عصام الدين بن إبراهيم النقيلي

أقسام الخبر

ينقسم الخبر إلى خمسة أقسام:

القسم الأول: خبر مفرد:

وهو: ما ليس بجملة، ولا شبه حملة.

مثال: زيدٌ قائمٌ، الرجالُ قائمون، فاطمة مهذَّبة.

فالخبر: قائم، وقائمون، ومهذبة، كلها مفرد، وهو ليس جملة ولا شبه جملة.

وإعراب: قائمٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

وقائمون: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون نيابة التنوين الحادث في الاسم المفرد قائمٌ.

مهذبةٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

وكل ما سبَق ليس بجملةٍ، ولا شبه جملة؛ لذلك يسمى خبرًا مفردًا.

القسم الثاني: خبر جملة اسمية:

مثال: محمد علمه غزير.

فالخبر (علمه غزيرٌ) هو جملة مكوَّنة من مبتدأ وخبر.

 وإعرابه: محمد: مبدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة على آخره، علمهُ: مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة على آخره، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جرِّ مضاف إليه، غزيرٌ: خبر للمبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والجمة الاسمية: علمه غزيرٌ: في محل رفع خبر المبتدأ الأوَّل (زيدٌ).

القسم الثالث: خبر جملة فعلية:

مثال: محمد جلس أبوه.

وإعرابه: محمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، جلسَ: فعل ماض مبني على الفتح، أبو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء ضمير مبني على الضمِّ في محل جر مضاف إليه، والجملة الفعلية: جلس أبوه: في محل رفع خبر المبتدأ محمد.

القسم الرابع: خبر شبه جملة: جار وجرور:

مثال: محمد في المسجد:

وإعرابه: محمد: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، المسجد: اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره: كائن، أي: محمد كائن في المسجد، وشبه جملة: في المسجد: في محل رفع خبر المبتدأ محمد.

القسم الخامس: ظرف الزمان أو المكان:

مثال: زيدٌ فوق البيت، الراحة يوم الجمعة.

وإعرابه: زيد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمَّة الظاهرة في آخره، فوق: ظرف مكان مبني على الفتح، البيت: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وشبه جملة: فوق البيت: في محل رفع المبتدأ زيدٌ.

الراحة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، يوم: ظرف زمان مبني على الفتح، الجمعة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره، وشبه الجملة: يوم الجمعة: في محل رفع خبر المبتدأ الراحة.

 ◘  ويكون الخبر جملة شرطية أيضًا: وذلك من قولك: زيدٌ إنْ تُكْرمْه يُكْرِمْك: زيد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، إن: حرف شرط جازم، تُكرم: فعل مضارع، وهو فعل الشرط مجزوم بأداة الجزم (إن)، وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره، والهاء: ضمير متصل مبني على الضمِّ في محل نصب مفعول به، يكرمك: يكرم: فعل مضارع مجزوم وهو جواب الشرط وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره، والكاف: ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، والجملة الشرطية: إن تُكرمه يكرمك: في محل رفع خبر المبتدأ (زيدٌ)[1].

فائدة:

إن كان الخبر جملة فلابدَّ له من رابط يربطه بالمبتدأ، وهذا الرابط على نوعين:

النوع الأول: ضمير في جملة الخبر يعود إلى المبتدأ.

مثال: محمد فاز أبوه.

فالضمير الهاء من أبوه هو الرابط الذي ربط الخبر بالمبتدأ، وبدونه لا يتم الكلام، فلا نقول: محمد فاز أبٌ.

 النوع الثاني: اسم إشارة في جملة الخبر يعود إلى المبتدأ.

 مثال: قوله تعالى: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26]، الواو: حرف استئناف، لباس: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، التقوى: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدَّرة على آخره منَع من ظهورها التعذرُ، وذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان، واللام: للبُعْدِ، والكاف: حرف خطاب، وخير: خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وجملة ذلك خير: في محل رفع خبر: لباس، والرابط اسم الإشارة (ذا)؛ لأن قوله: ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: لباس التقوى.

 [1] ينظر: أبو علي الفارسي: الإيضاح 43 – 47، والقيسي: مشكل إعراب القرآن 2 /385، والأنباري: البيان 1 /402..