العامِّيَّة لا تَنْفِرُ ولا تَفِرُّ ولا تغرب – في حدود بيئتها – لأن مستخدمها يَهْمِسُ بها، يضحك، يبكي، يأكل ويشرب ويسامر، تدخل معه طعامَهُ، في إدامِهِ، يُسِرُّ بها معه تحت دفء الدِّثار والغطاء، أي: إنها في مجال المستور المحدود.
هذه المَسألةُ ذكرَها سِيبويْهِ وابنُ هِشامٍ والسُّيُوطيُّ وابنُ عصفُورٍ والبطليوسي والهروي وكثيرٌ مِن النُّحاةِ فِي كتبِهم، وسُمِّيتْ بالمَسألةِ المِسكيَّة أخذًا من كلمةِ ( المسك ) التي وردت فِي كلامِ العَرَبِ.
تاءُ التَّأنيث السَّاكنةُ، هل هيَ اسمٌ أمْ حرفٌ ضِمْنَ ما قالَهُ النُّحاةُ ؟
هو ما لم يُذكرْ فيه المُستثنى مِنه، وسُمِّيَ بذلك؛ لأنَّهُ مُفرَّغٌ مِن المُستنثى مِنه، مِثالُ ذلك: ما حَضَرَ إلا سالمٌ، ولا يكونُ هذا الاستثناءُ عِندَ أكثرِ النُّحاةِ إلاَّ في غيرِ المُوجب، وهو المَسبوقُ بنفيٍ أو نهيٍ أو استفهامٍ كقولِه تعالى: هَلْ هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ.