لقد كان العرب قديمًا قبل وضع علم النحو ينطقون لغتهم بكل سهولة ويسر؛ بسليقة جبلوا عليها، فكانت اللغة تخرج من أفواههم كما يفوح العطر من الزهر، وكما يسيل العسل من النحل، فإنهم في جاهليتهم كانوا يتكلمون في شؤونهم دون تعمل فكر، أو رعاية قانون كلامي يخضعون له، قانونهم ملكتهم التي خلقت فيهم، ومعلمهم بيئتهم المحيطة بهم
