المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: ٩١١هـ)
نقلت من خط الشيخ تاج الدين بن مكتوم قال نظم بعض أصحابنا لغزًا وكتب به إليَّ وهو:
ما قولُ شيخ النحوِ في مُشكلٍ
يخفى على المفضولِ والأفضلِ
فى اسم غدا حرفا وفى اسم غدا
فِعلاً وكم في النحو من معضلِ
آخره لامٌ، وسينا، غدا
وهذه أدهى من الأول
فكتبت إليه في الجواب:
يا أيها السائلُ عما غدا
وراء بابِ عندَه مُقْفل
فى النحو ما يعْضُل تخريجُه
لكن هذا ليس بالمعضِل
فجيءْ بصعبٍ غير هذا تجد
عندي جوابًا عنه إن تَسألِ
فمثلُ هذا منك مُستصغرٌ
ومن سِواكِ الأكبر المعتلى
وعندما أسفر لي ليلُه
وانحط لِي كوكبه مِن علِ
أرسلتُ طرسا ضَامنا شَرْحَه
فهاكه فهو بِه متجلي
قوله: وشرح ما سأل عنه في قول أرسلت طرسًا، ففاعل أرسل تاء الضمير وهو اسم غدا حرفًا أي على حرف واحد فهذا حل قوله في اسم غدَا حرفًا، وهو مورى به عن الحرف الذي هو قسيم الاسم والفعل، وطرس اسم غدا فعلاً أي غدا إذا وزنته فعلا وهو مورى به عن الفعل المقابل للاسم، وآخره لام لأن آخر الكلمة الموزونة تسمى لاما في علم التصريف كائنًا ما كان في الحروف، هو مورى به عن اللام الذي هو أحد حروف – أب ت ث، وهو سين لأن آخر طرس سين كما ترى.