أنقل إليك هنا مقدمة كتابنا (كتاب شرح التمييز في القرآن الكريم) وهو كتاب في 80 صفحة
فقد قلت في مقدمة هذا الكتاب الرائع:
“إنني مثلك – عزيزي القارئ – قد درستُ الكثير من كتب النحو العربي عندما كنتُ في بداية طريقي لطلب العلمِ، فدرستُ الآجرومية وحفظتها، ودرستُ الألفية وحفظتها ودرست العديد من شروحاتها، ودرست الكثير والكثير من كتب النحو.
ولكن أثناء اندماجي في دراسة النحو بهذه الطريقة حاولت إعراب آيات من القرآن الكريم إلا أنني وقفتُ وقتها عاجزًا ولم أستطع الإعراب الكامل بالرغم من دراسة متون النحو وشروحاتها.
ومن هنا اكتشفتُ الثغرة التي عند الكثير من دارسي النحو العربي -منذ زمن-، ألا وهي: أن النحو علم تطبيقي في المقام الأول وليس علمًا نظريًا، فاحفظ ما شئت من المتون النحوية، وادرس ما شئت من شروحاتها، ولكن عند التطبيق العملي لن تستطيع الإعراب الكامل لسورة كاملة من القرآن الكريم، وليست المشكلة فيك – عزيزي القارئ – ولكن المشكلة حقيقة أنك لم تدرس النحو بطريقة تطبيقية من القرآن الكريم.
وقد مَنَّ الله عليَّ وتفرغتُ لعلوم اللغة العربية، وبدأتُ بعلم النحو العربي فيسرتُه في دوراتي التدريبية، وقد أعطيتُ تلك المحاضرات لطلابي بطريقة تطبيقية من القرآن الكريم نفسه، ورأيتُ ثمرة ذلك في 85 دفعة نحوية تطبيقية لطلاب من أكثر من 40 دولة، فالقرآن له بركة”.