شرح الممنوع من الصرف

 س 1: ما معنى منصرف؟

المنصرف ما تظهر على آخره جميعُ حركات الإعراب مع التنوين؛ نحو:

جاءنا رجلٌ  = رَجُلُنْ

رأيت عالِمًا  =   عالِمَنْ

سلمت على طالبٍ =   طالبِنْ

س 2: ماذا تقصد بالتنوين؟

التنوين: نون ساكنة، تُنطق ولا تُكتب (الأمثلة)، ويُعبَّر عنها بضمَّةٍ ثانية في حالة الرفع، وبفتحة ثانية في حالة النصب، وبكسرة ثانية في حالة الجر.

س: 3 وما الاسم غير المنصرف؟

 الاسم غير المنصرف، أو الممنوع من الصرف: هو الذي لا ينوَّن تنوين المنصرف، ولا يجرُّ بالكسرة.

أي: إنه يُرفع بضمَّة واحدة فقط (من غير تنوين)؛ نحو:

 جاء إبراهيمُ.

ويُنصب بفتحةٍ واحدةٍ فقط (من غير تنوين)؛ نحو:

 رأيتُ إبراهيمَ.

ويُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة (من غير تنوين)؛ نحو:

 نظرتُ إلى إبراهيمَ.

س 4: وما الأسماء الممنوعة من الصرف؟

أولًا: العلم إذا كان واحدًا مما يأتي:

1- إذا كان مؤنثًا تأنيثًا حقيقيًّا أو لفظيًّا؛ نحو:

آمنة – ومريم – وزينب – وحمزة – ومعاوية.

2-  إذا كان العلم أعجميًّا؛ نحو:

 إبراهيم – ويعقوب – وإسحاق.

3-  إذا كان العلم مركبًا تركيبًا مزجيًّا؛ نحو:

بعلبك – وبيت لحم – ومعد يكرب.

4-  إذا كان العلم مختومًا بالألف والنون الزائدتين؛ نحو:

عثمان – ورضوان – وعمران.

5- إذا كان العلم منقولًا عن الفعل المضارع؛ نحو:

أحمد – ويزيد – وتغلب.

 

6- إذا كان العلم على وزن فُعَل؛ نحو:

 عُمَر – وزُحَل – وقُزَح.

 ثانيًا: الصفة إذا كانت واحدة مما يأتي:

1.   إذا كانت على وزن (فَعْلان) الذي مؤنَّثه فَعْلى؛ نحو:

 عَطْشان – ريَّان – جوعان – شَبْعان.

 إذا كانت على وزن (أفْعَل)؛ نحو:

 أفْضَل- وأحْسَن- وأكْبَر.

 إذا كانت الصفة معدولًا بها عن لفظ آخر؛ نحو:

 مَثْنى – وثُلاث – وأُخَر.

 الجمع: حيث يمتنع من الصرف إذا كان واحدًا من اثنين:

2.   إذا كان وزن مفاعل؛ نحو:

 مساجد – ومكارم – ومنابر.

3.   إذا كان على وزن مفاعيل؛ نحو:

 مصابيح – وقناديل – ودنانير.

ونقصد بذلك (صيغة منتهى الجموع): وهي كل جمع وسطه ألف، بعدها حرفان أو ثلاثة (أوسطها ساكن).

 الاسم المنتهي بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة:

وهذا النوع يمتنع من الصرف دون شرط، سواء أكان مفردًا أم جمعًا، علمًا أم صفةً؛ نحو:

 سكرى – ومرضى – وسلمى – وحمراء – وشعراء.

 س 5: ومتى يجرُّ ما سبق بالكسرة؟

يجرُّ الاسم الممنوع من الصرف بالكسرة في حالتين:

1- إذا دخلتْ عليه “أل”؛ نحو:

صليت في المساجدِ العامرة.

المساجد: جُرَّتْ بالكسرة لاقترانها بـ(أل).

2- إذا أُضيفَتْ؛ نحو:

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[التين: 4].

أحسن: جُرَّت بالكسرة لإضافتها إلى تقويم.

♦♦ ♦♦ ♦♦

 

تطبيق على باب: الممنوع من الصرف

نقول: “مررت بأحمرَ بن حمراء“.

س 1: كيف تُعرب: “بأحمرَ بْنِ حمراءَ”؟

أحمر: مجرورة بالباء، وعلامة الجر الفتحة نيابةً عن الكسرة.

س: لماذا جرَرْتَه بالفتحة؟

لأنه لا ينصرف.

س: وما يُدريك أنه لا ينصرف؟

لأنه على وزن أفْعَل.

س: (ابن)، كيف تُعربه؟

أجرُّه بالكسرة.

س: لماذا؟

لأنه صفة لأحمر فيأتي مجرورًا بالكسرة على الأصل.

س: ما موقع “حمراء” من الإعراب؟

مضاف إليه؛ لأن (ابن) مضاف.

س: ما علامة إعرابها؟

(حمراء): مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: ولماذا جرَرْتَها بالفتحة؟

لأنها على وزنفَعْلاء، والقاعدة أن ما كان على “أفعل” الذي مؤنثه “فعلاء” يُمنَع من الصرف فيُجرُّ بالفتحة نيابةً عن الكسرة، وبالطبع لا يُنوَّن.

س: هل هناك دليل من القرآن على أن “أفعل” لا ينصرف؟

نعم، قوله تعالى: ﴿ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ[العنكبوت: 10].

س: وهل يمكن أن ينصرف لفظَا “أحمر وحمراء”؟

نعم، بطريقتين:

الأولى: أن ندخل عليه (أل)، فنقول: “مررت بالأحمرِ ابن الحمراء“.

الثانية: بإضافتها، فنقول: “مررت بأحمرِ الرجال، وبحمراءِ النساء“.

س: وهل هناك دليل من الكتاب؟

نعم: قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[التين: 4].

أحسن: انصرف فجُرَّ بالكسرة الظاهرة؛ حيث أُضيفَتْ “أحسن” إلى تقويم، وكذلك ما كان على هذا المثال.

س: نحو ماذا؟

نحو: “أبيض بيضاء، وأسود سوداء، وأبلق بلقاء، وأحمق حمقاء“.

س 2: كيف تعرب “آدم، وآخر” في قولنا: “مررتُ بآدمَ وآخَرَ”؟

نقول: “بآدمَ وآخَرَنجرُّهما بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: وكيف وهما على ثلاثة أحرف بينما “أفعل” على أربعة أحرف؟

آدم وآخَرعلى أربعة أحرف أيضًا؛ لأن المدَّة فيهما تُعدُّ حرفًا، ولو كانا على ثلاثة أحرف لكانا (أدم وأخَر).

س 3: كيف تعرب: “مررت بعثمانَ وشعبانَ”؟

عثمان وشعبان مجروران بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: لماذا؟

لأنهما على وزن “فعْلان” لا ينصرفان؛ لأن النون فيهما زائدة.

س: وهل هناك مثيل لهما نونُه أصليةٌ، ويَنْصرِف؟

نعم: طحَّان – وسمَّان – وشيطان: النون فيها أصلية من الطَّحْن والسَّمْن والشيطنة.

س 4: كيف تعرب: ” كنتُ عندَ عمرَ”؟

كنت: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السكون، والتاء: مبني على الضم في محل رفع فاعل.

س: لماذا حذفت الألف من “كان”؟

سكنتْ النون لاتصال “كان” بتاء الفاعل، والألف ساكنة، فالتقى ساكنان، فحُذِفت الألفُ لالتقاء الساكنين.

س: الألف في “كان” ما أصلها؟

أصلها الواو” “كون”؛ حيث وقعت الواو موقع العين في “فَعَلَ” وهي معتلة، ولم تحتمل الحركة لعلَّتها، فقلبوها ألفًا ساكنًا، بدليل أنها إذا أُسْنِدت إلى الاثنين وواو الجماعة في المضارع؛ نقول: “يكون، يكونان، يكونون“.

س: عند في قولنا: “كنتُ عندَ عُمرَ” ما محلُّها؟

عند: ظرف مكان لا يعمل إلا مضافًا جارًّا لما بعده.

س: “عمر”: ما إعرابها؟

اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: ولماذا جرَرْتَه بالفتحة؟

لأنه على وزن “فُعَل”، وما كان على “فُعَل” فإنه لا ينصرف.

س 5: كيف تعرب: “مررْتُ بحمزةَ بنِ طلحةَ”؟

أقول: مرَّ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.

والتاء: مبني على الضمِّ في محل رفع فاعل.

الباء: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسر.

حمزة: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحةُ نيابة عن الكسرة.

س: لماذا جرَرْتَه بالفتحة نيابة عن الكسرة؟

لأنه اسم في آخره تاء التأنيث.

وكذلك “طلحة” مجرورة بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنها مضافة إلى “ابن”، وهي ممنوعة من الصرف؛ لأن في آخرها تاء التأنيث.

س 6: وماذا تقول في “مساجد – وقناديل” في قولنا: “مررْتُ بمساجدَ عامرةٍ، وقناديلَ مضيئةٍ”؟

مساجد: مجرورة بالباء، وعلامة جرِّها الفتحة نيابة عن الكسرة، وقناديل: معطوفة عليها، والمعطوف على المجرور مجرورٌ مثله، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة أيضًا.

س: لماذا منعتها من الصرف؟

لأن كلَّ جمعٍ ثالث حروفه ألف وبعد الألف حرفان أو ثلاثة أوسطهما ساكن لا ينصرف.

س: وكيف تصرفهما؟

إذا دخلت عليهما (أل) أو أُضيفا يُجرَّان بالكسرة.

س: وكيف ذلك؟

نقول مثلًا: “مررْتُ بمساجدِكم العامرة، والقناديلِ المضيئة”؛ حيث أضفنا “مساجد” إلى “كم” وأدخلنا “أل” على القناديل.

س: وما دليلك من القرآن الكريم؟

قوله تعالى: ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ ﴾ [سبأ: 13]؛ حيث لم تُصرف (محاريب وتماثيل)، وجاءتا مجرورتين بالفتحة نيابة عن الكسرة، وهكذا كل جمع ثالثه ألف وبعدها حرفان أو ثلاثة (أوسطها ساكن).

س 7: أسماء الأنبياء (عليهم صلوات الله وسلامه) مصروفةٌ أم ممنوعةٌ من الصرف؟

أسماء الأنبياء عليهم السلام لا ينصرف منها شيء إلَّا ستة تأتي مصروفةً.

س: وما هذه المصروفة؟

محمد صلى الله عليه وسلم، وصالح، وشُعيب، ونوح، ولوط، وهود.

س: ولماذا تصرف؟

لأن الثلاثة الأولى عربية، والثلاثة الثانية ثلاثية ساكنة الوسط.

فماذا تقول في “أُعْجِبت بإسماعيلَ بنِ إبراهيمَ”؟

أُعجبْتُ: أُعجب: فعل ماضٍ مبنيٌّ للمجهول، وهو مبني على السكون لاتصاله بالتاء، والتاء: مبني على الضمِّ في محل رفع نائب فاعل.

الباء: حرفُ جرٍّ مبنيٌّ على الكسر.

إسماعيل: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الفتحة نيابة عن الكسرة.

بن: صفة لإسماعيل مجرورة بالكسرة على الأصل، وهي مضاف.

إبراهيم: مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: ولماذا جرَرْتَ “إسماعيل وإبراهيم” بالفتحة؟

لأنهما اسمان من أسماء الأنبياء أعجميان، وكلُّ اسمٍ أعجمي يُمنع من الصرف إذا كان زائدًا عن ثلاثة.

س 8: علمنا أن أسماء الأنبياء لا تنصرف إلا ستة منها، فماذا تقول عن “جبريل، وميكائيل، وإسرافيل” في قولنا: “آمنت بجبريلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ”؟

أقول: “جبريل، وميكائيل، وإسرافيل” أسماء مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنها ممنوعة من الصرف.

س: لماذا؟

لأن أسماء الملائكة لا تنصرف.

س 9: وماذا تقول في أسماء الجن؛ مثل: إبْلِيس؟

نقول: أُلقِي بإبْليسَ في جَهَنَّمَ وسَقَرَ.

حيث جرَّ “إبليس” بالباء، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة.

س: وماذا عن “جهنم وسقر”؟

أيضا مجرورة بـ(في) وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة، وسقر مثلها؛ لأنها معطوفة عليها.

س: لماذا؟

لأنهما عَلَمان مُؤنثان.

س 10: وماذا تقول في (قاموس وقابوس وعاشور)؟

أقول هي أسماء ممنوعة من الصرف تُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: لماذا؟

لأنها على وزن “فاعول”، وكل ما كان على وزن “فاعول” يُمنع من الصرف، ومثلها أيضًا: (هاروت – وماروت – وداود – وهارون).

س 11: وماذا تقول في (يزيد – ويشكر – وأحمد)؟

أقول أسماء ممنوعة من الصرف تُجر بالفتحة نيابة عن الكسرة.

س: لماذا؟

لأنها أسماء على وزن الفعل المضارع، ومثلها: (تغلب – ويعفر – وينبع)، وإذا سمِّيت رجلًا بـ”يضرب“.

س 12: هل هناك أسماء أخرى ممنوعة من الصرف؟

نعم.

س: مثل ماذا؟

مثل: رحماء – وأتقياء – وشهداء – وأنبياء.

س: لماذا تمنع من الصرف.

لأنها أسماء جاءتْ على فُعَلاء وأفْعِلاء.

س 13: هل تبقَّى شيء من الأسماء الممنوعة من الصرف؟

نعم.

س: مثل ماذا؟

مثل كل اسمين جُعِلا اسمًا واحدًا.

س: مثل ماذا؟

مثل (خمسة عشر) و(بعلبك) و(حضرموت)، وهي لا تنوَّن، وتُجرُّ بالفتحة نيابة عن الكسرة.

وكذلك الأسماء المركبة تركيبًا إسناديًّا؛ مثل: (تأبَّط شرًّا – شابَ قرناها).

وكل علم دلَّ على مؤنث زائد على ثلاثة؛ نحو: (زينب – وفاطمة – وخديجة).

أما إنْ كان ثلاثيًّا ساكن الوسط، فيجوز صرفُه ومنْعُه؛ نحو: (هنْد – ودعْد – ونعْم).

س 13: كيف تعرب قولنا: “هبطتُ من مكةَ إلى المدينةِ”؟

هبطت: هبط: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.

والتاء: مبني على الضم في محل رفع فاعل.

مكة: اسم مجرور بـ(من)، وعلامة جرِّه الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، والمدينة: اسم مجرور بـ(على) وعلامة جره الكسرة.

س: لماذا جرَرْتَ (مكة) بالفتحة، و(المدينة) بالكسرة؟

لأن مكة مؤنث لم تدخل عليه (أل) فمُنِع من الصرف، والمدينة مؤنث دخلت عليه (أل) فصُرِف، وكلاهما من أسماء الأرض، وكذلك كل ما أشبههما.

ترك تعليق