الاختصاص، مثل:
نحن -العربَ- نكرم الضيف.

نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
العرب: مفعول به لفعل محذوف تقديره أخص، منصوب بالفتحة الظاهرة.
نكرم: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
5- كلمة “كأين” الخبرية إن وقعت مبتدأ، مثل:
كأين من مريض شفاه الله!
“معنى الجملة: كم من مريض شفاه الله! “.
كأين: مبتدأ مبني على السكون في محل رفع.
من مريض: جار ومجرور متعلق بكأين.
شفاه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
– الجملة الواقعة خبرا لا بد أن تكون مشتملة على رابط يربطها بالمبتدأ وإلا صارت جملة أجنبية لا يصح الإخبار بها.

وهذا الرابط أنواع:
1- أن يكون ضميرا راجعا إلى المبتدأ مطابقا إياه، وهو أهم الروابط، وفي الأمثلة السابقة كلها ضمير في الجملة الواقعة خبرا يعود على المبتدأ. ويجوز حذف هذا الضمير إن كان معلوما مثل:
العنب أقة بعشرين قرشا.
العنب: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.

أقة: مبتدأ ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة.
بعشرين: الباء حرف جر، وعشرين مجرور بالباء وعلامة جره الياء، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الثاني.
والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول “وتقدير الجملة: العنب أقة منه بعشرين قرشا”.
2- إعادة المبتدأ لأسباب بلاغية كالتفخيم أو التهويل أو غيرهما:
﴿ الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ ﴾.
الحاقة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ الثاني.
الحاقة: مبتدأ ثان مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
3- وجود اسم إشارة إلى المبتدأ، مثل:
النجاح ذلك أمل كل طالب.
النجاح: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.
ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان، واللام للبعد حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
أمل: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.


ج- شبه الجملة:
يكثر في الكتب المدرسية وكتب النحو المعاصرة وقوع شبه الجملة خبرا، وهذا يخالف رأي القدماء الذين يقررون أن شبه الجملة نفسه لا يكون خبراولا غيره، بل يتعلق بالخبر، وهو ما نراه أيضا؛ لأن العربية درجت على حذف الخبر إذا دل على كون عام؛ أي كلمة: موجود أو كائن أو مستقر، دون تحديد لهيئة هذا الوجود، فنقول:
الطالب في الفصل.
أمام البيت شجرة.
الصوم يوم الخميس.
يدل على ذلك أن الخبر إذا دل على كون خاص فلا بد من ذكره، مثل:
زيد نائم في البيت.
الصلاة مقصورة في السفر.
وأنت لا تستطيع أن تحذف هذا الخبر وإلا ضاع المعنى الذي تريده، فذكر الخبر في موضع يدل على أنه موجود في الموضع الآخر، لكنه حذف لكثرة الاستعمال. وعلى هذا نقول في إعراب الأمثلة الأولى:
الطالب في الفصل.
الطالب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
في الفصل: في حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفصل مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
أمام البيت شجرة.
أمام: ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة.
البيت: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
شجرة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
تنبيه: ظرف المكان لا يتعلق بخبره إلا عن أسماء الأحداث، مثل:
الصوم يوم الخميس.
الصوم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.

يوم: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.
الخميس: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
ولا يصح أن يتعلق بخبر عن أسماء الذوات، فلا يصح أن تقول: محمد اليوم، أو علي غدا.
إلا إذا صح التأويل مثل:
الهلال الليلة.
الهلال: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
الليلة: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
“وتقدير الجملة: رؤية الهلال الليلة”.


[1] ذكرنا تقسيمهم الخبر المفرد إلى جامد ومشتق؛ لأنهم يرون أن الخبر الجامد خالٍ من ضمير مستتر فيه، أما الخبر المشتق فيرفع في الغالب ضميرا مستترا وجوبا أو ضميرا بارزا أو اسما ظاهرا، والتقدير: زيد مجتهد “هو”؛ لأنك تستطيع أن تقول: زيد مجتهد أخوه.

اضغط على أيقونة رابط قناتنا على التليجرام

ترك تعليق