طوس أو طــيـــس (طرفات نحوية)

قَوْلهم عَلَيْك زيدا ودونك عمرا ورويدك مُحَمَّدًا ورويد عمرا نصبته بالإغراء قَالَ الله جلّ وَعز فِي الْمَائِدَة ﴿ يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا عَلَيْكُم أَنفسكُم ﴾ فنصب على الإغراء

وَقَالَ الشَّاعِر

(فعد عَن الصِّبَا وَعَلَيْك هما … توقش فِي فُؤَادك واختبالا)

نصب هما بالإغراء وَقَالَ آخر

(رويدا عليا جد مَا ثدي أمه … إِلَيْنَا وَلَكِن بغضه متماين)

ويغرى بكذلك ايضا قَالَ الشَّاعِر

(أَقُول وَقد تلاحقت لمطايا … كَذَاك القَوْل إِن عَلَيْك عينا)

نصبت القَوْل بالإغراء وَمعنى الإغراء الزم واحفظ

قَوْلهم رَأسك والحائط والأسد الْأسد مَعْنَاهُ احذر الْأسد قَالَ الله عز وَجل ﴿ فَقَالَ لَهُم رَسُول الله نَاقَة الله وسقياها ﴾ وَمَعْنَاهُ احْذَرُوا نَاقَة الله أَن تمسوها بِسوء

وَقَالَ الشَّاعِر

(أَخَاك أَخَاك إِن من لَا أَخا لَهُ … كساع إِلَى الهيجا بِغَيْر سلَاح)

وَقَالَ آخر

(فطر خَالِدا إِن كنت تَسْتَطِيع طيرة … وَلَا تقعن إِلَّا وقلبك حاذر)

نصبت خَالِدا على التحذير

مثل قَوْلهم أَتَانِي خَمْسَة عشر رجلا ومررت بِخَمْسَة عشر رجلا وَضربت خَمْسَة عشر رجلا صَار الرّفْع وَالنّصب والخفض بِمَنْزِلَة وَاحِدَة لِأَنَّهُ اسْم بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ ضم أَحدهمَا إِلَى الآخر فألزمت فيهمَا الفتحة الَّتِي هِيَ أخف الحركات وَكَذَلِكَ تَقول فِي معد يكرب وحضرموت وبعلبك بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ قَالَ الله عز وَجل فِي المدثر ﴿ عَلَيْهَا تِسْعَة عشر ﴾ نصب وَمحله الرّفْع لِأَنَّهُ خبر الصّفة وَتقول لَقيته كفة كفة .

وعَلى هَذَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس

(لقد أنكرتني بعلبك وَأَهْلهَا … وَلابْن جريج كَانَ فِي حمص أنكرا)

نصب بعلبك لِأَنَّهُ اسْم بِمَنْزِلَة اسْمَيْنِ

وَأما قَول الْأَعْشَى

(وكسرى شهنشاه الَّذِي سَار ملكه … لَهُ مَا اشْتهى رَاح عَتيق وزنبق)

فَهَذِهِ الْهَاء من شهنشاه تتبع مَا بعْدهَا من رفع وَنصب وخفض تَقول شهنشاه ادخل شهنشاه اذْهَبْ شهنشاه اضْرِب فَإِذا رقفت قلت شهنشاه

قَوْلهم مَا بَال زيد قَائِما وَمَالك ساكتا وَمَا شَأْنك وَاقِفًا قَالَ الله جلّ ذكره فِي ﴿ سَأَلَ سَائل ﴾ ﴿ فَمَال الَّذين كفرُوا قبلك مهطعين ﴾ وَفِي المدثر

(فَمَا لَهُم عَن التَّذْكِرَة معرضين) نصب مهطعين ومعرضين لِأَنَّهُمَا خبر مَال وَمثله فِي النِّسَاء ﴿ فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين فئتين ﴾ لِأَنَّهُ خبر مَال

قَالَ الرَّاعِي

(مَا بَال دفك بالفراش مذيلا … أقذى بِعَيْنِك أم أردْت رحيلا)

نصب مذيلا لِأَنَّهُ خبر مَا بَال

‌‌وَالنّصب من مصدر فِي مَوضِع فعل قَوْله جلّ وَعز فِي حم الْمُؤمن ﴿ سنة الله الَّتِي قد خلت فِي عباده ﴾ نصب سنة الله لِأَنَّهُ مصدر فِي مَوضِع فعل كَأَنَّهُ قَالَ سنّ الله سنة فَجعل فِي مَوضِع سنّ سنة وَهُوَ مصدر فأضافه وَأسْقط التَّنْوِين للإضافة

وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر

(يسْعَى الوشاة بجنبيها وقيلهم … إِنَّك يَا بن أبي سلمى لمقتول)

نصب قيلهم لِأَنَّهُ مصدر فِي معنى يَقُولُونَ قيلا فأضاف وَأسْقط التَّنْوِين

ترك تعليق