أسامة طبش

مبادئُ أساسيَّة في التَّرجمة الأدبيَّة

نسوقُ هذه المبادئ في الآتي:

1-     يتَّبِعُ مترجم النصوص الأدبية ما نُسمِّيه مشروع الترجمة؛ أي إنه يعمل على تَرْجَمَةِ مؤلفات أديب بعينه، ويكونُ قد تعرَّف إلى أسلوبه في الكتابة ونمطِ أفكاره، والرسائل التي يبتغي إيصالها لقرَّائه من خلال نصِّه.

2-     يتدرَّج المترجم في الترجمة الأدبية عبر مراحل ثلاث؛ فالمرحلة الأولي هي الترجمة الحرفية التي فيها يُركِّز على إيجاد المرادفات اللفظية، والمرحلة الثانية هي الترجمة المعنوية، وفيها يؤسس للترجمة وفقًا لمعاني الألفاظ والعبارات، والمرحلة الثالثة والأخيرة فهي إعادة الصياغة، فيُعيد صياغة النص من جديد، وكأنه دُوِّن للمرَّة الأولى مُحاكيًا نَسَقَ نصِّ الانطلاق.

3-     تزخرُ النصوص الأدبية بالتشبيه والكناية والاستعارة (الصُّور البيانية)، والسجع والطباق والمقابلة (المُحسِّنات البديعية)، وهي محسنات لفظية تمنحُ النص عُمقًا في المعنى، ورونقًا في الكتابة، ولمسةً مُمَيَّزَةً للمترجم.

4-     نلمسُ في النصوص الأدبية الثَّراء الثقافيَّ عن طريق الأمثال الشعبية مثلًا، وهي مُعبِّرة عن واقعِ حياةِ الأفراد، وتُمثِّل نُكْهَةَ النص الأدبي.

5-     تتأسَّس ترجمة النص الأدبي على الموهبة، فيلزمُ التفريق بينه وبين النص التخصصي، فيرتكزُ على الخيال والإبداع، وتصوُّر المشاهد والحيثيَّات، والشخصيات وأحاديثهم وأنماطِ تصرُّفاتهم.

6-     نعتمدُ على التأويل في ترجمة النص الأدبي، فللنص قراءةٌ من المترجم، ولهذا نجدُ الترجمة المُكافئة لنصِّ الانطلاق تتميَّز بِلَمَسَاتِ المترجمين المُختلفة، وفي بعض الأحيان نعيدُ ترجمة النصِّ حتَّى تُصبح النُّسخة الجديدة مسايرةً للعصر من حيث المضمون.

7-     اعتمادُ تقنية التكافؤ فالنصوص الأدبية تعُجُّ بالعبارات الاصطلاحية، وتُقال العبارة الاصطلاحية بـنمطٍ خاصٍّ بأصحابها الأصليِّين، والمترجم المُحنَّك يجدُ المكافئ المناسب من ناحية المعنى وترادف الألفاظ.

8-     تتطلَّب ترجمة النصوص الأدبية الوقت الكافيَ والتَّفكير العميق، والاستعانة بآراء الغير، والخلوة بالنفس، واستحضارِ مهاراتِ فنون الكتابة الأدبية، ومُراجعة الترجمة دوريًّا؛ تدقيقًا في أسلوبِ كتابتها.

الترجمة الأدبية فنٌّ، وهذا الفنُّ في حاجةٍ لمترجمٍ كاتبٍ مُتمرِّس، يُجيد سَوْقَ الألفاظ والعبارات بمهارةٍ.

ترك تعليق