أحمد بن إسحاق

(مُعدِم) أم (مُعدَم)؟

 

هل الصواب: (مُعدِم) بكسر الدال، أم (مُعدَم) بفتحها؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أما (مُعدِم) بكسر الدال، فلا خلاف في صحتها، وأما (مُعدَم) بفتح الدال، فقد وقفتُ من كلام العلماء على ما يؤيِّد صحتها[1].

 وإليكم أقوالهم:

وَ(أَعْدَمَهُ) اللَّهُ. وأعْدَمَ الرجلُ: افتقرَ. “الصحاح(5/ 1983).

وأعْدَمَه: مَنعه. “المحكم والمحيط الأعظم(2/ 35).

وَ (أَعْدَمَهُ) اللَّهُ. وَ (أَعْدَمَ) الرَّجُلُ: افْتَقَرَ. “مختار الصحاح” (ص: 203).

وأَعدَم إِذَا افتقرَ، وأَعدَمَه غيرُه. “لسان العرب(12/ 392).

وأَعْدَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى؛ أَيْ: أَفْقَرَهُ. “تاج العروس(33/ 71).

قلت: فهذه نصوص صحيحة صريحة على تجويز (مُعْدَم) بفتح الدال؛ إذ الفعل كما ورد لازمًا، وورد متعدِّيًا، فيصح الإتيان منه باسم مفعول، خلافًا لمن زعم خطأ ذلك.

 وكما يقال: (هو مُعدِم ومُعدَم) على السواء، كذا يقال: (وهو عَديمٌ – ومَعدومٌ – وعَدِمٌ)، وإليكم أقوالهم:

ورجلٌ عديمٌ: لا مالَ له، وقد عَدِمَ مالَه وفَقَدَهُ وذهَبَ عنه. والعديمُ: الفقيرُ؛ لأنَّه فقد الغنى، وأَيِسَ منه. “العين(2/ 56).

وَرجل عَدِيم: لَا مَال لَهُ. وأعدم الرجُل فَهُوَ معدِم وعَدِيم. “تهذيب اللغة(2/ 149).

وَالْعَدِيمُ: الَّذِي لَا مَالَ لَهُ. “مقاييس اللغة(4/ 248).

وقال الزركشي: وتكسب العديم؛ أي: الفقير؛ فعيل بمعنى فاعل. “شرح القسطلاني(4/ 152).

  وأعدم الرجل يعدم فهو معدم وعديم: إذا افتقر، وفيه “من يقرض غير عديم ولا ظلوم”؛ العديم: الذي لا شيء عنده، فعيل بمعنى فاعل. “النهاية في غريب الحديث والأثر(3/ 192).

وَقَالَت خَدِيجَةُ: إِنَّك تكسب المَعْدُوم؛ تَعْنِي: المعدم. “غريب الحديث”؛ لابن الجوزي (2/ 74).

العَديمُ: الَّذِي لَا شَيْءَ عِنْدَهُ، فعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ…. وتكسب المعدوم: وَقِيلَ: أَرادت بِالمَعْدُومِ الفقيرَ الَّذِي صارَ مِنْ شدَّة حَاجَتِهِ كَالمَعْدُومِ نفْسِه. “لسان العرب(12/ 393).

  (وأَعدَمَ) الرَّجلُ (إِعْدَامًا وعُدْمًا، بالضَّمِّ: افْتَقَرَ) وصارَ ذَا عُدْمٍ، عَن كُرَاعٍ، فَهُوَ عَدِيمٌ ومُعْدِمٌ. “تاج العروس” (33 72).

أو تكسب المعدوم، وهو الفقير، سمي معدومًا للمبالغة، كأنه صار من غاية فقره معدومًا، والمتصدق عليه يكسبه ويجعله. “مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح(9/ 3732).

  (و) العَدِمُ، (كَكَتِفٍ: الفَقِيرُ). تاج العروس (33/ 72).

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] ممن قال بتخطئتها الأستاذُ محمد العدناني في معجمه (الأغلاط اللغوية المعاصرة) (ص434)، والأستاذ عبدالهادي أبو طالب في (معجم تصحيح لغة الإعلام العربي).

ترك تعليق