الأمثلة التي ورد فيها المضارع منصوبًا بعد واو المعية، ورد مرفوعًا أيضًا، فقد قرى (ويعلم)[1]بالرفع في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾[آل عمران: 142]، وورد رفع (وتشرب) في قول العرب: لا تأكل السمكَ وتشرب اللبن[2]،
وإن تغيَّرت حركة الأفعال المذكورة بعد الواو من النصب إلى الرفع، فإن معناها في الحقيقة لم يتغيَّر البتة، فهي واقعة أيضًا بعد واو المعية، إلا أن النحويين أعربوها مع ذلك واو الحال، وجعلوا نحو لا تأكل السمك وتشرب اللبن، برفع تشرب، بتقدير: لا تأكل السمك وأنت تشرب اللبن، مع العلم أن معنى الجملة في الحالتين واحد، ومن النحويين من نوَّه بهذه الحقيقة، فقد ذكر الأشموني في المثال المذكور أن نصب المضارع يكون “على معنى النهي عن الجمع، والرفع على ذلك المعنى، ولكن على تقدير: وأنت تشرب اللبن“[5].
وتحدث الخضري أيضًا عن قضية رفع المضارع نفسه، وقال: “ويحتمل النهي عن المصاحبة على أن الواو للحال“[6].
فهذا كلام واضح بأن الواو بقيت تفيد معنى المصاحبة حتى بعد إعرابها واو الحال عند رفع المضارع.