المنصوبات
المؤلف: ابن الحاجب الإسنوي المالكي (توفي: ٦٤٦ هـ)
المحقق: الدكتور صالح عبد العظيم الشاعر
عناصر المقال: ♦ المفعول المطلق. ♦ المفعول به. ♦ توابع المنادى. |
المنصوبات
المنصوبات: هو ما اشتمل على علم المفعوليّة.
فمنه المفعول المطلق، وهو اسم ما فعله فاعل فعل مذكور بمعناه.
ويكون للتّأكيد، والنّوع، والعدد، مثل (جلست جلوسا، وجلسة، وجلسة).
فالأوّل لا يثنّى ولا يجمع، بخلاف أخويه.
وقد يكون بغير لفظه، مثل: (قعدت جلوسا).
وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا، كقولك لمن قدم: (خير مقدم).
ووجوبا، سماعا مثل: سقيا، ورعيا، وخيبة، وجدعا، وحمدا، وشكرا، وعجبا.
اقرأ أيضا:
وقياسا فى مواضع:
منها: ما وقع مثبتا بعد نفي-أو معنى نفي-داخل على اسم لا يكون خبرا عنه.
أو وقع مكرّرا مثل (ما أنت إلاّ سيرا) و (ما أنت إلاّ سير البريد)، و (إنّما أنت سيرا) و (زيد سيرا سيرا).
ومنها ما وقع تفصيلا لأثر مضمون جملة متقدّمة، مثل: ﴿ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمّا فِداءً ﴾ [1].
ومنها ما وقع للتّشبيه علاجا بعد جملة مشتملة على اسم بمعناه وصاحبه، مثل:
(مررت بزيد فإذا له صوت صوت حمار، وصراخ صراخ الثّكلى).
ومنها ما وقع مضمون جملة لا محتمل لها غيره، مثل: (له عليّ ألف درهم اعترافا)، ويسمّى توكيدا لنفسه.
ومنها ما وقع مضمون جملة لها محتمل غيره، مثل: (زيد قائم حقّا)، ويسمّى توكيدا لغيره.
ومنها ما وقع مثنّى، مثل: (لبّيك وسعديك).
المفعول به: هو ما وقع عليه فعل الفاعل، مثل: (ضربت زيدا)، وقد يتقدّم على الفعل.
وقد يحذف الفعل لقيام قرينة: جوازا، كقولك: (زيدا) لمن قال: (من أضرب؟).
ووجوبا في أربعة أبواب [2]:
الأوّل: سماعيّ مثل: (امرأ ونفسه)، و﴿ اِنْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ ﴾ [3]، و (أهلا وسهلا).
والثّاني: المنادى، وهو المطلوب إقباله بحرف نائب مناب (أدعو) لفظا أو تقديرا.
ويبنى على ما يرفع به إن كان مفردا معرفة، مثل: (يا زيد)، و (يا رجل)، و (يا زيدان) و (يا زيدون).
ويخفض بلام الاستغاثة، مثل: (يا لزيد)، ويفتح لإلحاق ألفها ولا لام فيه، مثل:
(يا زيداه).
وينصب ما سواهما، مثل: (يا عبد الله) و (يا طالعا جبلا)، و (يا رجلا) لغير معيّن.
وتوابع المنادى المبنيّ المفردة-من التّأكيد، والصّفة، وعطف البيان، والمعطوف بحرف، الممتنع دخول (يا) عليه-ترفع على لفظه، وتنصب على محلّه، مثل (يا زيد العاقل والعاقل).
والخليل في المعطوف يختار الرّفع [4]، وأبو عمرو النّصب [5]، وأبو العبّاس [6] إن كان ك (الحسن) فكالخليل، وإلا فكأبي عمرو.
والمضافة [المعنوية] [7] تنصب، والبدل، والمعطوف غير ما ذكر حكمه حكم المستقلّ مطلقا.
والعلم الموصوف ب (ابن) مضافا إلى علم آخر يختار فتحه. وإذا نودي المعرّف باللاّم قيل: (يا أيّها الرّجل)، و (يا هذا الرّجل)، و (يا أيّهذا الرّجل).
والتزموا رفع (الرّجل)، لأنّه هو المقصود بالنّداء، وتوابعه لأنّها توابع معرب، وقالوا: (يا الله) خاصّة.
ولك في مثل [من البسيط]:
يا تيم تيم عديّ. . . …. . . [8]
[1] محمد/٤.
[2] هي كما فصّل المؤلف: الأول: سماعي، والثّاني: المنادى، والثّالث: ما أضمر عامله على شريطة التّفسير، والرّابع: التحذير.
[3] النساء/١٧١.
[4] في كتاب الجمل المنسوب له ص ٨٣ حكاية للقول بالنصب والقول بالرفع، من غير ترجيح ولا اختيار لأحدهما.
[5] يراجع: معاني القرآن وإعرابه للزّجّاج ٤/ ٢٤٣.
[6] شدّد المبرّد في المقتضب ٤/ ٢١١ على اختيار الرفع بقوله: “وتقول: يا عبد الله وزيد أقبلا، لا يكون إلا ذلك”، وفصّل الخلاف في ذي الألف واللام المعطوف على المضاف أو المفرد، فذكر أن الخليل وسيبويه والمازني يختارون الرفع، أما أبو عمرو وعيسى بن عمر ويونس وأبو عمر الجرمي فيختارون النصب، وعلى قولهم جاءت قراءة العامة [أهل المدينة وأهل الكوفة]، وقال: “والنصب عندي حسن على قراءة الناس، ” وبهذا يظهر عدم دقّة نص الكافية في مذهب المبرد.
[7] هذا اللفظ من شرح الرضي، قال ١/ ٣٣٥: “وليس في نسخ الكافية تقييد المضافة بالمعنوية، ولا بد منه؛ لأن اللفظية-كما ذكرنا-جارية مجرى المفردة”.
[8] البيت لجرير، وتمامه: لا أبا لكم لا يلقينكم في سوأة عمر والشاهد فيه أنه”إذا كرّر المنادى في حال الإضافة ففيه وجهان: أحدهما أن ينصب الاسمان معا، والثاني أن يضم الأول”اه من المفصّل ص ٧٢،٧٣.