حظِي عِلمُ النَّحو من بين العلوم بالنصيبِ الأوفر، والحظِّ الأكبر من هذا؛ فقد أجمع العلماء على لُزوم تعلم النَّحو وتفهُّمه لكلِّ مَن أراد تعلُّم القرآن، ورام تفسيرَه وتفهُّمَه وتدبُّره. وتوثَّقت العلاقة بين التفسير والنَّحو، حتى عُدَّ مِن أوَّل شُروط المفسِّر: أن يكون عالِمًا بالنحو.
والمُفسِّرون المستدرِكون على النحاة كُثُرٌ من المتقدمين والمتأخرين، وفي هذا البحث بيان طرائق استدراكات المفسرين على النحاة، أسلِّط الضوء فيه على أشهرِ مَن صنَّفوا في التفسير وكتبهم في علم التفسير التي عُنوا فيها بالمَسائل النحوية وتطبيقها أثناءَ تفسيرهم للقرآن الكريم؛ لبيان الاستدراكات النحوية الواردة فيها، وبيان منهجهم في تلك الاستدراكات على النحاة وبعض القواعد النحوية.
ورتبتُها حسَب الوفيات، مُبتدئًا بترجمة مُوجَزة عن المُفسِّر، ثم الحديث عن منهجه النحوي في تَفسيره، وبيان بعض الاستدراكات له أو منهجه في الاستدراك على النحاة إجمالًا.
ثم أذكر خاتمة بأهم نتائج البحث، وأهم المراجع التي رجعت إليها فيه.