لا شكّ في أنّ الغاية من حركة التصحيح اللغوي التي نشأت مع النحو العربي نتيجة إنتشار اللحن على الألسنة، كانت الحفاظ على اللغة العربيّة من الفساد والإنحلال إلى لهجات متعدِّدة؛ ولولا هذه الحركة، وجهود علمائنا النحويين الأوائل في وضع النحو العربي، لما كانت لغتنا الفصحى قد استمرَّت منذ العهد الجاهلي حتى يومنا هذا مفهومة لدى الناطقين بها خصوصاً والعرب عموماً، ولما كنّا اليوم نفهم الشعر الجاهلي والنصّ القرآني إلاّ قليلاً ممّا ترجع صعوبته إلى صعوبة بعض الألفاظ والتراكيب.
كتاب لغويات وأخطاء لغوية شائعة للكاتب محمد رجب النجار استخدم فيه الكاتب محمد رجب النجار أساليب ومعاني واضحة لتيسير الفهم على القراء وتوصيل جميع المفاهيم بطريقة واضحة لإفادة جميع الفئات من قراءة كتبه وسيتضح لكم ذلك.
ويوضح الشيخ النجار أيضًا هدفه في كتابه “لغويات وأخطاء لغوية شائعة” ويرى أن هذه البحوث تدور “جلها حول الأساليب والمفردات التي ند الكتاب والناطقون بها عن وجهها، وعدلوا بها عن سننها” وبين أن التأليف في هذا المجال قديم، دعا إليه انتشار اللحن بين العامة والخاصة على حد سواء.
معجم سعى فيه مؤلفه إلى منع الوقوع في الخطأ عن طريق وضع معجم متواضع لما هو ضروري وشائع من الخطأ المتداول, في عيون الألفاظ, يساعد الباحث على معرفة الصحيح والثابت. فكثيراً ما تشكل بعض الكلمات والألفاظ على طلاب العلم والباحثين، ويصعب عليهم الترجيح، وبيان الأرجح من الراجح، ويغمض عليهم التقديم والتصريح، ويُغلَق عليهم ما هو واضح عند أهل الاختصاص، فيرجعون في ذلك إلى الكثير من المعاجم والمراجع في صحيح اللغة
هذا الكتاب نقدمه (الكتابة الصحيحة لزهدي جار الله) ونحن على مثل اليقين بأنه سيسد فراغاً طالما الكثيرون إلى سده، إنه كتاب يشرح لنا بأسهل أسلوب وأوضح طريق الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من الكتاب أدباء كانوا أم صحفيين شعراء أم نقادًا، من هنا كانت الحاجة إلى هذا الكتاب الذي لا يستغني عنه أستاذ بل ولا طالب، فكم من العبارات والكلمات نحشرها في ما نكتب وهي -لو كنا على بينة من وجه استعمالها- لتحاشينا الكثير من الأخطاء التي تقع عن غير قصد أنه الدليل الذي سيأخذ بيد الكاتب إلة النهج القويم في استعمال كلمات أو عبارات، بل وحروف استعمالًا صحيحًا بحسب ما نصت عليه الشواهد اللغوية.
«تكاثرت الأخطاء اللغوية في الأعوام الأخيرة، إلى حد صار الباحث لا يحتاج معه إلى طويل عناء، لاستحضار عدة كبيرة منها على البديهة، فما كدت ألجأ إلى الذاكرة لاستحضارها حتى جعلت تنهال على ذهني، فاجتمعت لي منها طائفة صالحة، ثم عن لي أن أشفعها بما أقرأ كل يوم في الصحف، وأسمع كل يوم وليلة من الإذاعات، وإذا بجمهرة كبيرة من الأغلاط اللغوية تحتشد أمامي، مما انحدر إلينا من الجيل الماضي، وما سبقه من أجيال مع ما ابتكره الجيل الحاضر، وهو أكثر، فبعد أن كنت أتقصى الأغلاط وأتصيدها، صرت لغزارتها أتخير منها ما يصلح أن يكون نموذجا لغيره، وأنبذ الباقي الوفير، تجنبا لما لا ضرورة له من الإطالة.
إن الكثيرين من اللغويين، حاولوا تصحيح الأغلاط اللغوية قديما وحديثا، حتى أصبحت الكتابة في الأمر أشه بقرض الكفاية، لا حرج على من أسقطه عن نفسه، وما كنت لأتصدى له لولا تكاثر الأخطاء الجديدة، التي ابتدعها الجيل الجديد، ولم يسبق أن نبه عليها الأسلاف، لأنها لم تظهر في زمانهم.
لقد اهتمت مجموعة كبيرة من العلماء بمناقشة الأخطاء عن عامة المجتمع وخاصتهم، وكان من أوائل هؤلاء ثعلب في الفصيح، وابن درستويه في كتابه كتاب الكتاب، ومحمد بن يحيى الصولي في كتاب أدب الكتاب.
ويقول أحد العلماء عن هذه الكتب إنها: “أصبحت تسيء إلى اللغة بدل أن تخدمها، وذلك أنها بتزمت أصحابها، وكثرة تخطيئاتهم غير المصيبة عمومًا، باتت تنفر أهل العربية من لغتهم، إذ أن من يطلع على بعض الكتب الآنفة الذكر، وخاصة المتأخرة منها، يهوله كثرة الألفاظ والأساليب التي تخطئها- وأكثرها صحيح لا غبار عليه- فيحسب أنه في مأمن من الخطأ، بل في كثرته، خاصة أن تلك الكتب تسلط تخطيئاتها على ما كتبه كبار الكتاب والأدباء، فكيف به وهو المبتدئ بتعلم العربية، غير المتضلع من أساليبها؟ وقد يؤدي به الأمر إلى النفور من العربية وكرهها”.
ولعل الأمر الذي بات ملاحظًا أن معاجم العربية وقفت عند حدود الزمان والمكان فلم تثبت ما هو خارج نطاق الجزيرة العربية، وما هو بعد المائة الثانية من الهجرة لعرب الأمصار، والمائة الرابعة لعرب البوادي، وإذا ثبت أن اللغة ظاهرة اجتماعية، فإنها تتطور بتطور المجتمع.
ولأن هناك أهمية كبيرة، وأمانة في عنق الحس القومي العربي، لإحياء دور اللغة العربية الرائد كأداة للعلوم، فأنشئت المجامع اللغوية في بعض الدول العربية، في مقدمتها مصر، وفي مجمع الخالدين، فحمل المجمع على عاتقه قدر ما يستطيع من النظر في طبيعة العصر، وما يحتاج إليه العربي من مفردات وتراكيب، فقدم لنا بعضاً من أعماله العلمية الرائدة، هذا ما نراه في مجلته، ومعاجمه على اختلاف حجمها، مثل الوسيط والوجيز والكبير، واتخذ المجمع مجموعة من القرارات، بهذا الصدد، هي: فتح باب الوضع للمحدثين، بوسائله المعروفة من اشتقاق وتجوز وارتجال، إطلاق القياس؛ ليشمل ما قيس من قبل، وما لم يقس، تحرير السماع من قيو الزمان والمكان؛ ليشمل ما يسمع اليوم من طوائف المجتمع، كالحدادين والنجارين والبنائين، وغيرهم من أرباب الحرف والصناعات، الاعتداد بالألفاظ المولدة، وتسويتها بالألفاظ المأثورة عن القدماء.
المراد باللسانين – اللسان والقلم، فإن العرب تقول: القلم أحد اللسانين. والمقصود هنا إصلاح الأخطاء التي تفاقم أمرها في هذا الزمان حتى أصبحت مألوفة عند أكثر الخاصة بَلْهَ العوام، فشوهت وجه اللسان العربي المبين، ورنقت صفو زلاله المعين، مما يسوء كل طالب علم، يحرص على حفظ لغة القرآن، وصيانتها من الإفساد والتشويه، والعبارات الجافية التي تشين جمالها، وتذهب ببهائها.
ولم يزل علماء اللغة معتنين بهذا الموضوع، باذلين جهدهم في تنظيف الإنشاء العربي من الألفاظ الدخيلة، والتعابير الثقيلة.وقد ألف في ذلك الإمام أبو محمد القاسم بن علي الحريري كتابًا نفيسًا سماه: (درة الغواص في أوهام الخواص) وهو مطبوع متداول. وألف الشهاب الخفاجي كتاب (شفاء العليل في العامي والمولَّد والدخيل).
وألف الشيخ إبراهيم اليازجي الناقد البصير كتابًا سماه: (لغة الجرائد) وألف الأديب أسعد داغر في ذلك كتابًا سماه (تذكرة الكاتب).
وقد بدا لي أن أكتب مقالات في هذا الموضوع، أداء لواجب لغة الضاد، وصونًا لجمالها من الفساد، راجيًا أن ينفع الله بما أكتبه تلامذتي في الشرق والمغرب وفي أوربا، وأنا على يقين أنهم يتلقون ما أكتبه بشوق وارتياح. وكذلك رفقائي الكُتَّاب المحافظون سيستحسنون ذلك. أما الكُتَّاب الذين يكرهون التحقيق ويرخون العنان لأقلامهم بدون تبصر ولا تمييز، بين غث وسمين، وكدر ومعين، فإنهم سيستثقلون هذا الانتقاد، وقد يعدونه تكلفًا وتنطعًا، وتقييدًا للحرية – بزعمهم – فلهؤلاء أقول: إني لم أكتب لكم، فما عليكم إلا أن تمروا على ما أكتب مرور الكرام، وتدعوه لغيركم الذين يقدرونه حق قدره، وهذا أوان الشروع في المقصود، وبالله أستعين، فهو نعم الناصر ونعم المعين.
قصد الكتاب إلى تقويم القلم واللسان، وتنزيههما عن الأخطاء التي تفاقم أمرها، وأصبحت مألوفة عند الخاصة فضلا عن العامة، وقد كتبه المؤلف صونا لجمال لغة القرآن من الإفساد.وهو رحمه الله لم يستقص الأخطاء، وإنما نبه على الشائع منها، وقد شاعت من بعده أخطاء أخرى.
يدخل كتاب تقويم اللسانين–تقي الدين الهلالي في دائرة اهتمام الباحثين في مجال اللغة العربية بشكل خاص والباحثين في المجالات الأكاديمية وثيقة الصلة بوجه عام حيث يقع كتاب تقويم اللسانين–تقي الدين الهلالي في نطاق تخصص علوم اللغة العربية ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل البلاغة اللغوية والأدب العربي والشعر والنثر وغيرها من الموضوعات اللغوية التي تهم الدارس في هذا المجال.
يدخل كتاب تطهير اللغة من الأخطاء الشائعة في دائرة اهتمام المتخصصين في علوم اللغة العربية وآدابها تحديدًا والباحثين في الموضوعات ذات الصلة بوجه عام؛ حيث يقع كتاب تطهير اللغة من الأخطاء الشائعة ضمن نطاق تخصص علوم اللغة ووثيق الصلة بالفروع الأخرى مثل الشعر، والقواعد النحوية، والصرف، والأدب، والبلاغة، والآداب العربية.
«تَذْكِرَة الكاتب» هو كتابُ يهدف إلى تهذيب ألسنة أهل اللغة عن طريق تنبيههم إلى الأخطاء التي ذاع استخدامها، وشيوعها بين أوساط الكُتَّاب والشعراء، وهم الفئة التي تُوصَفُ بأنها المتحدث الرسمي باسم الثقافة، واللغة، والأدب، واصطفاء الكاتب لهذه الفئة التي تجسد قمة الهرم الثقافي في مجتمعاتها هو أفصح برهانٍ على خطورة هذه الأخطاء التي تُسْهِمُ فدَاحتها في هدم الصرح اللغوي الشامخ. ويتناول الكاتب في مؤَلَّفِهِ العوامل التي تؤدي إلى استدراج الكُتَّاب نحو الأخطاء اللغوية، ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يجد أن الكاتب قد وفِّقَ في استيفاء الكثير من الأخطاء اللغوية بحثًا، وكأنه أوجَدَ بهذا الكتاب قاموسًا من الصواب اللغوي الذي يُحافظ على نفائس اللغة ومقدراتها. ومن الجدير بالذكر أن داغر من أوائل من دعوا لإنشاء مجمع للغة العربية من أجل الحفاظ على مُقدَّراتِ جمالها