المتثنى بـ (إلا) (المفعولات 5)
المتثنى بـ (إلا) (المفعولات 5)
تعريفه:
الاستثناءُ: هو إخراجُ ما بعْدَ أداةِ الاستثناءِ من حُكْم ما قَبْلَها، نحو: {الأخِلَّاءُ يومَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلَاّ المتَّقينَ}.
أركانه:
المستثنى، المستثنى منه، أداةُ الاستثناءِ.
أنواعه:
أنواعُ الاستثناءِ ثلاثةُ أقسامٍ:
١ – باعتبارِ ما يتقدَّمُهُ من حيثُ الإثباتُ والنَّفيُ:
[١] استثناءٌ موجَبٌ، وهو الَّذي لم يتقدَّمْهُ نفيٌ أو نَهْيٌ أو استفهامٌ، نحو: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً منهُمْ}.
[٢] استثناءٌ غيرُ موجَبٍ، وهو عكْسُ الَّذي قَبلَه، نحو: {ما فَعَلُوهُ إلَاّ قَليلٌ مِنْهُمْ}، {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلَّا امرَأَتَكَ} وقَرَأَ ابنُ كَثيرٍ وأبو عَمْرٍو من السَّبعةِ: {إلَّا امرَأَتُكَ}، ونحو: {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَحْمَةِ رَبّهِ إلَّا الضَّالُّونَ}.
٢ – باعتبارِ كونِ المسْتثنى جُزءًا من المستثنى منه أم لا:
[١] استثناءٌ متَّصِلٌ، وهو ما كانَ فيه المستثنى من نفْسِ جِنْسِ المستثنى منه، نحو قولِكَ: (زارَني الأصحابُ إلَّا بَكْراً)، و (ما زارَني الأصحابُ إلَّا محمَّدٌ) و (محمَّداً).
فـ (بكرٌ) و (محمَّدٌ) من جِنْسِ الأصحابِ الَّذينَ استُثنيَ منهم:
[٢] استثناءٌ منقَطِعٌ، وهو ما كانَ فيه المستثنى من غيرِ جِنْسِ المستثنى منه، نحو قولِكَ: (وَصَلَ الأصحابُ إلَّا سيَّارةً)، و (ما وَصَلَ الأصحابُ إلَّا سيَّارةً).
فـ (سيَّارةً)، في الموضعينِ مستثنى من الأصحابِ، لكنَّها ليسَتْ من جِنْسِهِمْ حيثُ تُريدُ بها وسيلةَ الرُّكوبِ المعروفةَ.
٣ – باعتبارِ ذِكْرِ المستثنى منه أو حَذْفِهِ:
[١] استثناءٌ تامٌ، وهو الَّذي ذُكِرَ فيه المستثنى منه، كالأمثلةِ المتقدِّمة.
[٢] استثناءٌ مُفَرَّغٌ، وهو الَّذي حُذِفَ فيه المستثنى منه، نحو: (ما قامَ إلا حُسامٌ).
إعرابه:
له ثلاثُ حالاتٍ:
١ – وجوبُ نصبِ المستثنى، وذلكَ:
[١] إذا كانَ الاستثناءُ موجَباً تامًّا، نحو: {فنَجَّيناهُ وأَهْلَهُ أجْمَعينَ. إِلَّا عَجوزاً}، أو موجَباً مُنْقَطِعاً، نحو: {فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. إِلَّا إِبْليسَ}.
[٢] إذا كانَ الاستثناءُ منقطعاً غيرَ موجَبٍ، نحو: {ما لَهُمْ به مِنْ عِلْمٍ إلَاّ اتّباعَ الظَّنِّ}.
[٣] إذا تقدَّمَ المستثنى على المستثنى منه على أيِّ حالٍ كانَ الاستثناءُ، نحو:
وما ليَ إلَاّ آلَ أحْمَدَ شِيعَةٌ … وما ليَ إلَاّ مَذْهَبَ الحقِّ مَذْهَبُ
٢ – جوازُ إعرابهِ إعرابَ المستثنى منه، وجوازُ نَصبِهِ، وذلكَ: إذا كانَ الاستثناءُ متَّصلًا غيرَ موجَبٍ، نحو: {مَا فَعَلوهُ إلَّا قَليلٌ مِنْهُمْ}، وقرأها ابنُ عامِرٍ من السَّبعةِ: {إِلَّا قَليلًا}.
٣ – يُعامَلُ المستثنى كما لوْ لم توجَدْ (إلَّا)، وذلكَ: إذا كانَ الاستثناءُ مفرَّغاً، تقولُ: (ما جاءَ إلَاّ سَعيدٌ)، (ما رأيْتُ إلَّا سَعِيداً)، (ما مَرَرْتُ إلَّا بِسَعِيدٍ).
الاستثناء بغير (إلا):
يُستعمَلُ للاستثناءِ أدواتٌ غيرُ (إلَّا) هى على ثلاثةِ أقْسامٍ:
١ – أداتانِ يأتي المستثنى مُضافاً إليهما، هما: (غير) و (سِوى).
وتُعرَبان إعرابَ المستثنى، تقولُ: (حَضَرَ الضُيوفُ غَيْرَ رَجُلٍ)، و (سِوى رجُلٍ)، و (ما حَضَرَ الضُّيوفُ غيْرَ رجُلٍ) و (غَيْرُ رجُلٍ).
٢ – أدواتٌ تَنْصِبُ المستثنى دائماً، وهي: لَيْسَ، لا يكونُ، ما خَلا، ما عَدا.
تقولُ: (اجتمَعَ الأعضاءُ لَيْسَ المديرَ)، أو: لا يكونُ المديرَ)، أو: (ما خلا المديرَ)، أو (ما عَدا المديرَ)، ومنه الحديثُ: “ما أَنْهَرَ الدَّمَ وذُكِرَ اسْمُ اللهِ علَيْهِ فكُلُوه ليسَ السِّنَّ والظُّفُرَ”.
الإعرابُ: كلمةُ (المديرَ) بعْدَ (ليسَ، لا يكونُ) خبَرٌ منصوبٌ، وكذا “السِّنَّ والظُّفُرَ”، و (المديرَ) بعدَ (ما خلا، ما عَدا) مفعولٌ به منصوبٌ.
٣ – أدواتٌ تُستَعمَلُ حروفاً وأفعالاً، فإنْ قدَّرتَها حروفاً جَرَرْتَ المستثنى بها، وإن قدَّرْتَها أفعالًا نَصَبْتَه، وكلُّ ذلكَ سائغٌ، وهي: خَلا، عَدا، حاشا، تقولُ: (حَضَرَ الطَّلَبةُ خَلا عليٍّ) و (خَلا عليًّا)، و (عَدا عليٍّ)، و (عَدا عليًّا)، و (حاشا عليٍّ) و (حاشا عليًّا).