تحقيق: أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن
المجاز المرسل وأسئلة عليه
شرح دروس البلاغة للشيخ محمد بن صالح العثيمين
أسئلة على المجاز المرسل:
السؤال الأول: وضح كل مجاز مرسل وعلاقته في الأمثلة الآتية:
(أ) قال تعالى: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ﴾ [يوسف: 82].
(ب) قال تعالى: ﴿ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آل عمران: 107].
(ج) قال تعالى: ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43].
(د) قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ [البقرة: 178].
(هـ) شربت ماء زمزم.
(و) سكن ابن خلدون مصر.
(ز) سقت الدلو الأرض.
(ح) أذل خالد ناصية زيد.
(ط) يلبَسون القطن الذي تنتجه بلادهم.
(ى) ألقى الخطيب كلمة لها كبير الأثر.
(ك) أوقدوا نارًا في هذا المكان.
(ل) سال الوادي.
الأجوبة عنها:
(أ) “القرية” مراد بها أهلها، مجازًا مرسلًا، علاقته المحلية؛ أي: إطلاق المحل، وإرادة الحال.
(ب) “رحمة الله” مراد بها الجنة، مجازًا مرسلًا، علاقته الحالية؛ أي: إطلاق الحال، وإرادة المحل.
(ج) “اركعوا” مراد بها “صلوا”، مجازًا مرسلًا، علاقته الجزئية؛ أي: إطلاق الجزء، وإرادة الكل.
(د) “القتلى” مراد به “من سيقتلون”، مجازًا مرسلًا، علاقته باعتبار ما سيؤول إليه.
(هـ) “ماء زمزم” مراد به بعض مائها، مجازًا مرسلًا، علاقته الكلية؛ أي: إطلاق الكل، وإرادة البعض.
(و) “مصر” مراد بقعة منها، مجازًا مرسلًا، علاقته الكلية.
(ز) “الدلو” مراد بها الماء، مجازًا مرسلًا، علاقته المحلية.
(ح) “ناصية زيد” مراد بها نفسه، مجازًا مرسلًا، علاقته البعضية؛ أي: إطلاق البعض، وإرادة الكل.
(ط) “القطن” مراد به النسيج، مجازًا مرسلًا، علاقته اعتبار ما كان.
(ي) “كلمة” مراد بها الكلام، مجازًا مرسلًا، علاقته الجزئية.
(ك) “نار” مراد بها حطب يؤول إلى نار، مجازًا مرسلًا، علاقته: اعتبار ما سيؤول إليه.
(ل) “الوادي” مراد به الماء، مجازًا مرسلًا، علاقته المحلية.
••••
السؤال الثاني: هاتِ[1] مجازًا مرسلًا باعتبار ما يكون، وآخر باعتبار ما كان، وآخر باعتبار الكلية، وآخر باعتبار الجزئية.
الجواب:
أولًا: مثال المجاز المرسل باعتبار ما يكون: قوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ﴾ [يوسف: 36]؛ أي: عِنبًا يؤول إلى الخمر بعد العصر، فقد أطلق الخمر على العنب باعتبار أنه يكون خمرًا في الاستقبال.
ثانيًا: مثال المجاز المرسل باعتبار ما كان الشي عليه في الزمان الماضي، وليس عليه الآن: قوله تعالى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ﴾ [النساء: 2]؛ أي: البالغين؛ فقد أطلق اليتامى على البالغين باعتبار أنهم كانوا على وصف اليتم قبل البلوغ، وليس هذا الوصف موجودًا لهم الآن؛ لأن إيتاء المال إنما هو بعد البلوغ.
والحكمة من أنه سبحانه وصفهم باليتامى هي المبادرة بإعطاء اليتيم ماله؛ يعني: أعطِه ماله مبادرًا؛ كأنه لم يبلغ.
ثالثًا: مثال المجاز المرسل باعتبار الكلية: قوله تعالى: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ﴾ [البقرة: 19]؛ أي: أناملهم؛ فاستعملت الأصابع في الأنامل التي هي أجزاؤها.
رابعًا: مثال المجاز المرسل باعتبار الجزئية أن تقول: أرسلت العيون لتطلع على أحوال العدو؛ أي: الجواسيس؛ فقد أطلقت العين التي هي جزء الجاسوس عليه، وهو الشخص الرقيب الذي يطلع على عَوْرات العدو.
ولكن لا يصلح إطلاق كل جزء على الكل مجازًا، وإنما يطلق اسم الجزء الذي له مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد من الكل، كما في هذا المثال؛ فإن الإنسان إنما يصير جاسوسًا وشخصًا رقيبًا بالعين؛ إذ لولاها انتفت عنه الرقيبية، بخلاف اليد وغيرها من أجزاء الجاسوس سوى العين؛ فإنه لا يجوز إطلاقها عليه.
[1] قال ابن هشام في شرح القطر ص24: اعلم أن آخر “هات” مكسور أبدًا، إلا إذا كان لجماعة المذكرين، فإنه يضم، فتقول: “هات يا زيد، وهاتي يا هند، وهاتيا يا زيدان، أو يا هندان، وهاتين يا هندات”؛ كل ذلك بكسر التاء،وتقول: هاتوا يا قوم، بضمها؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 111]؛ اهـ.
واعلم – رحمك الله – أنه قد اختلف في “هات”، هل هي اسم فعل، أم فعل أمر؟
ورجح ابن هشام في شرح القطر ص24 أنها فعل أمر؛ بدليل أنها دالة على الطلب، وتلحقها ياء المخاطبة المؤنثة، تقول: هاتي.
1 تعليق