عبدالشكور معلم عبد فارح
المجاز العقلي في البلاغة
تعريفه: هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير صاحبه لعلاقة، مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي، ولا يكون إلا في التركيب.
مثاله: أَنبَتَ الربيعُ الزرعَ، فإسناد الإنبات إلى الربيع مجازي؛ لأن المُنبِتَ الحقيقي لهذا الزرع هو الله تعالى، ومثله: نهار الزاهد صائمٌ، وليله قائمٌ.
علاقاته:
1- السببية: مثل: بَنى التاجر القصرَ.
فالتاجر لم يبن القصرَ بنفسه وإنما بناه عُماله، وهو السبب؛ لأنه الآمر، فإسناد الفعل إليه مجاز عقلي، والقرينة يدركها العقل.
2- الزمانية: مثل: أَنبَتَ الربيعُ العُشبَ.
فالربيع لا يُنبت الزرع، وإنما هو الزمن الذي يكون فيه الإنبات.
3- المكانية: مثل: سالت الأنهارُ والأودية.
فالأنهار والأودية أماكن وهي لا تسيل، وإنما تسيل المياه وهي مكان لها.
4- المصدرية: كقول أبي فراس الحمداني:
سَيَذْكُرُني قومي إذا جَـدَ جِـدُّهُـمْ *** وفـي الليلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَـقَـدُالبدرُ
فالفعل هنا أُسند إلى المصدر وهو الجِد لا إلى القوم الذين يكون منهم الجد.
5- الفاعلية: مثل: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴾ [الإسراء: 45].
والحجاب في الأصل ساتر لا مستور، فجاء اسم المفعول مكان اسم الفاعل.
6- المفعولية: مثل: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [الحاقة:21].
والعيشة لا تَرضَى وإنما يُرضَى عنها، فأصبح اسم الفاعل موضع اسم المفعول.
تدريبات:
وضح المجاز العقلي فيما يلي وبيِّن علاقته:
1) جُن جُنونُ سعيد.
2) ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلًا = ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِدِ
3) بنى عَمرو بن العاص مدينة الفسطاط.
4) ازدحمت الشوارعُ بالمارة.
5) ﴿ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴾ [الحاقة:12].
المصدر: كتاب البلاغة الميسرة