أ. د. أحمد محمد عبدالدايم عبدالله

إعراب آيات من القرآن (2)

 والأرض مددناها:

الواو: عاطفة.

الأرض: مفعول به لفعل محذوف يُفسِّره الفعل المذكور بعده، والتقدير: “مددنا الأرض مددناها”، ولا يصحُّ أن يكون مفعولًا به “لمددنا” مُقدَّمًا؛ لأنه استوفى مفعوله (الهاء) المتصلة به، العائدة على الأرض.

 مددناها: مدَّ: فعل ماض مبني مضعَّف، وفُكَّ تضعيفُه (مدد) لاتصاله بنا الدالة على الفاعلين، وهكذا حال كل فعل مضاعف، يُفكُّ تضعيفُه عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة (التاء الدالة على الفاعل – نا الدالة على الفاعلين – نون النسوة).

 (نا): فاعل مبني على السكون في محل رفع.

(ها): مفعول به مبني على السكون في محل نصب.

 وألقينا فيها رواسي:

الواو: عاطفة.

ألقينا: ألقى: فعل ماضٍ مبني على السكون، قُلبت ألفُه ياءً، وهكذا كل فعل (ناقص) إذا كان معتل الآخر بالألف فإن ألفه تُقلب إلى أصلها الياء أو الواو عند اتصالها بالضمائر الآتية:

(تاء الفاعل، ونا الفاعلين، ونون النسوة، وألف الاثنين)، وتُحذف عند الإسناد إلى واو الجماعة وياء المخاطبة.

 فمثلًا: الفعل غزا نقول فيه: (غزوْتُ – غزونا – غزوْنَ – غزوا) بقلب الألف إلى أصلها الواو، وتُحذف عند الإسناد إلى واو الجماعة (غزوا)، والفعل الذي نحن بصدده نقول فيه: (ألقيتُ – ألقينا – ألقينَ – ألقيا) بردِّ الألف إلى أصلها الياء، وتُحذف عند الإسناد إلى واو الجماعة، فنقول: (ألقوا).

 فيها: جار ومجرور.

رواسيَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

 وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج:

الواو: عاطفة.

أنبتنا: أنبت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بـ(نا) الدالة على الفاعلين.

(نا): فاعل مبني على السكون في محل رفع.

فيها: (جار ومجرور).

 من كل زوج:

من: حرف جر مبني على السكون.

كل: مجرور بـ(من)، وعلامة الجر الكسرة، وهي مضاف.

زوج: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

بهيج: صفة لزوج مجرورة بالكسرة.

 بعض الجمل التي لها محل من الإعراب:

1- كيف بنيناها: جملة استفهامية في محل جر بدل من السماء.
2-
وما لها من فروج: جملة اسمية في محل نصب حال، وصاحبه (السماء)، والرابط الواو والضمير في (وما لها).

       

1-    قال تعالى في سورة التوبة: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ[التوبة: 128، 129].

 الإعراب والتحليل:

لقد: مكونة من اللام وقد.

اللام: واقعة في جواب قسم محذوف، تقديره: والله أعلم.

(والله): أو بأي مقسم به آخر.

 ويرى بعض النحاة أنها لام الابتداء، وهذا رأيٌ مردود بأن لام الابتداء تدخل على الاسم أو على الفعل المضارع.

 قد: هي هنا حرف مبني على السكون، و(قد) الحرفية تدخل على الفعلين الماضي والمضارع.

 أما الماضي فتدخل عليه (قد) ويكون لها ثلاثة معان:

1- التوقُّع: وهي تدخل على فعل ماض متوقع حدوثه؛ نحو: قد نجح محمد، وقد قامت الصلاة.
2-
التقريب: أي تقريب الماضي من الحال؛ ولذلك تلزم غالبًا مع الفعل الماضي إذا وقع حالًا؛ نحو قولك: قد حضر محمد، وقد طلعت الشمس.
 
3- التحقيق: أي التيقُّن والتثبُّت من حدوث الفعل؛ كقوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [ال

وإذا دخلت على المضارع فإنها تدل على أربعة معان:

1-         التوقُّع: أي توقُّع حدوث ما ينتظره السامع؛ نحو: (قد ينجح المجدُّ).

2-          التقليل: أي: إن حدوث ذلك قليل؛ نحو: (إجابة الطالب ضعيفة وقد ينجح).

3-         التكثير: وذلك في مواقع التفاخُر؛ كقول الشاعر:

قَدْ أشْهَدُ الغارةَ الشَّعْواءَ تَحْمِلُني *** جَرْداءُ مَعْروقةُ اللحيَيْنِ سُرْحُوبُ

(قد أشهد) بمعنى: كثيرًا ما أشهد.

1-   التحقيق: نحو قوله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ [البقرة: 144].

وقد: لا تدخل إلا على المضارع المنصرف الذي لم يَلحقه ناصب ولا جازم، ولا حرف من حروف التنفيس، ولا يفصل بينها وبين الفعل بفاصلٍ إلا بالقسم أو بالنداء؛ نحو: (قد والله نجحت)، و(قد يا محمدُ نجحت).

جاءكم: جاء: فعل ماض مبني على الفتح.

(كم) الكاف للخطاب، والميم للجماعة: ضمير في محل نصب مفعول به.

رسول: فاعل مرفوع بالضمة، وهي على وزن فَعُول بمعنى مفعول؛ أي: مرسل وجمعها (أرْسُل، ورُسُل، ورُسَلاء).

من أنفسكم: من حرف جر مبني على السكون.

أنفس: مجرور بـ(من)، وعلامة الجر الكسرة، وهي مضاف وكم: مضاف إليه في محل جر.

 عزيز عليه ما عنتم.

عزيز: صفة لرسول مرفوع بالضمة.

عليه: جار ومجرور.

ما: مصدرية مبنية على السكون، وهي مع ما بعدها مصدر مؤول فاعل لـ(عزيز) في محل رفع؛ لأنه وصف يعمل عمل الفعل، والتقدير: (عزيزٌ عليه عَنَتُكم).

(عنتم) الفعل (عَنِت)، والضمير (تم): مكون من تاء الفاعل، والميم الدالة على الجماعة.

 ويجوز أن يكون هذا المصدر مبتدأً مؤخَّرًا، و(عزيز) خبرًا مقدَّمًا، وفي هذه الحالة تكون الجملة كلها في محل رفع صفة لرسول، والتقدير: (عَنَتُكم عزيزٌ عليه)، وأجاز بعضهم أن يكون (عزيز) مبتدأً، و(ما عنتم) خبر، وأجاز بعضهم أن تكون (ما) موصولة.

 بالمؤمنين رؤوف رحيم.

الباء: حرف جر مبني على الكسر، المؤمنين: مجرور بالباء، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم.

والجار والمجرور متعلق برؤوف أو برحيم.

 رءوف: صفة أخرى لرسول مرفوعة بالضمة.

رحيم: صفة أخرى مرفوعة بالضمة أيضًا.

 فإن تولوا فقل.

إن: أداة شرط جازمة مبنية على السكون.

تولوا: تولَّى: فعل ماض ناقص مسند إلى واو الجماعة، وهي الفاعل، وقد حُذف آخرُه (الألف) وبقيت الفتحة دليلًا على المحذوف، وهكذا حال كل فعل ناقص، آخره ألف أسند إلى واو الجماعة، والفعل الماضي في محل جزم؛ لأنه فعل الشرط.

 فقل: الفاء: واقعة في جواب الشرط، و(قل): فعل أمر مبني على السكون في محل جزم؛ لأنه جواب الشرط، وهنا وجب اقتران جواب الشرط بالفاء؛ لأن الجواب فعل طلبي، وكذلك إذا كان جواب الشرط جملة اسمية، أو كان جملة فعلية فعلها مسبوق بنفي أو بالسين أو بسوف أو بقد، أو كان الفعل جامدًا.

 حسبي الله: جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر، وهي جملة في محل نصب مقول القول.

 لا إله إلا هو:

لا: نافية للجنس تعمل عمل إنَّ.

إله: اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب، وخبر لا محذوف للعلم به والتقدير: (لا إله موجود غير الله)، و(إلا) صفة بمعنى غير.

عليه توكلت: أسلوب قصر – أي عليه لا على غيره أُفوِّض أمري كله – قصر صفة على موصوف قصرًا حقيقيًّا.

عليه: جار ومجرور متعلق بالفعل (توكَّل).

توكلت: توكل: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: تاء الفاعل مبني على الضم في محل رفع.

 وهو رب العرش العظيم:

هو: مبتدأ في محل رفع، ضمير مبني على الفتح.

رب: خبر مرفوع بالضمة مضاف.

العرش: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

العظيم: صفة مجرورة بالكسرة؛ لأن صفة المجرور مجرورة.

   

4-          قال تعالى: ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ[الرحمن: 54، 55]

متكئين على فرش:

(متكئين): حال منصوب بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، وهي حال للذين آمنوا في الجنة.

على فُرُش: على حرف جر، و(فُرُش): اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة.

  بطائنها من إستبرق:

أي: بطائن الفُرُش: بطائن: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهي مضاف والهاء: مضاف إليه.

 من إستبرق: من: حرف جر وإستبرق: مجرور بـ(من)، وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور في محل رفع خبر بطائن.

 والجملة من المبتدأ والخبر (بطائنها من إستبرق): نعت (صفة) لفُرُش في محل جر؛ لأن فرش نكرة (والجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال).

  وجنى الجنتين دان.

الواو (وجنى): واو الحال، وجنى: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف اللينة منع من ظهورها التعذُّر، والجنى: (الثمار الناضجة).

الجنتين: جنى مضاف والجنتين: مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.

دان: خبر مرفوع بضمة على الياء المحذوفة، والأصل (داني)، حُذفت الياء وعليها ضمة الرفع، وعوض عنها بتنوين النون التي قبلها، فصارت (دانٍ) ودانٍ بمعنى قريب من اليد يسهُل قطفُها، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال.

  فبأي آلاء ربكما تكذبان:

فبأي آلاء ربكما: الفاء: حرف عطف، والباء: حرف جر، وأي: أداة استفهام مجرورة بالباء، وعلامة الجر الكسرة، وهي مضاف وآلاء (بمعنى آيات وأفضال ودلائل) مضاف إليه مجرورة بالكسرة، ورب: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وكما: لخطاب المثنى؛ لأن الخطاب هنا للثقلين (الإنس والجان).

 تكذبان: تكذب: فعل مضارع، والألف: فاعل للمثنى (الإنس والجان)، والنون علامة رفع الفعل المضارع.

5-          قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ [البقرة: 62].

 وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[المائدة: 69].

 س: لماذا جاءت كلمة “الصابئين” منصوبةً في آية البقرة بينما جاءت (الصابئون) بالرفع في آية المائدة؟

نقول:

في آية سورة البقرة جاءت منصوبة على الأصل؛ لأنها معطوفة على منصوب، فهي تابعة لما قبلها في النصب عطفًا على اسم “إن” في أول الآية، أما في سورة المائدة، فقد قطع العطف عن متابعة ما قبله في النصب عطفًا، وجاءت “الصابئون” مرفوعةً على أنها خبر لمبتدأ محذوف، تقديره “وكذلك الصابئون” أو “ومثلهم الصابئون”، ثم والى النصب بعدها عطفًا على ما قبل “الصابئون” والله أعلم.

 

ترك تعليق