هَذِه الْحُرُوف – أَعنِي (أَن وكي وَإِذن – (تقع للمستقبل كوقوع (أَن) لَهُ، فَلَمَّا كَانَت مشابهة ل (أَن) فِي إِيجَابهَا لكَون الْفِعْل الْمُسْتَقْبل، نصبت لَا غير، كنصب (أَن) .وَقد ذكرنَا فِي الْفَصْل الْمُقدم عِلّة أُخْرَى فِي نصب (أَن)، فأغنى عَن إِعَادَته. وَاعْلَم أَن ل (إِذن) ثَلَاثَة أَحْوَال:
أَحدهَا: أَن تنصب لَا غير
وَالثَّانيَة: أَن يجوز إلغاؤها وإعمالها.
وَالثَّالِثَة: أَلا يجوز إعمالها.
العوارض: جمع عارض؛ قال الأزهري ت 370هـ: “كل مانعٍ منَعك من شغلٍ وغيره من الأمراض، فهو عارض، وقد عرَض عارضٌ؛ أي: حال حائلٌ، ومنَع مانعٌ، ومنه قيل: لا تَعرِض لفلان؛ أي: لا تَعترض له، فتَمنَعه باعتراضك أن يقصد مرادَه، ويذهب مَذهبه، ويقال: سلكتُ طريقَ كذا، فعرَض لي في الطريق عارضٌ؛ أي: جبل شامخ قطَع عليَّ مذهبي”
جاء تعريف التركيب عند النحاة القدامى تحت باب: ائتلاف الكلمات؛ يقول أبو علي الفارسي ت 377هـ: “الاسم يأتلف مع الاسم، فيكون كلامًا مفيدًا؛ كقولنا: عمرو أخوك، وبِشر صاحبُك، ويأتلف الفعل مع الاسم، فيكون ذلك كقولنا: كتَب عبدالله، وسُرَّ بكر”