التوابع (1)
تعريفها:
جَمْعُ تابعٍ، وهو الكلمةُ الَّتي تتبَعُ غيرَها في إعرابِها. وهي: النَّعْتُ، التَّوكيدُ، العَطْفُ (عَطْفُ البَيانِ، عَطْفُ النَّسَقِ)، البَدَلُ.
١ – النعت
تعريفه: هو تابعٌ مكمِّلٌ لمتبوعِهِ مشتقٌّ أو مؤوَّلٌ به، يأتي مختلفاً بلَفْظِهِ عن لفْظِ متبوعِهِ.
أغراضه:
1- تخصيصُ نكرةٍ، نحو: {فتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤمِنَةِ}.
2- توضيحُ معرفةٍ، نحو: (رأيْتُ سَعْداً النَّجَّارَ).
3- مَدْحٌ، نحو: {بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَحيمِ}.
4- ذَمٌّ، نحو: (أعوذُ باللهِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ).
5- ترحُّمٌ، نحو: (اللهُمَّ الْطُفْ بعَبْدِكَ الضَّعيفِ).
6- توكيدٌ، نحو: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ}، {لا تتَّخِذُوا إلهَينِ اثنَينِ}.
حكمه:
١ – يتبَعُ منعوتَهُ في تصريفِهِ وإعرابِهِ، تقولُ: (مررتُ برجُلٍ قائِمٍ)، (برجُلَيْنِ قائمَينِ)، (برِجالٍ قائِمينَ)، (بامرأةٍ قائمةٍ)، (بامرأتينِ قائمتينِ)، (بنِساءٍ قائِماتٍ).
٢ – إذا كانَ الموصوفُ معلوماً بدونِ الصِّفةِ (النَّعتِ) جازَ أن تتبَعَ الموصوفَ وجازَ أن تُقْطَعَ عن إتباعِهِ، تقولُ: (زُرْتُ طَبيباً حاذِقاً) بإتباعِ النَّعْتِ للمنعوتِ، وتقولُ: (حاذِقٌ) بالقَطْعِ عن الإتباعِ، وفي هذه الحالةِ يكونُ النَّعْتُ في الحقيقةِ متأثِّراً بعامِلٍ مقدَّرٍ، كأنَّكَ قُلتَ: (هو حاذِقٌ)، ومن ذلكَ قراءةُ عاصِمٍ: {وامرَأَتُهُ حمَّالَةَ الحَطَبِ}، والتَّقديرُ: (أذمُّ حمَّالةَ) لأنَّها في سياقِ الذَّمِّ، ويُقالُ في هذه الصُّورةِ: {حمَّالَةَ} منصوبٌ بالذَّمِّ.
كما قيلَ في قولِهِ تعالى {لكنِ الرَّاسِخونَ في العِلْمِ مِنْهُمْ والمؤمنونَ يُؤمِنونَ بِما أُنْزِلَ إليكَ وَما أُنْزِلَ من قَبْلِكَ، والمقيمينَ الصَّلاةَ والمؤتونَ الزَّكاةَ …}، فنصبَ {المقيمينَ} بالمدحِ، وكأنَّ التَقديرَ: (أعني- أو أخصُّ- المقيمينَ).
٣ – إذا تكرَّرَت النُّعوتُ جازَ المجيءُ بحرفِ العَطْفِ وتَرْكِهِ، نحو: {هُوَ الأوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والباطِنُ}، و {هُوَ اللهُ الخالِقُ البارىءُ المصوِّرُ}.
إقرأ أيضا:
– النعت والبدل
– وجوه النصب (8)
– أسماء الإشارة
تقسيمه:
١ – لفظيٌّ، وهو: تكرارُ اللَّفْظِ الأوَّلِ بعينِهِ، كقولِكَ لإنسانٍ: (نَفْسَكَ نَفْسَكَ).
وقيلَ منه: {إِذا دُكَّتِ الأرْضُ دَكًّا دَكًّا. وجاءَ ربُّكَ والملَكُ صَفَّا صَفًّا}.
٢ – معنويٌّ، ويكونُ بألفاظٍ مخصوصةٍ، هي:
[١] لفظُ (نَفْسٍ) و (عَيْن) و (ذاتِ)، نحو: (قَدِمَ بَكْرٌ نَفْسُهُ)، (هذا إبراهيمُ عَيْنُهُ) أو (ذاتُه).
فإذا ثنَّيتَ المؤكَّدَ بـ (نَفْسِ) و (عَيْن) أو جمَعْتَهُ جعلتَهُما
على صيغة (أَفْعُل) ولا بُدَّ، تقولُ: (جاءَ العامِلانِ أنْفُسُهما)، (أعيُنُهُما)، (هؤلاءِ الطُّلَّابُ أنْفُسُهُمْ)، (أَعْيُنُهُمْ)، ولجمعِ المؤنَّثِ: (أنْفُسُهُنَّ)، (أعينُهُنَّ)، ولا تقُلْ: (نفسُهُما، نفسُهُمْ، نفسُهُنَّ، عينُهُما، عَيْنُهُم، عَينُهُنَّ).
[٢] لفظُ (كُلّ)، نحو: (حَضَرَ المدعوُّونَ كُلُّهُمْ).
[٣] لفظُ (كِلا) و (كِلْتا)، نحو: (سافَرَ بَدْرٌ وخالِدٌ كلاهُما) (مررْتُ بأرْوى وأختِها كلتَيهما).
[٤] ألفاظُ (أَجْمَعُ، جَمْعاءُ، أجمَعونَ، جُمَع، جَمْعاوات)، ويُؤكَّدُ بها غالباً بعدَ (كُلّ)، نحو: (اشتَرَيْتُ البُستانَ كُلَّهُ أجْمَعَ)، (اشتَرَيْتُ السَيَّارةَ كُلَّها جَمعاءَ)، {فَسَجَدَ الملائكةُ كُلُّهُمْ أجمعونَ}.
كما يمكِنُ التَّوكيدُ بها من غير (كُلّ) نحو: {لأغْوِيَنَّهُمْ أجمَعينَ}، {لموعِدُهُمْ أجمعينَ}.
تنبيه: ألفاظُ التَّوكيدِ لا تتعاطَفُ إذا اجتمعَتْ لأنَّها نفْسُ المؤكَّدِ، والعَطْفُ يقتضي المغايرةَ، فلا تَقُلْ: (حضرَ صالحٌ نفْسُهُ وعينُهُ)، وقُلْ: (حَضَرَ صالحٌ نفسُهُ عَيْنُهُ).
كما لا يؤكَّدُ بهذه الألفاظِ النَّكراتُ، إنَّما تؤكَّدُ بها المعارِفُ، فلا تقلْ: (جاءَ رجلٌ نفسُهُ).
٣ – العطف
تعريفه:
لُغةً: الرُّجوعُ إلى الشَّيءِ بعدَ الانصرافِ عنه.
واصطلاحاً: نوعانِ:
١ – عَطْفُ البيان:
وهو: تابِعٌ جامِدٌ، موضِّحٌ للمعارِفِ، أو مخصِّصٌ للنَّكراتِ.
نحو: (قضى أبو حَفْصٍ عُمَرُ)، و (هذا خاتَمٌ ذَهَبٌ)، {يوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبارَكةٍ زيتونةٍ}.
٢ – عَطْفُ النَّسَقِ:
وهو: تابعٌ يتوسَّطُ بينَه وبينَ متبوعِهِ حَرْفُ عَطْفٍ.
حروفُ العَطْفِ هي: الواوُ، الفاءُ، ثُمَّ، حتَّى، أَوْ، أَمْ، لا (بعدَ إيجابٍ)، لكنْ (بعدَ نفيٍ)، بَلْ.
ومن أمثلتِها: {وَداوُدَ وسُلَيمانَ}، (زُرْتُ القاهِرَةَ فبَيروتَ)، (رُزِقْتُ بمحمَّدٍ ثُمَّ يوسُفَ)، (أكَلْتُ السَّمكَةَ حتَّى رَأْسَها)، {مِن أوسَطِ ما تُطْعِمونَ أهليكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَو تَحْريرُ رَقَبَةٍ}، {أَذلكَ خَيرٌ أَمْ جَنَّةُ الخُلْدِ؟}، (جاءَني أحمَدُ لا أخوهُ)، (ما جاءَني خالِدٌ لكنْ أخوهُ)، (ما أدْركْتُ جدَّكَ بلْ أباكَ).
المصدر: المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو وَالصَّرف